بيونغ يانغ تطلب سحب المراقبة النووية الدولية
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم أنها تلقت رسميا طلبا من كوريا الشمالية لسحب كاميراتها ومعداتها للمراقبة من جميع منشآتها النووية. ويأتي هذا الطلب إثر إعلان بيونغ يانغ أمس الخميس إعادة تشغيل منشآتها النووية التي جمد العمل فيها بموجب اتفاق معها عام 1994.
كما أبلغت بيونغ يانغ في الرسالة نفسها الوكالة الدولية بقرارها استئناف عمل منشآتها النووية لتخصيب اليورانيوم, المتوقفة منذ 1994 إثر توقيع اتفاق جنيف مع الولايات المتحدة.
ودعا مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي كوريا الشمالية إلى التحلي بضبط النفس و لامتناع عن اتخاذ تدابير من جانب واحد, لتفكيك أو تعطيل عمل آلات التصوير وأدوات المراقبة الأخرى التي وضعتها الوكالة في المنشآت النووية الكورية الشمالية.
وتم تجميد عمل المفاعل النووي الذي يعتقد أنه ينتج البلوتونيوم المستخدم في تصنيع الأسلحة النووية عام 1994 بموجب اتفاق تعهدت فيه بيونغ يانغ بتجميد برنامجها النووي, مقابل أن يقام بها مفاعلان نوويان يعملان بالماء الخفيف للأغراض السلمية بمساعدة الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي إضافة إلى حصولها على إمدادات من النفط.
وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها قد أوقفوا إمدادات النفط لكوريا الشمالية, إثر اعتراف بيونغ يانغ في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بأنها طورت برنامجا سريا للتسلح النووي. وقالت كوريا الشمالية إن وقف إمدادات النفط أدى إلى أزمة في توليد الكهرباء, مما يحتم ضرورة إعادة تشغيل المنشآت النووية.
من جانبها دعت الصين اليوم إلى حوار بين واشنطن وبيونغ يانغ, لتسوية هذه الأزمة والالتزام بتطبيق اتفاق تجميد البرنامج النووي الكوري. وأشار بيان الخارجية الصينية إلى أن بكين تطالب بضرورة نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية, وحل أي مشكلة بالحوار للحفاظ على استقرار المنطقة.
وأعلنت اليابان من جهتها ضرورة إجراء مفاوضات في هذا الشأن لمنع بيونغ يانغ من إعادة تشغيل مفاعلاتها, وأكدت أنه تجري اتصالات مع واشنطن وسول لبحث تطورات الموقف.
وفي واشنطن وصف متحدث أميركي قرار كوريا الشمالية بأنه أمر مؤسف، وكرر الرغبة في التوصل إلى حل سلمي للمشكلة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض آري فليشر إن الإعلان الذي أصدرته بيونغ يانغ يتعارض مع مطالبة المجتمع الدولي لها بالوفاء بكل التزاماتها, وخاصة تفكيك برنامج أسلحتها النووية. كما عبرت روسيا عن قلقها العميق من القرار الكوري الشمالي، ودعت جميع الأطراف المعنية بتسوية الأزمة عن طريق الحوار على أساس الاتفاقات القائمة بينها.