انفجاران قويان يهزان مستوطنة نتساريم
أفاد مراسل الجزيرة في فلسطين أن دوي انفجارين ناتجين عن قذائف هاون سمع صباح اليوم الجمعة في مستوطنة نتساريم وسط قطاع غزة. واعترفت إسرائيل بسقوط أربع قذائف هاون على مناطق قرب معبر إيريز ومستوطنة نتساريم لكنها لم تعلن عن وقوع خسائر. وذكر المراسل نقلا عن مصادر أمنية فلسطينية أن قوات الاحتلال ردت بقصف المناطق الفلسطينية المجاورة للمستوطنة وخصوصا حي الشيخ عجلين بالرشاشات ونيران إحدى الدبابات.
ويأتي القصف الجديد بعد قصف مروحيات إسرائيلية في وقت مبكر اليوم مواقع فلسطينية في بلدة بيت لاهيا القريبة من معبر إيريز شمالي قطاع غزة. وأسفر القصف عن سقوط جرحى من بينهم اثنان في حالة خطرة، وألحق أضرارا بالعديد من المنازل الفلسطينية. وكانت إسرائيل قصفت مساء الخميس كلا من بيت ساحور القريبة من بيت لحم في الضفة الغربية ومدينة رفح في غزة.
وأكدت مصادر فلسطينية أن المروحيات الإسرائيلية أطلقت فجر اليوم قذائف على مواقع تابعة للسلطة الفلسطينية. وأفاد شهود عيان أن صواريخ أرض أرض وقذائف هاون أطلقت بكثافة من مواقع قوات الاحتلال الإسرائيلي عند الخط الأخضر باتجاه مواقع فلسطينية. وأضاف الشهود أن القصف أدى إلى اشتعال حرائق في الأراضي الزراعية القريبة من المنطقة.
وقال رئيس جهاز الأمن العام الفلسطيني اللواء عبد الرازق المجايدة إن مروحيات حربية ومدرعات إسرائيلية قصفت كذلك أربعة مواقع لقوات الأمن الفلسطينية قرب مخيم جباليا للاجئين في غزة. وأضاف أن القصف أدى إلى إصابة خمسة من الفلسطينيين بجراح بينهم ضابطا شرطة، كما ألحق أضرارا فادحة بعدة مبان.
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون هجوم مروحيات الاحتلال، وادعت الإذاعة الإسرائيلية أن الهجوم استهدف مواقع للشرطة الفلسطينية أطلقت من داخلها قذائف هاون سقط العديد منها داخل مناطق في إسرائيل.
السلطة تحذر
في هذه الأثناء حذرت السلطة الفلسطينية من الاعتداء على قدسية الحرم القدسي الشريف في أعقاب طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون من أجهزته الأمنية تحديد وسائل تتيح لليهود زيارة باحة المسجد الأقصى في مدينة القدس القديمة.
وقالت السلطة في بيان لها تعقيبا على تصريحات شارون إنها تحذر من النتائج الوخيمة التي ستترتب على ذلك. وأضاف البيان أن خطوة كهذه ستؤدي إلى إشعال الوضع على أوسع نطاق. ودعت السلطة الفلسطينية الجهات الإسلامية للتحرك العاجل، كما ناشدت الجهات الدولية المعنية بتحقيق الأمن والسلام أن تدعو إسرائيل للكف عن الأفكار والخطوات المدمرة، والتخلي عن التعصب واللعب بالمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية، بحسب البيان.
واشنطن تدين وتنتقد
في غضون ذلك أدانت الولايات المتحدة الأميركية إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي على موكب الوفد الأمني الفلسطيني الذي شارك في محادثات مع مسؤولين إسرائيليين أثناء عودته من إسرائيل إلى غزة. ووصف المتحدث باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر الهجوم بأنه "حادث خطير جدا". وأضاف المسؤول الأميركي "على إسرائيل أن تضمن أمن وسلامة المسؤولين الفلسطينيين أثناء توجههم للمشاركة في اجتماعات أمنية في إسرائيل وعودتهم منها".
يذكر أن أحد المرافقين للوفد أصيب بجراح في الهجوم، وزعم الإسرائيليون أن جنودهم فتحوا النار باتجاه السيارات الفلسطينية بطريق الخطأ، إذ لم يتعرفوا على هوية ركابها.
وفي السياق ذاته وصفت واشنطن تحركات إسرائيل لتوسيع مستوطنات يهودية في الضفة الغربية بأنها استفزازية ومثيرة للمشاعر. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر إنه يتعين على إسرائيل أن توقف مثل هذا النشاط الاستيطاني.
وكانت إسرائيل نشرت أمس إعلانا لتقديم عطاءات تتعلق بأراض في الضفة الغربية لبناء 700 منزل لمستوطنين يهود في الضفة، وهو إجراء أثار غضب الفلسطينيين. وانتقدت السلطة الفلسطينية هذا الإجراء قائلة إن المستوطنات من الأسباب الرئيسية في تفجر الانتفاضة الفلسطينية.
ويرى مراقبون أن الانتقادات الأميركية استخدمت فيها لهجة أقوى كثيرا مما جاء في انتقادات أميركية سابقة لإسرائيل على قلتها.