خلافات في مجلس الأمن بشأن التقرير العراقي

undefined

ــــــــــــــــــــ
الخارجية الأميركية تدافع عن تسلم واشنطن النسخة الأصلية من التقرير العراقي بأنها تملك الإمكانات التقنية اللازمة لنسخه
ــــــــــــــــــــ
رمسفيلد يقول إن تحليل تقرير العراق الخاص ببرامج أسلحته يحتاج وقتا قبل أن تعلن واشنطن موقفها النهائي منه
ــــــــــــــــــــ
العراق يؤكد أنه وفى بالتزاماته بتسليمه التقرير في موعده المحدد إلى مجلس الأمن الدولي
ــــــــــــــــــــ

سبب تسلم الولايات المتحدة للنسخة الأصلية من تقرير العراق المتعلق ببرامج أسلحته جدلا داخل أروقة مجلس الأمن.

وانتقد أعضاء غير دائمين بالمجلس استثناءهم من تسلم نسخ كاملة من هذا التقرير, وفي مقدمتهم سوريا التي انتقد ممثلها ميخائيل وهبة تسليم التقرير إلى المندوب الأميركي مباشرة دون العودة إلى التشاور بين أعضاء مجلس الأمن.

undefinedوقد دافع المتحدث باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر عن تسلم واشنطن النص والأقراص المدمجة المرفقة به, قائلا إنه تم بسبب امتلاك الولايات المتحدة القدرة التقنية على نسخه "بسرعة وأمان".

ورفض باوتشر أن يوضح ما إذا كان التقرير العراقي نقل إلى واشنطن أم بقي في نيويورك, بينما ذكرت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة أنه نقل على الفور إلى العاصمة الأميركية.

إعلان

وقد علق دبلوماسي من إحدى الدول الأعضاء بمجلس الأمن, قائلا إنه لا يفسر الأمر بالطريقة الأميركية، بينما قال دبلوماسي آخر إن الأميركيين "ليسوا الوحيدين الذين يعرفون طريقة استخدام آلة النسخ".

ورأى دبلوماسي ثالث أنه "لا أحد يشعر بالارتياح لوضع واشنطن يدها أولا على النسخة الكاملة الوحيدة من التقرير"، مضيفا أن هناك استياء من الطريقة التي اتبعتها الولايات المتحدة في هذا الشأن.

وكانت مصادر دبلوماسية وفرنسية وبريطانية بالأمم المتحدة قد ذكرت أن ممثلي فرنسا وبريطانيا تسلموا نسخا من تقرير العراق بشأن برامج تسلحه, بعد تسلم واشنطن النسخة الكاملة بمجلس الأمن وبدأت في تحليلها.

ومن المقرر أن يطلع الأعضاء العشرة غير الدائمين على نسخ معدلة من الوثيقة بعد أن يتفحصها مفتشو الأسلحة ويزيلوا منها أي معلومات حساسة, بعد أن ذكرت معلومات أن العراق يكشف في تقريره الطريقة التي تعد بها أسلحة الدمار الشامل وكذلك أسماء مساهمين أجانب في برنامج أسلحته, مما يسبب إحراجا لدول أعضاء بمجلس الأمن وأخرى خارجه حسب التبرير الأميركي.

undefinedومن جانبه قال وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد اليوم إن التأكد من مصداقية إعلان العراق الخاص ببرامج أسلحته يتطلب أياما إن لم يكن أسابيع، وطالب بعدم إصدار أحكام مسبقة عن التقرير قبل دراسته بتأن.

في الوقت نفسه وعقب محادثاته مع نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني بالبيت الأبيض, أعلن رئيس وزراء فنلندا باوف ليبونين أن تشيني أبلغه بأن الولايات المتحدة ستكشف الأدلة التي تملكها ضد العراق في الوقت المناسب.

وكانت الولايات المتحدة قد حذرت من أن أي نقص في التقرير يمكن أن يعتبر "انتهاكا واضحا" من جانب العراق لالتزاماته, ويمكن أن يفتح الطريق أمام عمل عسكري.

تهديدات بلير
في هذه الأثناء أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن بلاده مستعدة لاتخاذ عمل ضد العراق, إذا خالف قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1441 الصادر الشهر الماضي والمتعلق بأسلحة العراق غير التقليدية.

undefinedوقال بلير في تصريحات صحفية "إنه لأمر ساذج أن يظن الناس أن (الرئيس العراقي) صدام حسين سيذعن على الأرجح لمطالب الأمم المتحدة".

ولم يشر بلير إلى رأيه فيما يتعلق بأهمية استصدار قرار ثان من مجلس الأمن, قبل اتخاذ أي عمل ضد العراق إذا أخلت بغداد بالتزامها بالقرار السابق. وكانت واشنطن قد ذكرت أنها لا ترى داعيا لاستصدار قرار ثان, إلا أن بعض أعضاء مجلس الأمن الآخرين لا يوافقون على هذا التفسير.

إعلان

تأكيدات عراقية
وكان السفير العراقي لدى الأمم المتحدة محمد الدوري قد أكد في مقابلة مع الجزيرة أن العراق أوفى بالتزاماته حيال مجلس الأمن, بتسليمه التقرير الخاص ببرامج تسلحه في الموعد المحدد لذلك. ووصف الأمر بأنه على قدر كبير من الأهمية.


undefined
وبشأن تسلم الدول دائمة العضوية لنسخة من التقرير، أشار المندوب العراقي إلى أنه سمع بذلك كما سمع الآخرون. وأكد أن هذه المسألة من اختصاص مجلس الأمن وليس للعراق دخل فيها.

وأوضح أن التقرير يضم معلومات كثيرة بعضها سيبقى طي الكتمان وتتطلب دراسة متأنية من الأعضاء الخمسة الدائمين, دون أن تستأثر أي جهة بجهود المجلس.

يذكر أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية زاروا أمس مركز التويثة للأبحاث النووية الواقع على بعد 20 كلم جنوبي بغداد للمرة الثالثة على التوالي، ولم تعرف بعد أسباب عودتهم إليه مجددا.

كما أجرى فريق آخر من لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (أنموفيك) جولة تفتيشية, في موقع شركة الطارق التابعة لهيئة التصنيع العسكري العراقية في الفلوجة شمالي غربي بغداد. وقد وصف المتحدث باسم مفتشي الأسلحة في بغداد عمليات التفتيش التي تمت أمس بأنها كانت ناجحة.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان