إسرائيل تعتقل خلية لفتح وشارون يشبه عرفات ببن لادن
ـــــــــــــــــــــ
استشهاد فلسطيني منعته إسرائيل من الوصول إلى المستشفى
ـــــــــــــــــــــــ
جهود أوروبية مكثفة لاحتواء التوتر
ـــــــــــــــــــــــ
اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ستة فلسطينيين أعضاء في حركة فتح اتهمتهم بالمسؤولية عن عدد من العمليات العسكرية. في هذه الأثناء شيع آلاف الفلسطينيين في غزة الشهيدات الفلسطينيات الثلاث اللائي قتلن بقذائف دبابات إسرائيلية الليلة الماضية. وفي غضون ذلك تواصلت الجهود الأوروبية لدعم الوساطة الأميركية واحتواء الوضع المتأزم.
وقالت إسرائيل إن قواتها الأمنية اعتقلت عدة فلسطينيين من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، تقول إنهم نفذوا تفجيرات في مدن داخل الخط الأخضر. وقال بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن هذه الخلية نفذت ست هجمات بقنابل في ثلاث مدن إسرائيلية ومستوطنة بالضفة الغربية في أبريل/ نيسان الماضي، أدت إلى إصابة شخص بجروح بالغة في أحد الانفجارات.
ولم يذكر متى وقعت الاعتقالات إلا أن البيان ذكر أن العديد منهم من أعضاء فتح. وأضاف البيان أنه تم القبض على ستة أعضاء من الخلية كما قتل عضو سابع أثناء محاولته الفرار.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولين فلسطينيين إلا أن مسؤولا أمنيا أكد أن الرجل الذي قالت إسرائيل إنه يدعى عدنان أسعد سعيد عودة قتل بنيران إسرائيلية أثناء غارة إسرائيلية في 30 أبريل/ نيسان.
وقالت مراسلة الجزيرة في فلسطين إن مواطنا فلسطينيا استشهد اليوم بعد أن منعته سلطات الاحتلال من الوصول إلى المستشفى للعلاج. وكان الشهيد في طريقه إلى المستشفى بعد أن أصيب بأزمة قلبية إلا أن حاجزا إسرائيليا قرب نابلس منع سيارته من الوصول إلى المستشفى القريب مما أدى إلى وفاته.
من ناحية أخرى شيع الفلسطينيون في غزة ثلاث نساء فلسطينيات استشهدن في قطاع غزةالليلة الماضية. ورفع المشيعون شعارات تندد "بسياسة الاحتلال والقصف الإسرائيلي الهمجي على المواطنين الفلسطينيين العزل"، متوعدين بالانتقام من إسرائيل والاستمرار في الانتفاضة حتى تحرير فلسطين، ودعوا في الوقت نفسه لوقف التنسيق الأمني مع الإسرائيليين.
وقال الأمين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني أحمد عبد الرحمن إن الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرة جديدة، وتساءل "هؤلاء النسوة اللاتي استهدفتهن قذائف الاحتلال وهن نيام.. أليس هذا هو إرهاب الدولة بأبشع صوره، وهو ما يحتاج إلى الاستنكار والتنديد الدولي من أولئك الذين سارعوا واستنكروا وأدانوا عملية تل أبيب أم أنهم لا يرون ضحايا الإرهاب الإسرائيلي من الشعب الفلسطيني ويعتبرونهم أرقاما ولا يعتبرونهم بشرا".
وأكد عبد الرحمن أن "الطريق الأقصر لعودة الأمن والهدوء هو ربط ما هو أمني بما هو سياسي، ومعنى ذلك النص الصريح على وقف الاستيطان ووضع جدول زمني بإشراف دولي للمفاوضات وانتهائها بما يضمن انتهاء الاحتلال والاستيطان"، مؤكدا أنه "بدون ذلك لا فائدة من الإجراءات الأمنية ولا من التنسيق الأمني".
كما شدد على أنه "لا مجال على الإطلاق لمحاسبة أي فلسطيني اشترك في مقاومة الاحتلال والاستيطان"، مشيرا إلى أن "محاولات حكومة أرييل شارون الفصل بين القضايا الأمنية والسياسية لن تفلح".
وكانت (نصرة الملالحة وسليمة الملالحة -وكلتاهما تبلغان من العمر 65 عاما- وحكمت الملالحة -17 عاما-) استشهدن عندما أطلقت دبابات إسرائيلية النيران على خيمتهن كما أصيب ثلاثة آخرون اثنان منهم في حالة خطرة.
ومن جهة أخرى أكد مصدر أمني فلسطيني أن الجيش الإسرائيلي يقوم منذ الساعة التاسعة والنصف من مساء أمس بين الحين والآخر بإطلاق قذائف من دباباته الموجودة في مستوطنة نتساريم في جميع الاتجاهات، وذلك دون أي سبب يذكر.
اتهامات متبادلة
وبينما يكثف الأميركيون تحركاتهم الدبلوماسية والأمنية لاحتواء الأزمة تساندها جهود أوروبية عمل رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون على اتهام الفلسطينيين بمواصلة ما سماه بأعمال العنف والإرهاب.
وقال شارون عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة إنه لم ير بعد أعمالا وجهودا جدية من جانب السلطة الفلسطينية لوقف الإرهاب"، برغم الانخفاض الملحوظ في شن الهجمات على الأهداف الإسرائيلية واحتجاجات الفلسطينيين.
وشدد شارون على أن نجاح الجهود الدبلوماسية مرهون بوقف الفلسطينيين أنشطتهم فيما يتعلق بمقاومة الاحتلال، واعتقال السلطة لناشطي حركة حماس والجهاد الإسلامي ومنع أي تحريض على ما تسميه بالعنف.
وفي السياق نفسه جدد شارون انتقاداته للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وشبهه بالمنشق السعودي أسامة بن لادن المطلوب لأميركا في ثاني هجوم مباشر على الرئيس عرفات في غضون أسبوع، وقالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية إن تصريحات شارون هذه جاءت أثناء لقائه مع الموفد الأميركي بيرنز.
وقال شارون لبيرنز "إن عرفات بالنسبة لنا هو بن لادن"، وكان شارون قد وصف عرفات في وقت سابق بأنه "مجرم وكذاب".
وأكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات استمرار إسرائيل في انتهاكها للاتفاق الهش بوقف إطلاق النار، وقال إن إسرائيل "شددت من حصارها على الفلسطينيين ولم تتوقف يوما عن إطلاق قذائفها ورشاشاتها منذ إعلانها وقف إطلاق النار".
مساع دبلوماسية
وفي سياق المساعي الدبلوماسية قال رئيس الوزراء السويدي غوران بيرسون إن الاتحاد الأوروبي يدعم جهود الوساطة الدبلوماسية والأمنية لاحتواء الوضع المتأزم في الشرق الأوسط ووضع حد للانتفاضة الفلسطينية المستمرة منذ اندلاعها في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.
ويستعد مدير المخابرات الأميركية جورج تينيت لعقد لقاء أمني مع مسؤولين أمنيين فلسطينيين وإسرائيليين في رام الله مساء اليوم للاستماع إلى رد الطرفين على وثيقة عرضها الجمعة حول سبل ترسيخ هدنة مؤقتة لوقف المواجهات.
وأنهى الموفد الأميركي الخاص للشرق الأوسط وليام بيرنز عقد اجتماع في أبو ديس شرقي القدس مع ثلاثة مسؤولين فلسطينيين، هذا ولم تتسرب معلومات عما دار في لقاء الموفد الأميركي مع كل من رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع ووزير الثقافة والإعلام في السلطة الفلسطينية ياسر عبد ربه, ووزير الحكم المحلي صائب عريقات.
ويأتي اللقاء الفلسطيني الأميركي في إطار البحث عن سبل وآليات لتنفيذ توصيات لجنة ميتشل الدولية، ويصر الفلسطينيون على ضرورة تنفيذ توصيات تقرير لجنة ميتشل بالكامل وفي مقدمتها تجميد بناء المستوطنات.
وفي إطار جهودها لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار الهش في الشرق الأوسط، بعد أن قتلت قذائف دبابات إسرائيلية ثلاث فلسطينيات قاد الاتحاد الأوروبي تحركات لاحتواء تصاعد الأمر.
فقد التقى رئيس الوزراء السويدي غوران بيرسون -الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي- والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد خافيير سولانا بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وأعرب بيرسون عن أمله ألا يدمر مقتل الفلسطينيات الهدنة، ومضى يقول "إن الجميع يساند الهدنة.. من المهم الالتزام بوقف إطلاق النار حتى ينفذ تقرير ميتشل".
وقال عرفات للصحفيين بعد محادثاته مع بيرسون وخافيير سولانا منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن مراقبين أوربيين يساعدون في الإشراف على وقف إطلاق النار ضمن اتفاق توسط فيه الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل.
ومضى يقول للصحفيين إن الأمور تسير على ما يرام في المناطق التي تعمل بها فرق أمنية تابعة للاتحاد الأوروبي، وأضاف عرفات أنه سيبذل قصارى جهده لتنفيذ وقف إطلاق النار الذي دعا إليه في الثاني من يونيو/ حزيران بعد عملية تل أبيب الفدائية مطلع الشهر الحالي، أسفرت عن مقتل 20 إسرائيليا وجرح العشرات.
ومن المنتظر أن يجتمع المسؤولان الأوروبيان في وقت لاحق رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون ووزير خارجيته شمعون بيريز، قبل أن ينتقلا إلى القاهرة للاجتماع بالرئيس المصري حسني مبارك.
ومن المرتقب أن يجري بيريز ووزير التعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث محادثات كل منهما على حدة مع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ غدا.