شيراك وعبد الله يساندان الموقف الأميركي وبلير يهدد طالبان
أكد الرئيس الفرنسي استعداد باريس للتعاون مع واشنطن في أي عمل عسكري ضد ما تسميه واشنطن بالإرهاب شريطة التشاور بشأن أهداف العملية. في غضون ذلك حذر رئيس الوزراء البريطاني أفغانستان من مغبة إيوائها أسامة بن لادن مشيرا إلى أنها ستعامل كدولة إرهابية.
وكان شيراك أول رئيس دولة يستقبله الرئيس الأميركي جورج بوش منذ هجمات الأسبوع الماضي.
وقال شيراك في مؤتمر صحفي عقب لقائه بوش إن فرنسا متضامنة تماما مع الولايات المتحدة, وإنها مصممة "على المشاركة في مكافحة الإرهاب". وأضاف أن الحرب المقبلة يجب أن تكون واسعة وأن تشن على جميع الجبهات.
وكان شيراك أبدى استغرابه قبيل لقائه بوش من عبارة "حرب على الإرهاب" التي يستخدمها الرئيس الأميركي. وقال موضحا في هذا الصدد إنه لا يريد خوض "جدال على الألفاظ, إلا أن المسألة تتعلق بنزاع جديد يتطلب أساليب جديدة لمحاربة شر من طبيعة جديدة يتوجب علينا القضاء عليه".
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنه بحث مع نظيره الأميركي مختلف الفرضيات, وأنه فهم بشكل أكبر الآن نوايا وأفكار بوش, مضيفا أن "بوش يملك رؤية واضحة تماما عن الوضع وتصميما كبيرا على قيادة عمل منسق على الصعيد الدولي لمحاربة الإرهاب, ولا يسعني سوى الموافقة على هذه الأهداف".
ودعا شيراك إلى تكثيف التعاون الدولي لتعزيز وسائل التصدي لما أسماه آفة الإرهاب, مشيرا إلى أن ذلك يتطلب جملة من المبادرات في ميادين القضاء والاستخبارات ومكافحة تبييض الأموال التي تغذي تلك العمليات. وذكر أن الولايات المتحدة بدأت مع شركائها بالعمل في مجال الاتصالات والطيران المدني. وقال إن هذا التعاون يجب ألا يشمل فقط أجهزة الاستخبارات والقضاء أو الشرطة, "بل يشمل جميع الوسائل التقنية التي نملكها من أجل تنسيقها وتوسيعها وتحديثها بهدف جعلها أكثر فاعلية".
تحذيرات بلير
وفي السياق ذاته حذر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان من أنها ستعامل كما يعامل الإرهابيون إذا استمرت في مساعدة وإيواء أسامة بن لادن الذي تعتبره واشنطن المتهم الرئيسي في التخطيط للهجمات على نيويورك وواشنطن.
وقال بلير في مقابلة إذاعية إن أمام طالبان خيار واضح "إما أن تتوقف عن مساعدة وإيواء الذين يقومون بأعمال إرهابية, وإما أن تعامل على غرار الإرهابيين". محذرا من مغبة النتائج التي ستنجم عن رفض التعاون. وأضاف أن من المهم جدا "القضاء على الشبكة الكاملة التي تدرب منفذي العمليات الإرهابية".
يشار إلى أن غالبية علماء أفغانستان يرفضون تسليم بن لادن إلى واشنطن من دون توافر أدلة ملموسة تؤكد ضلوعه في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول الجاري.
الأردن مستعد
وعلى الصعيد نفسه قال العاهل الأردني عبد الله الثاني إن الهجمات على الولايات المتحدة الأسبوع الماضي تعتبر تحذيرا لكل العالم. وذكر أن الدول التي تؤوي من أسماهم بالإرهابيين لن تستطيع النوم بسلام بعد الآن.
وأعرب عن استعداد بلاده لمساعدة الولايات المتحدة من أجل العثور والقضاء على المسؤولين عن الهجمات التي أودت بحياة قرابة ستة آلاف شخص.
وأكد أن الولايات المتحدة تحظى بدعم جميع دول المنطقة "بيد أننا بحاجة لمعرفة ما سيلزم لمكافحة الإرهاب وكيفية تقديم المساعدة". وأشار إلى أن واشنطن تتصرف بنضج كبير, وأنها تحدد بعناية سياسة تسمح للدول الأخرى بدعمها.
وأعلنت مصر وسوريا استعدادهما للتعاون مع المجتمع الدولي لمكافحة ما يسمى بالإرهاب عقب الهجمات على نيويورك وواشنطن. يأتي ذلك عقب اجتماع الرئيس المصري حسني مبارك مع نظيره السوري بشار الأسد بمنتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر لبحث الوضع في المنطقة أمس.
ليس قاتلا
في غضون ذلك قال والد محمد عطا الذي يعتقد أنه قاد الطائرة الأولى التي ضربت مركز التجارة العالمي إن ابنه ليس قاتلا, وأنحى باللائمة على الولايات المتحدة في قيادة دفة الإرهاب الدولي.
ويشتبه مكتب التحقيقات الفدرالي أن محمد عطا (33 عاما) وطالبين عربيين درسوا بكلية هندسة غير شهيرة في هامبورغ جنوبي ألمانيا تولوا قيادة ثلاث طائرات من أربع استخدمت في الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
وتلقى عطا تعليمه في الهندسة بمصر قبل انتقاله إلى ألمانيا للدراسة في كلية التخطيط الحضري. وقال زملاؤه إنه كان طالبا نموذجيا في الجامعة الفنية بهامبورغ, وإنه تخرج بدرجات مرتفعة.