انشقاق قائد للمتمردين في السودان وانضمامه إلى الحكومة
انضم قائد بارز في الجيش الشعبي لتحرير السودان إلى الحكومة السودانية. وأكد القائد بيتر غاديت في مؤتمر صحفي عقده بوزارة الشؤون الفدرالية بالخرطوم، أن قرار انشقاقه عن المتمردين جاء بعد دراسة متأنية لضمان الوحدة الوطنية وإحلال السلام في البلاد بعدما أثبتت الحرب فشلها.
واتهم غاديت زعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان جون قرنق بأنه انفصالي لا يرغب بالسلام ويقاتل من أجل مصالحه الشخصية. وأشار إلى أنه سيعود إلى ولاية الوحدة لتأمين حماية مناطق النفط، مؤكدا أنه سيقاتل وينسق مع القوات الحكومية والمليشيات التابعة للحكومة.
تجدر الإشارة إلى أن غاديت -الذي كان في الجيش السوداني حتى عام 1991 عندما انضم إلى حركة التمرد- كان انضم إلى الحكومة عام 1996، إلا أنه عاد إلى صفوف المتمردين بعد سنة.
ويتولى غاديت الذي ينتمي إلى قبيلة النوير ثاني أكبر قبيلة بعد الدينكا، قيادة قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان في ولاية الوحدة، إذ شن أكثر من 20 عملية عسكرية استهدفت مناطق إنتاج النفط وتصديره في المنطقة، حسب مصادر صحفية سودانية.
ويعد انشقاق غاديت ضربة قوية للحركة الشعبية لتحرير السودان التي تجري مفاوضات مع الحكومة. وأشارت تقارير صحفية سودانية يوم الثلاثاء الماضي إلى أن انضمام غاديت للحكومة السودانية جاء بعد أن تمكنت الخرطوم من إقناعه في مفاوضات طويلة وشاقة بالانشقاق عن حركة التمرد.
وكان الجيش الشعبي لتحرير السودان بزعامة جون قرنق وحكومة الخرطوم عقدا جولتين من المفاوضات هذا العام في محاولة لإنهاء 19 عاما من الحرب الدائرة في جنوب السودان. وقد تمخضت المحادثات عن توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار إضافة إلى الاتفاق على عدد من النقاط الهامة بين الجانبين، ومن المقرر أن تستأنف المفاوضات بكينيا في يناير/ كانون الثاني المقبل.
على صعيد آخر أفاد مراسل الجزيرة في الخرطوم أمس أنه تم الإفراج عن بشير آدم رحمة مسؤول اللجنة السياسية لحزب المؤتمر الوطني الشعبي. ووصف رحمة أوضاع المعتقلين بسجن كوبر بأنها مأساوية، مشيرا إلى أن حوالي 40 طالبا من جامعة الخرطوم الذين ألقي القبض عليهم إبان أحداث الجامعة في شهر رمضان الماضي لا يزالون رهن الاعتقال دون أن توجه لهم أية تهم. وقال إنهم يتعرضون لشتى صنوف التعذيب، على حد تعبيره.