افتتاح أعمال القمة الأوروبية في كوبنهاغن
افتتحت مساء الخميس في كوبنهاغن أعمال القمة الأوروبية بشأن توسيع عضوية الاتحاد الأوروبي بضم عشر دول جديدة. ومن المتوقع أن توجه القمة رسميا دعوة الانضمام إلى الدول العشر من شرق أوروبا وجنوبها وهي: بولندا وتشيك وسلوفاكيا والمجر وسلوفينيا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا وقبرص ومالطا. كما ينتظر أن يتخذ القادة الأوروبيون قرارا بشأن الجدول الزمني لمفاوضات محتملة حول انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا الإطار أكد المستشار الألماني غيرهارد شرودر أن بلاده لن تسمح لهذه القمة التاريخية بأن تفشل، ملمحا إلى أن برلين قد تمنح المزيد من الأموال للمرشحين الجدد.
وأوضح شرودر في تصريحات للصحفيين أن المهم بالنسبة للجميع أن لا تضيع هذه الفرصة لأن ضياعها يعني ارتكاب خطأ سياسي جسيم، وشدد على أن ألمانيا غير مستعدة لارتكاب هذا الخطأ.
وقال إن بلاده قدمت بالفعل تنازلات فيما يتعلق بمنح أموال إضافية إلى الدول المرشحة الجديدة التي طلب منها أن لا تبالغ في طلباتها أو تخرق نظام الميزانية المخصص من قبل.
تصريحات دانماركية
وقبل ساعات من افتتاح القمة دعا رئيس الوزراء الدانماركي أندرس فوغ راسموسن الدول الأعضاء والدول العشر المرشحة للانضمام إلى الاتحاد إلى اعتماد تسوية والمرونة من أجل إنجاح عملية توحيد القارة الأوروبية.
وقال راسموسن -الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد- للصحفيين إن "مهمتنا هي إنجاز العمل وتوحيد القارة بعد 13 عاما على سقوط حائط برلين", لكنه أوضح أن توسيع الاتحاد قد يفشل أيضا وسيتأخر عندها سنوات عدة.
وشدد على أن الاتحاد الأوروبي عازم على إنهاء مفاوضات الانضمام فقط مع الدول المرشحة التي ستقبل العروض المالية الأخيرة التي قدمتها الدول الـ15.
وبعد أن دعا جميع الأطراف إلى اعتماد تسوية, أعرب عن أمله في إمكانية إنهاء المفاوضات في كوبنهاغن مع الدول العشر المرشحة للانضمام.
وردا على سؤال عن الجدول الزمني لترشيح تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي, اعتبر راسموسن أن الدول الـ15 تنطلق أصلا من قاعدة واضحة للتسوية، ولكنه لم يعط إيضاحات حول طبيعة هذه التسوية.
ضغوط أميركية وتركية
وفي هذا السياق دعا وزير الخارجية الأميركي كولن باول نظيره الدانماركي بير ستيغ مولر إلى العمل من أجل حث قمة كوبنهاغن على تحديد موعد حاسم لبدء مفاوضات مع تركيا لانضمامها إلى الاتحاد.
وقال مولر في تصريح لشبكة التلفزيون الدانماركية العامة إن "باول اتصل بي هاتفيا ليبحث هذا القرار التاريخي الذي سنتخذه حول توسيع الاتحاد ولكي تأخذ تركيا موقعها حسب ما قال في العائلة الأوروبية".
وأضاف مولر "أعتقد أنه من المناسب جدا لأصدقائنا الأميركيين أن يقولوا ما يفكرون به" معتبرا أن الأمر لا يتعلق بأي ضغط على الإطلاق.
وذكرت مصادر دبلوماسية في كوبنهاغن أن أنقرة تمارس ضغوطا على الاتحاد لتقديم الموعد الذي اقترحته كل من فرنسا وألمانيا لدعوة تركيا إلى الانضمام في يوليو/ تموز 2005 شريطة حصول تقييم إيجابي نهاية عام 2004 للتقدم السياسي والاقتصادي الذي حققته تركيا.
وأوضحت المصادر أن تركيا تصر على تقديم موعد هذه الدعوة ولو لستة أشهر لتصبح عملية التقييم في مايو/ أيار 2004 مما يلزم الاتحاد باتخاذ قرار دعوة تركيا إلى الانضمام قبل بدء عملية التوسع فعليا في هذا العام.
ويمثل الملف القبرصي ورقة ضغط في يد تركيا إذ تربط موافقتها على أي تسوية على الجزيرة القبرصية بمسألة انضمامها إلى الاتحاد.