السعودية وإيران توقعان اتفاقية أمنية قريبا

undefinedيبدأ وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز بعد غد الأحد زيارة لطهران من المقرر أن يوقع أثناءها على اتفاقية أمنية تكرس التقارب الذي بدأ منذ أربعة أعوام بين السعودية وإيران.

وقد أكد نايف مجددا أن بلاده وإيران جادتان لتحقيق الأمن في المنطقة والاحترام المتبادل بين البلدين.

ونقلت الصحف السعودية عن نايف -الذي يقوم بأول زيارة له إلى طهران- قوله إن الاتفاقية سيكون لها تأثير إيجابي في أمن المنطقة وفي النواحي الاقتصادية.

ويقضي الاتفاق الذي استمرت المفاوضات بشأنه سنتين بمكافحة الإجرام والإرهاب وتبييض الأموال. كما يقضي بالتعاون في مراقبة الحدود والمياه الإقليمية بين البلدين لمنع التهريب. وذكرت مصادر سعودية مطلعة أن الاتفاقية لا تتضمن نصا على تسليم المجرمين بين البلدين.

وتؤكد الرياض التي تشهد علاقاتها مع إيران تحسنا كبيرا منذ انتخاب الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي في مايو/ أيار 1997 بعد فترة طويلة من العداء تلت الثورة الإسلامية, أن الاتفاق ليس له أي بعد عسكري.

وكان نايف الذي سيلتقي أثناء زيارته مرشد الثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي والرئيس الإيراني, أكد في يناير/ كانون الثاني أن الاتفاق أمني محض ولا يحمل أي بعد عسكري.

إعلان

من جهته رأى وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي في الاتفاق تطورا مهما في العلاقات بين البلدين وسيكون له تأثير في المنطقة بأسرها. لكنه أوضح أنها لا تصل إلى مستوى الشراكة أو التحالف الأمني رغم أنها تنص على ملاحقة العناصر التي تهدد الأمن في البلدين.

وتأتي هذه الاتفاقية الأولى من نوعها التي ستوقعها طهران مع دولة عربية خليجية بعد سنوات من الحذر والشكوك التي سادت منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 بين القادة الإيرانيين الشيعة والقادة السعوديين السنة أقرب حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.

يذكر أن المعطيات الإقليمية شهدت تغيرا كبيرا بعد حرب الخليج التي أنهت عام 1991 الاحتلال العراقي للكويت. فبعد أن دعمت الرياض العراق طيلة سنوات حربه ضد إيران (1980-1988) عندما كان القادة السعوديون يواجهون خطر تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية، انتقل التوتر إلى العلاقات بين المملكة والعراق الذي تحاول طهران تطبيع علاقاتها معه.

وترافق التقارب بين الرياض وطهران والذي كرسته زيارة الرئيس محمد خاتمي للسعودية في مايو/ أيار 1999 مع مؤشرات على تهدئة بين البلدين تشجع عليها سياسة الرئيس خاتمي الإصلاحية التي بعثت الأمل في نوع من الانفتاح على الولايات المتحدة.

فالتظاهرات المعادية للولايات المتحدة وإسرائيل التي كان الحجاج الإيرانيون ينظمونها أثناء مواسم الحج في مكة المكرمة والتي تسببت عام 1987 في قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد مواجهات مع قوات الأمن السعودية، لم تعد تطرح مشكلة في السنوات الأخيرة.

وكانت هذه المواجهات التي أدت أيضا إلى توقف رحلات الحج الإيرانية أثناء سنوات القطيعة التي انتهت في 1991 أسفرت عن سقوط أكثر من 400 قتيل بينهم 275 إيرانيا استنادا إلى بيان سعودي.

ورفضت الرياض مؤخرا تأييد اتهامات أميركية لإيران بالتورط في الاعتداء الذي استهدف أميركيين في الخبر شرق المملكة وأسفر عن مقتل 19 أميركيا في 25 يونيو/ حزيران 1996.

إعلان

وقال نايف في فبراير/ شباط الماضي ردا على أنباء بثتها شبكة التلفزيون الأميركية "سي بي إس" إن بلاده لا يمكنها أن تتهم أحدا قبل انتهاء التحقيق وهي ليست معنية بما يقوله الآخرون. وكانت الشبكة ذكرت أن المحققين الأميركيين يستعدون لتوجيه الاتهام رسميا إلى مسؤول إيراني واحد على الأقل.

المصدر : الفرنسية

إعلان