واشنطن تلمح لثغرات بتقرير العراق وموسكو تراجع موقفها
ــــــــــــــــــــ
مصدر روسي يقول إن إلغاء بغداد لعقد مع شركة روسية للنفط يلغي سببا رئيسيا لموقف موسكو الرافض شن حرب محتملة على العراق
ــــــــــــــــــــ
الاتحاد الأوروبي يدعو العراق إلى اقتناص آخر فرصة من أجل تسوية سلمية للأزمة
ــــــــــــــــــــ
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن النتيجة الأولية التي خلص إليها مسؤولون أميركيون بعد دراسة التقرير الذي قدمه العراق حول برامجه العسكرية، تؤكد أن هناك ثغرات كبيرة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تسمهم في الاستخبارات الأميركية والأمم المتحدة قولهم إن التقرير لم يجب عن أسئلة ظلت عالقة منذ رحيل فرق التفتيش السابقة عن العراق عام 1998.
ونسبت المصادر إلى مسؤول أميركي قوله إن أسلحة أحصاها المفتشون قبل أربع سنوات لايزال مصيرها مجهولا، منها 550 قذيفة معبأة بغاز الخردل وأكثر من 150 قنبلة مزودة بمواد كيماوية وجرثومية، وإن الوثيقة لم تقدم أيضا ما يفسر سعي العراق للحصول على تكنولوجيا ومواد نووية في الأعوام الأخيرة.
واعتبر دبلوماسي بالأمم المتحدة أن الإعلان العراقي لا يتضمن شيئا جديدا يذكر، وأن القسم الأكبر منه هو نفس ما تضمنه إعلان 1996 عندما قدم العراق إقرارا كاملا بمخزونات أسلحته غير التقليدية.
أزمة مع روسيا
في هذه الأثناء قال مصدر في الحكومة الروسية إن إلغاء بغداد لعقد مع شركة لوك أويل الروسية للنفط، يلغي سببا رئيسيا لموقف موسكو الرافض شن حرب محتملة بقيادة الولايات المتحدة على العراق.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن المصدر الحكومي الذي لم تذكر اسمه قوله إن السياسة الخارجية لأي بلد تتقرر بناء على مصالحه الخاصة, وإن الرئيس العراقي صدام حسين "نفسه لا يبدي اهتماما بدرجة كافية لجعل روسيا تدعمه في أي موقف". وامتنعت وزارة الخارجية الروسية عن التعليق على تلك التقارير، كما لم تعلق عليه الشركة الروسية.
وكانت شركة "لوك أويل" النفطية الروسية أعلنت أمس الخميس أن العراق ألغى ثلاثة عقود لاستغلال أحد أكبر حقوله النفطية في القرنة الغربي-2 بمحافظة البصرة مع شركات "لوك أويل" و"زاروبيجنيفت" و"ماشينو إمبورت" الروسية.
موقف الاتحاد الأوروبي
وفي المواقف الدولية أيضا دعا الاتحاد الأوروبي العراق إلى اقتناص "آخر فرصة" من أجل تسوية سلمية للأزمة. وأكد وزير الخارجية الدانماركي بير ستيغ مولر في مؤتمر صحفي على هامش القمة الأوروبية بكوبنهاغن إصرار الاتحاد على احترام بغداد التزاماتها إزاء القرار 1441 الصادر عن مجلس الأمن بشأن نزع الأسلحة.
وقال مولر إنه يعود الآن إلى مفتشي نزع الأسلحة تقييم التقرير الذي سلمه العراق إلى الأمم المتحدة حول برامج نزع الأسلحة، مضيفا أنه "لدى الاتحاد الأوروبي ثقة كاملة في اختصاصهم بأداء عملهم بشكل جيد" وبدون "تدخل خارجي" من خلال استخدام كل الوسائل التي بحوزتهم.
عمليات التفتيش
وفي بغداد أعلن رئيس هيئة الرقابة الوطنية العراقية اللواء حسام محمد أمين أن المسؤولين العراقيين ومفتشي الأسلحة تمكنوا من حل إشكال طارئ وقع أثناء عملية تفتيش معمل في مستشفى ببغداد. وقال المسؤول العراقي في تصريحات للصحفيين إن المشكلة حدثت في بداية عملية تفتيش مستشفى لعلاج الأمراض المعدية بوسط بغداد حيث أصر المفتشون على لصق بطاقات على معدات المعمل.
وقد توجه محمد أمين -وهو أيضا رئيس فريق الاتصال الرسمي العراقي مع المفتشين- إلى الموقع بسرعة، وقال إنه لا توجد أي مشكلة حاليا مشيرا إلى أن لصق بطاقات على المعدات كان يتطلب فقط توضيحا.