شارون شكل الائتلاف ويستعد لأداء اليمين

أعلنت سكرتارية الكنيست الإسرائيلي أن رئيس الوزراء المنتخب أرييل شارون أبلغ الكنيست أنه انتهى من تشكيل ائتلافه الحكومي، وأنه مستعد لأداء اليمين غدا الأربعاء. في حين تعيش إسرائيل حالة تأهب قصوى تحسبا من وقوع هجمات. وأوضح سكرتير الكنيست أرييه هان في تصريحات أذاعتها وسائل الإعلام أنه من هذه اللحظة بدأ العد التنازلي لتولي الائتلاف الجديد السلطة، وستعقد جلسة للكنيست مساء الأربعاء ليتسنى لشارون أداء اليمين.

وسلم حزب الليكود الذي يتزعمه شارون سكرتارية الكنيست الأوراق الرسمية بشأن اتفاقات الائتلاف مع سبعة أحزاب سياسية. ويضم الائتلاف حزب العمل وتكتلات يمينية متشددة تفضل طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة. وتشغل أحزاب الائتلاف مجتمعة 70 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 عضوا.

ويفرض القانون الإسرائيلي على كل حكومة جديدة تقديم اتفاقيات الائتلاف التي تبرمها مع المشاركين في الحكومة قبل 24 ساعة من بدء المناقشات التي تسبق نيل الحكومة الثقة.

وفي الوقت الذي ينتظر فيه الإسرائيليون من شارون تقديم حكومته الائتلافية إلى الكنيست, ما زالت إسرائيل تعيش حالة تأهب قصوى منذ الأسبوع الماضي. وأفادت الشرطة الإسرائيلية أنها ستبقي على حالة التأهب القصوى المعلنة حتى نهاية عيد البوريم (الكرنفال) اليهودي في 12 مارس/آذار, تخوفا من وقوع هجمات. وتخشى الشرطة من وقوع هجوم كبير بمناسبة هذا العيد، وبمناسبة تسلم حكومة شارون الجديدة مهامها. وكانت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) قد هددت بشن هجمات مع أول يوم يستلم فيه شارون الحكم.

بن عامي يحذر
من جهة أخرى حذر وزير الخارجية الإسرائيلي المنتهية ولايته شلومو بن عامي حزب العمل الذي ينتمي إليه من أن التركيز فقط على تشديد الإجراءات الأمنية سيؤدي إلى تصعيد المواجهات مع الفلسطينيين.

وأضاف بن عامي في حديث أمام طاقم وزارته في اليوم الأخير له في مهامه أن الإجراءات الأمنية وحدها لن تكفي، وعلى إسرائيل أن تقرن الأمن بغطاء سياسي. في إشارة إلى ضرورة إحياء جهود السلام.

وكان بن عامي قد عارض في الأسابيع الماضية مشاركة نواب من حزب العمل في حكومة برئاسة شارون. ومن المتوقع أن يخلف بن عامي في وزارة الخارجية رئيس الوزراء الأسبق شمعون بيريز الحائز على جائزة نوبل للسلام.

إلغاء الانتخاب المباشر لرئيس الحكومة
من جهة أخرى من المقرر أن يصوت الكنيست الإسرائيلي في جلسة الثلاثاء على تعديل القانون الانتخابي تمهيدا لإلغاء الانتخاب المباشر لرئيس الحكومة، والعودة إلى نظام انتخاب النواب فقط بالاقتراع المباشر. ويحظى المشروع بدعم الحزبين الرئيسيين الليكود (اليمين) والعمل, وهو يهدف إلى الحد من تشتت الكنيست الذي يضم في تشكيلته الخامسة عشرة أكثر من عشرين حزبا. وكان الإسرائيليون حتى عام 1996 ينتخبون ممثليهم في الكنيست فقط بالاقتراع العام المباشر.

إلا أنهم باتوا منذ ذلك التاريخ ينتخبون أيضا رئيس الحكومة مباشرة وكان ذلك يصب في صالح الأحزاب الصغيرة. وأقر الكنيست قبل بضعة أيام بتأييد الغالبية مسودة مشروع قانون لوضع حد لهذا النظام, ومن المقرر أن يعرض للموافقة في قراءة أولى مساء اليوم بعد إقراره من قبل لجنة القوانين ثم التصويت عليه في قراءتين ثانية وثالثة غدا.

وقد انتخب ثلاثة رؤساء حكومة بالاقتراع العام المباشر هم بنيامين نتنياهو (ليكود) في عام 1996 وإيهود باراك (عمل) في 1999 وأرييل شارون (ليكود) في السادس من فبراير/شباط الماضي. وأعرب شارون مرارا عن معارضته للنظام الانتخابي السائد، والذي أدى إلى تراجع هائل في تمثيل الحزبين الرئيسيين في البرلمان.

تأكيد تعيين ابنة رابين
من جانب آخر أصبح في حكم المؤكد أن تتولى ابنة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين منصب نائبة وزير الدفاع في حكومة الائتلاف الجديدة لتصبح المرأة الأولى التي تشغل هذا المنصب, حسبما أعلنت مساعدتها النيابية الثلاثاء. وأوضحت المساعدة أن الاتفاق تم اليوم بصورة نهائية بين حزب الليكود بزعامة شارون وداليا رابين-فيلوزوف على أن تكون نائبة لوزير الدفاع بنيامين بن إليعازر وهو أحد صقور حزب العمل.

يذكر أن ابنة إسحق رابين محامية متخصصة في قانون العمل دخلت مجال السياسة في فبراير/شباط 1999 عبر انضمامها إلى حزب المركز الذي أسسه منشقون عن الليكود أبرز الأحزاب اليمينية وشخصيات يسارية. وتمكن هذا الحزب من الفوز لاحقا بستة مقاعد في الكنيست، لكنه يشهد منذ بضعة أشهر تفككا بعد أن أخضع زعيمه إسحق موردخاي للملاحقة بتهمة التحرش الجنسي، كما أعلن النائب أوري سافير الأحد استقالته من الكنيست. ويشار الى أن رابين-فيلوزوف البالغة من العمر 50 عاما متزوجة ولها ولدان، وقد أدت خدمتها العسكرية في فرقة كوماندوز قيادة الأركان.