رمسفيلد: الضغط العسكري أعاد المفتشين إلى العراق
ــــــــــــــــــــ
رمسفيلد يؤكد أن الهدف من زيارته لقطر هو التأكد من جاهزية القوات الأميركية ومراقبة تدريب الجنود على استخدام التكنولوجيا الحديثة
ــــــــــــــــــــ
فرانكس: واشنطن تخطط منذ أكثر من عامين لتطوير الإمكانات القتالية والدفاعية للجيش الأميركي
ــــــــــــــــــــ
رئيس أركان الجيش القطري يزور موقع المناورات في عطلة نهاية الأسبوع لبحث سبل الاستفادة من الوسائل التكنولوجية
ــــــــــــــــــــ
أكد وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد أثناء مؤتمر صحفي بقاعدة السيلية في قطر الخميس أن الضغط العسكري الأميركي المتزامن مع جهود الرئيس بوش نجحا في إعادة مفتشي الأسلحة الدوليين إلى العراق. ونفى أن يكون الهدف من التمرينات العسكرية المعروفة باسم "نظرة من الداخل" هو الاستعداد لضرب العراق, مشيرا إلى أنه يزور قطر للتأكد من جاهزية القوات الأميركية ومراقبة كيفية قيام قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي الجنرال تومي فرانكس بتدريب الجنود على استخدام التكنولوجيا الحديثة.
وجاءت تصريحات رمسفيلد في مؤتمر صحفي مشترك مع فرانكس في قاعدة السيلية التي يزورها لمتابعة التمرينات التي يتدرب فيها مئات من الضباط والخبراء الأميركيين والبريطانيين على تبادل المعلومات بواسطة الكمبيوتر.
من جهته قال قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي إن الاتفاق العسكري الذي وقعه رمسفيلد مع وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بشأن وجود القوات الأميركية في قطر لا علاقة له بضرب العراق, مؤكدا أن الولايات المتحدة تخطط منذ أكثر من عامين لتطوير الإمكانات القتالية والدفاعية للجيش الأميركي.
وقال فرانكس إن رئيس أركان الجيش القطري الجنرال حمد بن علي العطية سيزور موقع المناورات في عطلة نهاية الأسبوع لبحث سبل الاستفادة من الوسائل التكنولوجية مع المسؤولين العسكريين الأميركيين.
ضرب العراق
وفي الشأن العراقي أعرب رمسفيلد عن استغرابه للطريقة التي طرح فيها الإعلام فرضيات مختلفة لضرب العراق, مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تنتظر الآن ما ستتمخض عنه عمليات التفتيش لتحدد الخطوة التالية. وأضاف أن الأفضل في الوقت الراهن هو إتاحة فرصة للدبلوماسية لتقرر "كيفية التعامل مع هذا النظام (العراقي) غير المفهوم".
وكان رمسفيلد قام بتفقد أوضاع الجنود الأميركيين في قاعدة العديد بقطر حيث يرابط حوالي أربعة آلاف جندي أميركي. وتهدف التدريبات الافتراضية الفائقة التقنية التي تجري بأسلوب المحاكاة على أجهزة الكمبيوتر إلى اختبار قدرات مركز القيادة على إدارة المعركة ميدانيا, والتنسيق بين الوحدات الميدانية ومقرات القيادة.
ويشارك حوالي ألف جندي أميركي وبريطاني في المناورات التي تتيح للجنرال فرانكس إمكانية استخدامها فور اتخاذ الرئيس بوش قرار تنفيذ الضربة العسكرية ضد العراق. وقال خبراء عسكريون أميركيون إن وسائل الاتصال الحديثة تمكن الولايات المتحدة من إدارة حرب محتملة من تامبا, إلا أن مركز القيادة المتنقل يتيح للجنرال فرانكس أن يكون قريبا من مسرح العمليات.
التعاون العسكري
وكان رمسفيلد وقع أمس مع وزير الخارجية القطري اتفاقا عسكريا يعتبر الإطار القانوني للوجود العسكري الأميركي في قاعدة العديد. وقد نفى الوزيران أن يكون الاتفاق موجها ضد العراق، مؤكدين أنه يأتي في إطار تعزيز التعاون العسكري والإستراتيجي بين البلدين. وقال رمسفيلد إن الاتفاق سيتيح للولايات المتحدة تطوير المنشآت في القواعد الموجودة بقطر التي تستخدمها على مدى العام الماضي في إطار اتفاق دفاعي أبرم عام 1992.
ووجهت الصحف العراقية الرسمية اليوم انتقادات شديدة إلى هذا الاتفاق معتبرة أن وجود القوات الأميركية في قطر ليست من أجل الحرب على العراق فقط بل من أجل أن تبقى. وقالت صحيفة "الثورة" الناطقة بلسان حزب البعث الحاكم إن الهدف من القواعد العسكرية الأميركية في الخليج هو إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وليس حماية تلك الدول، مضيفة أن أميركا تعاني من "هوس عصبي تدفعها إليه مخططاتها الاستعمارية الخيالية".