انحسار المعتدلين بين مرشحي حزب العمل للانتخابات القادمة
وجه أعضاء الحزب السياسي الإسرائيلي الذي قاد محادثات أوسلو مع الفلسطينيين ضربة جديدة لاتفاقات السلام المؤقتة, بعد أن حجبوا أصواتهم عن واحد من أبرز مهندسي عملية السلام.
ففي النتائج الجزئية للانتخابات التي جرت أمس في حزب العمل لاختيار مرشحيه لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة يوم 28 يناير/ كانون الثاني, تراجعت فرص يوسي بيلين (54 عاما) في الاحتفاظ بمقعده في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان).
واحتل المراتب الثلاث الأولى في اللائحة رئيس الحزب عمرام متسناع ووزير الدفاع السابق بنيامين بن إليعازر, ووزير الخارجية السابق شمعون بيريز. ففي حين جاء بيلين في انتخابات حزب العمل التي أجريت قبل أربع سنوات في المركز الثاني على قائمة مرشحي الحزب لخوض الانتخابات البرلمانية، إلا أنه سيتراجع على ما يبدو إلى المركز العشرين هذه المرة.
وقال معلقون سياسيون إن أعضاء حزب العمل -وهو حزب يسار وسط, الذين استبدلوا زعيمهم المتشدد بن إليعازر بزعيم أقل تشددا الشهر الماضي وهو متسناع- رأوا أن بيلين مرتبط ارتباطا وثيقا باتفاقات أوسلو لعام 1993, والتي يعتبرها معظم الإسرائيليين اتفاقات ملغاة بعد عامين من المصادمات مع الفلسطينيين.
وقال المعلق إمانويل روسيني لراديو جيش الاحتلال إن بيلين الآن أقلية في حزب يتجه إلى الوسط, وفي دولة ترى بشكل عام أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قد عفا عليه الزمن.
وقد التقى بيلين بوصفه عضوا في البرلمان بعرفات وأجرى محادثات مع الفلسطينيين بعد بدء الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من عامين, وطالب باستئناف مفاوضات السلام دون أي شروط.
غير أن معسكر السلام في حزب العمل يخرج ضعيفا من هذه الانتخابات, لأن أبرز الشخصيات الفائزة وعلى رأسها وزيرة التجارة والصناعة السابقة داليا إسحق رابين، ووزير النقل السابق إفرايم سنيه وإبراهام شوحاط والرئيس السابق للموساد داني ياتوم وغيرهم, جميعهم مقربون من بن إليعازر الذي يعتبر من معسكر الصقور.
وكان الجناح الأكثر تشددا داخل حزب الليكود اليميني قد أحرز تقدما في الانتخابات الداخلية لاختيار مرشحيه للانتخابات العامة المقبلة. واحتل تساحي هنغبي وزير البيئة في حكومة شارون الحالية المرتبة الأولى في القائمة, تلاه كل من وزير المالية سلفان شالوم ووزير التربية ليمور ليفنات والوزيران بلا وزارة دان نافيه وإسرائيل كاتس.
وجميع هؤلاء من أنصار وزير الخارجية بنيامين نتنياهو الذي خسر زعامة الحزب أمام شارون, في انتخابات داخلية على زعامة الحزب جرت الشهر الماضي. وكان كل من شارون ونتنياهو قد ضمنا الموقعين الأول والثاني في قائمة مرشحي الحزب للانتخابات العامة.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب الليكود سوف يحصل على 40 مقعدا في البرلمان الجديد ليحتل صدارة الأحزاب مقابل 25 لحزب العمل.