واشنطن تتسلم النسخة الكاملة من تقرير التسلح العراقي
ــــــــــــــــــــ
المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة يبرر استلام الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن للتقرير العراقي قبل غيرها بامتلاك هذه الدول الإمكانات والخبرة التي تؤهلها للحكم على ما جاء في التقرير
ــــــــــــــــــــ
أنان يؤكد أن خيار شن عمل عسكري ضد العراق ليس حتميا, ويقول إن حسم هذا الأمر رهن بالتزام العراق بتعهداته للأمم المتحدة
ــــــــــــــــــــ
مفتشو الأسلحة يزورون مركز التويثة للأبحاث النووية جنوبي بغداد وموقع شركة الطارق التابعة لهيئة التصنيع العسكري العراقية في الفلوجة
ــــــــــــــــــــ
ذكرت مصادر في الأمم المتحدة أن الولايات المتحدة حصلت على النسخة الوحيدة الكاملة من الإعلان العراقي بشأن برامج أسلحة الدمار الشامل، وقالت إن هذه النسخة في واشنطن بالفعل.
وأشارت المصادر إلى أن ممثلين عن الولايات المتحدة يرافقهم ممثلون آخرون عن دول دائمة العضوية في مجلس الأمن, أخذوا النسخة الوحيدة الكاملة من الإعلان العراقي فور وصولها مساء الأحد إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وقال المصدر إن النسخة أرسلت إلى واشنطن حيث سيتم تصويرها من أجل تسليم نسخة منها إلى كل من أعضاء مجلس الأمن الدائمين (الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا).
ويتعارض قرار إعطاء نسخ من التقرير الوافي لكل من الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن مع قرار أصدره أعضاء المجلس الخمسة عشر بالإجماع يوم الجمعة الماضي وينص على إيداع التقرير لدى المفتشين التابعين للأمم المتحدة إلى أن يتم فحصه لاحتمال احتوائه على أسرار نووية وهي الخطوة التي يتوقع ان تستغرق بضعة أيام.
وقد برر المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة استلام الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن للتقرير العراقي عن برامج تسلحه قبل غيرها بامتلاك هذه الدول الإمكانات والخبرة التي تؤهلها للحكم على ما جاء في التقرير.
وأكد البيت الأبيض أنه بانتظار الاطلاع الوافي والدقيق على تقرير العراق عن برامج تسلحه قبل الرد عليه. ومع ذلك فقد شدد المتحدث باسم البيت الأبيض على أن اعتراف العراق باقترابه من تطوير أسلحة دمار شامل يستلزم إعادة النظر في النوايا العراقية على حد قوله. وقد أكدت جهات في واشنطن أن أفضل طريقة لكشف برامج التسلح العراقية هي المعلومات, التي قد يدلى بها العلماء العراقيون المنشقون.
تصريحات الدوري
وفي المقابل أكد مندوب العراق الدائم لدى الأمم المتحدة محمد الدوري أن ردود الأفعال قبل وصول التقرير كانت إيجابية. وأضاف الدوري في اتصال مع الجزيرة أنه لم يلمس كذلك أي موقف سلبي بعد وصول التقرير إلى نيويورك سوى من بريطانيا وأميركا.
وبشأن تسلم الدول دائمة العضوية لنسخة من التقرير، أشار المندوب العراقي إلى أنه سمع بذلك كما سمع الآخرون، وأكد أن هذه المسألة من اختصاص مجلس الأمن وليس للعراق دخل فيها.
وأوضح أن التقرير يضم معلومات كثيرة بعضها سيبقى طي الكتمان وتتطلب دراسة متأنية من الأعضاء الخمسة الدائمين دون أن تستأثر أي جهة بجهود المجلس.
وفي هذا الإطار أعلن كبير مفتشي الأسلحة الدوليين هانز بليكس أن العمل في فحص التقرير سيبدأ على الفور. وأضاف أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان سيقيم غداء عمل غدا الثلاثاء لأعضاء مجلس الأمن لإجراء مزيد من المناقشات حول الإعلان.
ومن جانبه أكد أنان أن خيار شن عمل عسكري ضد العراق ليس حتميا, وقال إن حسم هذا الأمر رهن بالتزام العراق بتعهداته للأمم المتحدة. وأضاف أنان أن ذلك لن يتم قبل انتهاء مهمة فرق التفتيش في العراق والتأكد من مدى صحة المزاعم حول امتلاكه أسلحة للدمار الشامل.
دراسة التقرير
وفي سياق ذي صلة انكب فريق من الخبراء والمترجمين إلى اللغة العربية على العمل الاثنين في فيينا على الإعلان العراقي بشأن برامج التسلح الذي سيقيم المفتشون الدوليون مدى مصداقيته على الأرض.
وقال الناطق باسم الوكالة مارك غووزدكي إنه "عمل ممل". وأوضح الناطق أن مضمون القسم الذي حصلت عليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية يقع في 2100 صفحة بينها 300 باللغة العربية ستتم مقارنته مع المعلومات التي جمعتها الوكالة منذ بداية عملية نزع السلاح العراقي عام 1991.
وقال "تلزمنا أيام عدة لنعرف ما إذا كانت توجد اختلافات بين الوثيقة والمعلومات التي بحوزتنا. ألا أن المفتشين على الأرض هم الذين سيعاينون صحة الإعلان العراقي في كل الأحوال".
وأضاف أن الإعلان ينقسم إلى قسمين "الأول يتعلق بتاريخ البرنامج النووي" العراقي وصولا إلى 1991 عند اندلاع حرب الخليج, و"الثاني ينتهي باستخدام بغداد المدني والصناعي للمواد المشعة".
وقد صرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بأن الخبراء سيفرغون من دراسة التقرير العراقي بحلول نهاية يناير/ كانون الثاني المقبل.
أعمال التفتيش
وتفقد مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين مركز التويثة للأبحاث النووية الواقع على بعد 20 كلم جنوبي بغداد. وكان مفتشو الوكالة قد زاروا الموقع نفسه الذي أصبح متخصصا في المنتجات الدوائية مرتين من قبل, ولم تعرف أسباب عودتهم إليه مجددا.
كما أنهى فريق آخر من لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش أنموفيك جولته التفتيشية في موقع شركة الطارق التابعة لهيئة التصنيع العسكري العراقية في الفلوجة شمال غربي بغداد.
غارات جديدة
في غضون ذلك أعلن ناطق عسكري عراقي في بغداد أن وسائل الدفاع الجوي العراقية تصدت الاثنين لطائرات أميركية وبريطانية حلقت فوق جنوب العراق وأجبرتها على العودة إلى قواعدها في الكويت.
وأوضح الناطق الذي أوردت تصريحه وكالة الأنباء العراقية الرسمية أن "عددا من الطائرات الأميركية والبريطانية القادمة من الأجواء الكويتية تساندها طائرة أواكس من داخل الأجواء السعودية قامت صباح الاثنين بـ24 طلعة جوية مسلحة فوق مناطق متفرقة بجنوب العراق.
وأضاف أن القوة الصاروخية والمقاومات الأرضية العراقية تصدت لها وأجبرتها على العودة إلى قواعدها في الكويت".
وتدور مواجهات شبه يومية بين العراق والطيران الأميركي والبريطاني الذي يتولى مراقبة منطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه. ولا تعترف بغداد بمنطقتي الحظر الجوي اللتين لم يصدر بشأنهما أي قرار دولي.