فشل الاجتماع الأمني والمواجهات مستمرة
شارون يحذر السلطة من مغبة عدم التقيد بوقف إطلاق النار
ـــــــــــــــــــــــ
الفلسطينيون يصفون الإجراءات الإسرائيلية لتخفيف الحصار بأنها دعائية
ـــــــــــــــــــــــ
قوات الاحتلال تعترض موكب مسؤول أمني فلسطيني بغزة ـــــــــــــــــــــــ
وذكر راديو إسرائيل أن الفسطينيين رفضوا طلبا إسرائيليا باعتقال ناشطين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي واتهموا الإسرائيليين بانتهاك وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الأربعاء الماضي.
وتبادل الفلسطينيون والإسرائيليون الاتهامات بشأن خرق الخطة الأميركية. وقال غيورا آيلاند الذي مثل إسرائيل في اجتماع اليوم "نحن غير راضين عن جهود الفلسطينيين والنتائج كما شاهدناها على الأرض".
واتهم بيان صادر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون الفلسطينيين بعدم احترام وقف إطلاق النار، وأشار شارون إلى أنه "بعد 48 ساعة من بدء وقف إطلاق النار لم يتوقف العنف ولم تقم السلطة الفلسطينية بأية اعتقالات كما تعهدت".
وحذر البيان من أنه إذا تواصل ما أسماه أعمال العنف "فلن يكون أمام إسرائيل سوى خيار إفشال الاعتداءات وتوجيه ضربات لمسؤولين عنها". وهدد شارون بأن إسرائيل لن تطبق المراحل الواردة في خطة وقف إطلاق النار إذا لم تتقيد السلطة الفلسطينية بالتزاماتها وإذا لم يعم الهدوء الشامل.
ووصف وزير الإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه الساعات الأربع والعشرين الأولى من وقف إطلاق النار بأنها "فشلت تماما" في تحقيق هدف إنهاء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة منذ اندلاع الانتفاضة قبل أكثر من ثمانية أشهر.
وطالب عبد ربه بتدخل أميركي "يجبر إسرائيل على التعامل بجدية مع الاتفاقات الموقعة وأن توقف جميع الانتهاكات وسرقة الأراضي" الفلسطينية. وأشار إلى استمرار الحصار المفروض على تنقل الفلسطينيين.
وتلزم خطة تينيت السلطة الفلسطينية بأن تبدأ على الفور باعتقال الناشطين في حركات المقاومة الفلسطينية لاسيما الجهاد الإسلامي وحركة حماس وحركة فتح، إضافة إلى مصادرة الأسلحة التي يمتلكها الفلسطينيون بصورة غير مشروعة بما في ذلك قذائف الهاون ومنع التحريض ضد إسرائيل.
وفي المقابل على إسرائيل أن تخفف من القيود المفروضة على تنقل الفلسطينيين، وأن تسحب قواتها في وقت لاحق من المواقع التي احتلتها داخل الأراضي التي كانت تحت سيادة السلطة الفلسطينية قبل اندلاع الانتفاضة الحالية.
ورفض وزير التخطيط الفلسطيني نبيل شعث في وقت سابق انتقادات إسرائيل لأداء السلطة الفلسطينية بشأن وقف إطلاق النار وقال للصحفيين في رام الله إن السلطة الفلسطينية قامت بدورها، مشيرا إلى أن الحوادث اليومية شهدت تراجعا.
ويصف الفلسطينيون الإجراءات الإسرائيلية لتخفيف الحصار بأنها خطوات دعائية، وأن تحركات الشعب الفلسطيني لا تزال مقيدة بسبب الحصار الإسرائيلي. وأوضح وزير الحكم المحلي في السلطة الفلسطينية صائب عريقات أن تحريك الدبابات تم فقط "أمام كاميرات التلفزيون، لكن لم يتغيير شيء على الأرض".
استمرار المواجهات
وعلى الصعيد الميداني اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد تنظيم الفلسطينيين مسيرات حاشدة ضمت آلاف المتظاهرين تندد بالضغوط الأميركية على السلطة الفلسطينية وترفض التنسيق الأمني وتؤكد استمرار الانتفاضة. وقد أحرق المتظاهرون صورا لمدير المخابرات الأميركي جورج تينيت وأعلاما أميركية وإسرائيلية.
وجاءت المسيرات استجابة لدعوة لجنة التنسيق الإسلامية والوطنية التي تمثل 13 تنظيما فلسطينيا. وقد أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي على شبان فلسطينيين رشقوا جنود الاحتلال بالحجارة عند أطراف مدينة رام الله والمدخل الشمالي لمدينة البيرة في الضفة الغربية، وأسفر ذلك عن جرح 14 فلسطينيا.
وأشار مصدر طبي فلسطيني في مدينة رام الله أن صحفيا يابانيا أصيب برصاصة حية في يده. وفي الخليل أصيب سبعة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال بعد أن رشقوها بالحجارة والزجاجات الحارقة.
وأصيب ثلاثة فلسطينيين بمدينة حلحول في مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين وجنود الاحتلال بعد أن توجه نحو ألف فلسطيني إلى حاجز عسكري إسرائيلي على مدخل المدينة.
ووقعت مواجهات عنيفة في بلدة الخضر جنوب بيت لحم بين شبان فلسطينيين وجنود الاحتلال أسفرت عن جرح ستة أشخاص. وفي مخيم بلاطة قرب نابلس شارك حوالي ألف شخص في مسيرات نحو "مقام النبي يوسف" وقاموا بطلائه باللون الأخضر ورفعوا فوقه الأعلام الفلسطينية.
وشهدت مدينة قلقيلية مسيرة ضمت ثلاثة آلاف شخص رفع المشاركون فيها شعارات تندد بالتنسيق الأمني وتدعو إلى الوحدة الوطنية، كما شهدت مدينة طولكرم مسيرة مشابهة. وشهدت مدن وبلدات جنوبي الضفة الغربية مسيرات مماثلة.
وفي خان يونس بقطاع غزة أصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح أحدهم طفل في حالة خطيرة بعد تعرضهم لرصاص جنود الاحتلال المتمركزين قرب مستوطنة جاني طال غربي المدينة. كما أطلقت قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على منازل المواطنين الفلسطينيين في حي الأمل بخان يونس.
منع موكب المجايدة
من ناحية أخرى قال مصدر أمني فلسطيني إن الجيش الإسرائيلي منع لمدة نصف ساعة مرور موكب لمدير الأمن العام في قطاع غزة عبد الرزاق المجايدة وعدد من الضباط العسكريين الذين رافقوه على مفترق المطاحن في خان يونس.
وفي لبنان تظاهر نحو ثلاثة آلاف فلسطيني من أنصار حركة حماس في مخيم برج الشمالي قرب مدينة صور إعرابا عن رفضهم لوثيقة تينيت. ورفع المتظاهرون لافتات تدعو إلى استمرار الانتفاضة كما تدعو السلطة الفلسطينية إلى عدم الإذعان لوثيقة تينيت. وشهد مخيم عين الحلوة تظاهرة مشابهة شارك فيها نحو ألف شخص من ضمنهم أنصار حركة فتح.
من ناحية أخرى منعت المحكمة العليا في إسرائيل المستوطنين اليهود في الخليل من توسيع مستوطنة تل الرميدة حتى إشعار آخر، وذلك ردا على شكوى تقدم بها فلسطينيان ونائب إسرائيلي. وأشار أصحاب الشكوى إلى أن أعمال البناء في المستوطنة لم يرخص لها إضافة إلى أن البناء قد يلحق الضرر بمعالم أثرية في هذا الموقع.
إقرأ أيضا: القضية الفلسطينية تسوية أم تصفية