المعارضة العراقية تبحث تغيير النظام من لندن
ــــــــــــــــــــ
تقرير اللجنة التحضيرية يتهم النظام العراقي بارتكاب جرائم حرب ضد شعبه
ــــــــــــــــــــ
المعارضة العراقية ترفض احتلال العراق لكنها تقبل أي مساعدة للتخلص من نظام الرئيس صدام
ــــــــــــــــــــ
المؤتمر يبحث إقامة نظام تعددي ديمقراطي على أساس حكم فدرالي
ــــــــــــــــــــ
بدأت اليوم السبت في العاصمة البريطانية لندن أعمال مؤتمر المعارضة العراقية الذي يبحث مرحلة ما بعد الرئيس العراقي صدام حسين. ويعقد المؤتمر تحت شعار "من أجل إنقاذ العراق والديمقراطية" وبحضور حركات المعارضة الرئيسية الست.
وأعلن هوشيار زيباري أحد أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر أن المؤتمر يعقد بمبادرة عراقية ذاتية، وقال إنه يمثل أرضية واسعة من جميع فئات الشعب العراقي تشمل عددا من الأحزاب السياسية والشخصيات العراقية البارزة وزعماء العشائر.
ثم عرض فؤاد معصوم أحد أعضاء المؤتمر التقرير الذي أعدته اللجنة التحضيرية للمؤتمر حيث شن هجوما شديدا على الرئيس العراقي صدام حسين وقال إنه منذ عام 1968 حول العراق إلى ديكتاتورية الفرد والحزب الواحد.
وأضاف معصوم أن نظام صدام تبنى "عسكرة المجتمع بممارسات نازية" وورط العراق في حربين راح ضحيتهما مئات الآلاف من العراقيين وأدى لتدمير البلاد.
واتهم فؤاد معصوم الرئيس صدام بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب العراقي وقال إن ضحايا هذه الجرائم وعمليات تصفية معارضي النظام أكثر بكثير من ضحايا حربي الخليج الأولى والثانية.
وأوضح أن تقرير اللجنة المعروض يركز على عدة جوانب أساسية وهي استمرار النضال من أجل وحدة العراق متهما النظام العراقي بأنه مصدر التهديد الأساسي للوحدة الوطنية في البلاد.
وأشار معصوم إلى أن المعارضة تسعى لإنقاذ العراق من الديكتاتورية وإقامة نظام تعددي ديمقراطي يكون فيه الحكم لصناديق الاقتراع. وأشار إلى ضرورة وجود نظام قضائي مستقل وتحقيق مبدأ المساواة بين الجميع أمام القانون.
وأوضح أن تقرير اللجنة يتعهد أيضا بالتحقيق فيما وصفه بجرائم الحرب التي شهدتها البلاد في عهد الرئيس صدام حسين. ويوصي التقرير أيضا بالتعاون مع الدول العربية وبقية دول العالم بما يخدم مصالح الشعب العراقي وعلى أساس الالتزام بقرارات الشرعية الدولية.
وأكد معصوم أن المعارضة العراقية ترفض بشدة أي احتلال أجنبي للعراق إلا أنها تقبل أي مساعدة للتخلص من نظام الرئيس صدام.
من جهته أكد عبد العزيز الحكيم عضو المجلس الأعلى للثورة الإسلامية أن التغيير في العراق بات مؤكدا مشيرا إلى استعداد المعارضة ليكون هذا التغيير لصالحها.
وأضاف الحكيم أن المعارضة ترفض العنف السياسي وتطالب بمنع النظام العراقي من استخدام الشعب العراقي كدروع بشرية. وأشار إلى ضرورة منع وجود أي فراغ سيادي يؤدي لحكومة عسكرية بعد سقوط النظام.
وتتضمن الوثيقة التي أعدتها اللجنة التحضيرية عددا من الفقرات المتعلقة بالفترة الانتقالية، بالإضافة إلى أسس ديمقراطية موسعة على أساس حكم فدرالي في العراق.
من جهته أكد جلال الطالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني استعداد الأكراد لتقديم جميع التضحيات من أجل مصلحة العراق ووحدة الشعب العراقي.
أما الشريف علي بن الحسين ممثل الحركة الملكية الدستورية فقد أكد أن الهدف الأساسي للمعارضة هو "إزاحة نظام صدام حسين وعصابته" بجميع الوسائل الضرورية لذلك وإنقاذ الشعب العراقي مما أسماه الكوارث التي سببها هذا النظام حسب تعبيره.
انتقادات عراقية
وقد وصف عبد الأمير الركابي السياسي العراقي المعارض المقيم بباريس في تصريح للجزيرة هذا المؤتمر بأنه يهدف لخدمة مصالح أميركا وتبرير الحرب القادمة ضد العراق. وانتقد الركابي بشدة هذا المؤتمر وأعتبر أن المشاركين فيه لا دور ولاقيمة لهم ولا يمثل مؤتمرهم الشعب العراقي تمثيلا حقيقيا.
ودعا الركابي إلى ضرورة أن يكون أي تغيير في العراق سلميا دون أي حرب. وحث الرئيس صدام على قبول تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل جميع الأطراف السياسية.
وتشارك في المؤتمر ست حركات معارضة رئيسية. وهي المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بالعراق (شيعي معارض مقره طهران), والمؤتمر الوطني العراقي (ائتلاف من حركات معارضة في الداخل وفي المنفى), والحركة الملكية الدستورية وحركة الوفاق الوطني, إلى جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.