المعارضة الفنزويلية تنظم مسيرة ضخمة في كراكاس
نظم مئات الآلاف من معارضي الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز مسيرة عبر شوارع كراكاس أمس السبت للمطالبة باستقالته، بعد أن رفض شافيز دعوات أميركية بإجراء انتخابات مبكرة لإنهاء الصراع بشأن حكمه لخامس أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.
وقال مندوبو المعارضة إن هذه التظاهرة هي أهم تظاهرة تنظم في تاريخ فنزويلا. وفي المساء, احتشد معظم المتظاهرين على الطرق الأربعة لطريق فرانشيسكو فاياردو السريع الذي يجتاز وسط العاصمة.
وقبل أن ينضم المتظاهرون إلى نقطة التجمع هذه, ساروا في أكبر شوارع كراكاس مرددين هتافات تدعو لاستقالة شافيز وهم يحملون أعلاما فنزويلية ولافتات كبيرة تطالب بالدعوة إلى إجراء انتخابات على الفور.
وقال كارلوس أورتيغا رئيس اتحاد العمال في فنزويلا إن "هذا النظام لا يريد السلام, ويستمر شافيز في صم أذنيه عن سماع صوت الشعب"، وأضاف أن الإضراب سيستمر حتى تلبي المعارضة مطالبه.
وكان المتظاهرون احتشدوا بعد ظهر أمس في ستة مواقع مختلفة من العاصمة, وبدؤوا مسيرة إلى ساحة ألتاميرا حيث قتل ثلاثة معارضين خلال تبادل لإطلاق النار في السادس من الشهر الحالي. وقد وجهت الدعوة إلى التظاهرة حركة "التنسيق الديمقراطي" التي تضم أحزاب المعارضة واتحاد العمال في فنزويلا واتحاد أرباب العمل.
وينحي المعارضون باللائمة على شافيز في دفع فنزويلا إلى الركود والفوضى السياسية بسبب ما سموه أسلوبه الاستبدادي وإصلاحاته اليسارية التي يقول إنها تساعد الفقراء. وهدد المعارضون بمواصلة الإضراب إلى أن يستقيل الرئيس.
وزادت واشنطن الضغوط على شافيز بحثه على إجراء انتخابات مبكرة. وقال البيت الأبيض الأميركي في بيان "الولايات المتحدة مقتنعة بأن الطريق الوحيد السلمي والقابل للتطبيق سياسيا للخروج من الأزمة هو إجراء انتخابات مبكرة". وتزود فنزويلا الولايات المتحدة بنحو سدس وارداتها من النفط.
ورفض شافيز الذي انتخب عام 1998 ونجا من انقلاب لم يدم سوى فترة وجيزة في أبريل/ نيسان الدعوة الأميركية. ويقول شافيز الذي تنتهي فترة رئاسته الحالية في أوائل العام 2007 إن الدستور لا يسمح بإجراء استفتاء ملزم بشأن حكمه إلا ابتداء من أغسطس/ آب.
ولكن توماس شانون نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون نصف الكرة الغربي الذي يزور كراكاس للاجتماع مع زعماء الحكومة والمعارضة، أكد موقف البيت الأبيض وحذر من أن فنزويلا قد تنزلق بشكل أكبر في الفوضى إذا لم يتم التوصل لحل سريع.
وقال للصحفيين في كراكاس أمس السبت "نريد نوعا ما من الانتخابات المبكرة، ما طبيتعها، الفنزويليون فقط هم الذين يمكنهم تقرير ذلك، إذا لم يتم إيجاد حل سياسي فقد نكون على شفا نوع ما من المواجهة الاجتماعية".
وفي محاولة لتخفيف الضغوط أعلن شافيز يوم الجمعة أنه مستعد للاستعانة بعمال نفط أجانب في محاولة لإنهاء الإضراب الذي بدأته المعارضة قبل 13 يوما وأدى إلى إصابة صادرات فنزويلا من النفط بالشلل.