زعيم طالبان يطالب واشنطن بالصبر وجمع المعلومات
ـــــــــــــــــــــــ
علماء طالبان يستأنفون اجتماعاتهم للبت في مصير بن لادن
ـــــــــــــــــــــــ
السفارات الغربية تطلب من رعاياها مغادرة باكستان لأسباب أمنية وحالة استنفار في البلاد
ـــــــــــــــــــــــ
مساعد وزير الخارجية الأميركي يجري محادثات في موسكو تتعلق بالترتيبات العسكرية لضرب أفغانستان
ـــــــــــــــــــــــ
طالب زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر الولايات المتحدة بالصبر وجمع أكبر قدر من المعلومات لمعرفة مدبري الهجمات الأخيرة. وقد استبعد مسؤول أفغاني تسليم بن لادن استجابة لطلب من مجلس الأمن بهذا الخصوص. في هذه الأثناء طلبت السفارة البريطانية من موظفيها غير الأساسيين مغادرة باكستان في حين بدأت القنصلية الأميركية إجلاء رعاياها. وقد توجهت حاملة الطائرات الأميركية روزفلت إلى البحر الأبيض المتوسط والخليج، كما حشدت واشنطن مزيدا من القوات في قواعدها بآسيا والباسيفيك.
ونقلت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية الخاصة ومقرها باكستان عن الملا عمر قوله في كلمة قرأها أمام اجتماع مئات من رجال الدين الذين تجمعوا في قصر الرئاسة بالعاصمة كابل "نناشد الحكومة الأميركية التحلي بالصبر.. نريد من الولايات المتحدة أن تجمع معلومات كاملة وتعثر على الجناة" في إشارة إلى الهجمات التي تعرض لها مركز التجارة العالمي والبنتاغون الثلاثاء الماضي.
واعتبر الملا عمر أن المطالبة بتسليم بن لادن ما هي إلا ذريعة للقضاء على طالبان مشيرا إلى أن الحركة تريد من واشنطن تقديم أدلة عن تورطه وتسليمها للمحكمة الأفغانية أو إلى رجال دين من ثلاث دول إسلامية.
وقد وجهت الدعوة لهؤلاء العلماء من أجل عقد هذا الاجتماع الأسبوع الماضي لإصدار فتوى بالجهاد على الولايات المتحدة إذا ضربت أفغانستان. ووعد زعيم طالبان الملا عمر الاثنين وفدا باكستانيا بأن العلماء سيبحثون مشكلة بن لادن.
ويقول مراقبون إنه لا تبدو ثمة دلائل على أن حركة طالبان مقدمة على تسليم بن لادن رغم ورود أنباء أن لدى الحركة شروطا لتسليمه, منها أن تكون المحاكمة في بلد إسلامي محايد وأن تقدم الولايات المتحدة أدلة دامغة على تورطه، وهو ما أكده بعض العلماء الأفغان.
وصرح الملا محمد حسن ممثل إقليم بكتيكا وأحد العلماء الذين دعتهم السلطات إلى الاجتماع في كابل لاتخاذ قرار بهذا الشأن "حتى لو تم اجتياح أفغانستان بأكملها لن نسلمه من دون أدلة قوية ضده".
وقد دعت حركة طالبان اليوم السكان إلى التطوع للجهاد إذا هاجمت الولايات المتحدة البلاد. ونقلت وكالة الأنباء الأفغانية عن وزير داخلية طالبان الملا عبد الرزاق قوله إن المواطنين في أنحاء أفغانستان يستعدون للجهاد في ضوء هجوم أميركي متوقع، وأضاف "من يريدون القتال ضد الكفار عليهم تسجيل أسمائهم لدى السلطات حتى يمكن نشرهم في الأماكن المناسبة وقت الحاجة".
وقال نائب وزير خارجية طالبان عبد الرحمن زاهد للجزيرة إن موقف الحركة ثابت ولن يتغير ما لم تقدم واشنطن أدلة على ضلوع بن لادن. وأضاف زاهد في أول رد فعل على دعوة مجلس الأمن لطالبان بتسليم بن لادن "نحن مسؤولون أمام شعبنا والعالم الإسلامي جميعا، ولن نقدم على تسليم بن لادن إذا لم يثبت تورطه".
واتهم زاهد القوى الغربية بالغطرسة في عرض مطالبها واستخدام لغة التهديد بدل لغة الحوار التي ظلوا يطالبون الآخرين بانتهاجها بينما يسلكون طريق الحرب. وأشار الوزير الأفغاني إلى الصعوبات التي تعاني منها بلاده الخاضعة لعقوبات من الأمم المتحدة.
ودعا زاهد القوى العظمى إلى الاختيار ما بين طريق السلام والمفاوضات وبين العمل العسكري الذي قال إنه لن يحقق لهم ما يسعون له مشيرا إلى هزيمة السوفيات والبريطانيين في أفغانستان.
وكان السفير الفرنسي جان ديفد لافيت الذي تترأس بلاده مجلس الأمن قد أعلن أن المجلس طلب من حركة طالبان أن تسلم أسامة بن لادن "فورا ومن دون شروط". وقال لافيت للصحفيين إن "مجلس الأمن ليس لديه إلا رسالة واحدة لطالبان: تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي وخصوصا القرار 1333 فورا ومن دون شروط".
الوضع في باكستان
وعلى الصعيد الباكستاني تعيش البلاد حالة من الاستنفار القصوى على مختلف المستويات بينما يستعد الرئيس برويز مشرف لمخاطبة الشعب عبر الإذاعة والتلفزيون في محاولة على ما يبدو لتخفيف حدة التوتر التي تعم الشارع الباكستاني بسبب الضربة الأميركية المحتملة على أفغانستان.
ويقول المحللون إن حالة الغليان التي تسود باكستان خاصة وسط القوى الإسلامية ذات النفوذ الواسع وضعت الحكومة في موقف صعب. وقال مراسل الجزيرة في إسلام آباد إنه إذا كانت العملية العكسرية سريعة وأعقبها انسحاب للقوات الأميركية فإن تصاعد معارضة الشارع الباكستاني قد تنحسر مؤكدا أن استمرار الحملة لفترة طويلة يمكن أن تنجم عنه تداعيات قاسية على البلاد.
في غضون ذلك أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أن بريطانيا طلبت من رعاياها تجنب السفر إلى باكستان و"سمحت" لموظفيها الذين لا يعتبر وجودهم ضروريا بمغادرة هذا البلد. وجاء في بيان للوزارة "لأسباب أمنية ينبغي تجنب السفر إلى باكستان وحتى إشعار آخر".
كما نصحت لندن رعاياها الموجودين في باكستان بمغادرة هذا البلد. وأوضحت الوزارة أن "على البريطانيين الموجودين في المكان تقدير ما إذا كان من الضروري البقاء بالنسبة لهم". وذكرت أنباء أن القنصلية الأميركية بدأت إجلاء رعاياها، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرا إلى أن ثمة عملا عسكريا أميركيا وشيكا في المنطقة.
الاستعدادات العسكرية
على الصعيد العسكري استمرت إدارة الرئيس الأميركي في حشد قواتها العسكرية تمهيدا لعمل عسكري تقول إنه حاسم ضد من تسميهم بالإرهابيين في أفغانستان.
وأعلنت مصادر عسكرية أن مجموعة جوية بحرية من 14 سفينة تتقدمها حاملة الطائرات يو إس إس تيودور روزفلت تبدأ في المغادرة اعتبارا من اليوم الأربعاء والأيام المقبلة مرفأ نورفولك (شرق) لتنتشر في البحر المتوسط والخليج.
وأضافت المصادر أن هذه المجموعة المؤلفة من 15 ألف رجل تحمل معها وحدة تضم ألفين من عناصر النخبة في المارينز وهي الوحدة 26.
وفي بيانها لم تعلن قيادة هذه القوات عن وجهة هذه المجموعة الجوية البحرية. وقال مصدر عسكري إن انتشارا في المتوسط والخليج كان مقررا منذ فترة طويلة في إطار تبديل حاملة الطائرات في هاتين المنطقتين كل ستة أشهر.
وبالإضافة إلى حاملة الطائرات تضم المجموعة ثلاث سفن برمائية منها باتان, والطرادات ليتي غالف وفيلا غالف والمدمرات راماغي, وروس وهايلر وبيترسون, والفرقاطة إيلرود وسفينة الدعم ديترويت والغواصتين الهجوميتين هارتفورد وسبرينغفيلد.
وأوضحت مصادر عسكرية أن مجموعتين جويتين بحريتين أميركيتين مع حاملتي الطائرات كارل فينسون وإنتربرايز تقومان حاليا بمهمة في المحيط الهندي.
في غضون ذلك وصل مساعد وزير الخارجية الأميركي ريتشارد أرميتاج إلى موسكو لإجراء مناقشات تتعلق بالحملة الأميركية ضد أفغانستان. وذكرت وكالة أنباء إيتارتاس أن أرميتاج سيلتقي نظيره الروسي فياشسلاف تروبنيكوف لمناقشة شكل المساعدة التي يمكن أن تقدمها روسيا إلى الولايات المتحدة في محاربتها الإرهاب.
وقال وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف الذي توجه أمس إلى واشنطن للقاء وزير الخارجية الأميركي كولن باول إن موسكو مستعدة لتقديم مساعدتها إذا وجهت الولايات المتحدة ضربات إلى أفغانستان.
لكن موسكو رفضت أن تحدد طبيعة مساعدتها إذ أعلن وزير الدفاع الروسي يوم الجمعة الماضي أن قوات حلف شمال الأطلسي لن يسمح لها باستخدام القواعد العسكرية الروسية في آسيا الوسطى.