ليبيا ترفض المشاركة في القمة العربية المرتقبة بلبنان
طلبت ليبيا من لبنان عدم استضافة القمة العربية المقبلة في بيروت. ويأتي هذا الطلب ردا على رفض حركة أمل الشيعية اللبنانية -التي اختفى زعيمها الإمام موسى الصدر قبل 25 عاما في ليبيا- مشاركة الزعيم معمر القذافي في القمة.
وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية اللبنانية أن ليبيا رفضت المشاركة في القمة العربية المقرر عقدها يومي 25 و26 من مارس/ آذار المقبل بسبب إصرار حركة أمل على عدم مشاركة القذافي في القمة.
وقال المسؤول الذي رفض ذكر اسمه إن وزير الخارجية الليبي محمد عبد الرحمن شلقم اتصل هاتفيا بنظيره اللبناني محمود حمود وبرئيس الوزراء رفيق الحريري لإبلاغهما بموقف ليبيا.
يشار إلى أن الجامعة العربية تتخذ قراراتها بالإجماع, وأن معارضة عضو واحد قد تجعل من الصعب عقد القمة في بيروت التي تتطلع إلى استعادة مكانتها كمركز اقتصادي عربي بعد مرور أكثر من عشر سنوات على انتهاء الحرب الأهلية.
ويتهم شيعة لبنان القذافي بإخفاء الصدر منذ زيارته لليبيا عام 1978، وتقول طرابلس إن الصدر اختفى بعد أن غادرها متوجها إلى إيطاليا، لكن محكمة إيطالية قالت إن قدمه لم تطأ البلاد.
وقال نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى المفتي الشيخ عبد الأمير قبلان "نحن مع انعقاد القمة العربية في بيروت بشرط ألا يأتي القذافي إلينا أو أن يأتي ومعه الإمام الصدر حيا أو ميتا". يذكر أن ليبيا أرسلت وفودا إلى بيروت ودمشق العام الماضي في محاولة لحل الأزمة، لكنها لم تحرز نجاحا على ما يبدو.
ويرى المراقبون أن قضية الإمام الصدر تهدد بإفشال القمة العربية التي تسعى دمشق وطهران كذلك لضمان مشاركة الزعيم القذافي فيها. وأعلن وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة أمس أن هنالك حساسية بشأن الخلاف القائم بين القذافي والطائفة الشيعية اللبنانية, مضيفا أن هناك جهودا تبذل في بيروت ودمشق وطهران لمعالجة هذه الحساسية, وأعرب عن أمله في أن تثمر هذه الجهود.
ورفض سلامة المكلف بتنظيم القمة وصف هذه الجهود بأنها جهود وساطة واكتفى بتسميتها "جهدا ومسعى خير", مؤكدا أن القمة ستعقد في تاريخها المحدد. وقال إن الدعوة الوحيدة للتأجيل جاءت من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري. وأضاف أن الرئيس اللبناني إميل لحود سيرسل موفدين هذا الشهر إلى جميع الدول العربية لدعوة الرؤساء العرب كافة.