معركة بالأسلحة الثقيلة بين مقدونيا ومسلحين ألبان
اندلعت مواجهات بالأسلحة الثقيلة بين القوات المقدونية ومسلحين ألبان يحتلون إحدى القرى شمال غرب مقدونيا على الحدود مع إقليم كوسوفا في حين قرر حلف شمال الأطلسي إرسال أحد مسؤوليه البارزين إلى مقدونيا لإجراء محادثات طارئة حول الوضع المتفجر هناك.
فقد قال صحافيون اقتربوا من قرية تانوسوفيتش برفقة قوة أميركية تابعة لقوات حفظ السلام في كوسوفو (كيفور) أنهم سمعوا تبادلا لإطلاق النار بالأسلحة الثقيلة بين الجانبين.
في غضون ذلك توجه مساعد الأمين العام لحلف الأطلسي دانيال سبيكهارد إلى العاصمة المقدونية سكوبيا لإجراء محادثات مع المسؤولين هناك حول الوضع المتوتر.
وتأتي مهمة سبيكهارد التي تعد الثانية في غضون أسبوع عقب اتصال هاتفي أجراه الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي مع الأمين العام للحلف جورج روبرسون الليلة الماضية.
وأعلنت الحكومة المقدونية في وقت سابق أنها أجرت اتصالات مع قوات حفظ السلام بقيادة حلف شمال الأطلسي في كوسوفو (كيفور) لاستعادة القرية الحدودية المحتلة من مجموعة ألبانية مسلحة تطلق على نفسها اسم جيش التحرير الوطني.
وقال وزير خارجية مقدونيا سيرغان كريم لوكالة (ميا) الرسمية "طلبنا من قائد كيفور التعاون مع قوات الأمن المقدونية للقيام بعمل منسق لوضع تلك المنطقة الحساسة تحت السيطرة ولإعادة الأوضاع إلى طبيعتها في المنطقة الحدودية الواقعة في تانوسوفيتش وحولها".
وكان ثلاثة جنود مقدونيين قتلوا صباح أمس الأحد بالقرب من تانوسوفيتش والتي تحتلها منذ أسابيع المجموعة الألبانية القادمة من كوسوفو.
يشار إلى أن سبيكهارد اقترح على مقدونيا الخميس الماضي اللجوء إلى الوسائل السياسية وليس القوة لإقناع الألبان المسلحين بالرحيل عن البلدة.
وقد جاء سبيكهارد ضمن وفد سياسي وعسكري تابع للحلف الأربعاء الماضي إلى مقدونيا لتقييم الوضع ميدانيا، واعتبر أن السلطات المقدونية تبالغ في تقدير خطورة الوضع في تانوسوفيتش.
إدانة ألبانية
في هذه الأثناء دعا الحزب الديمقراطي أكبر الأحزاب الممثلة للألبان في مقدونيا المواطنين الألبان إلى إدانة احتلال البلدة من قبل المجموعة المسلحة، واعتبر ذلك عملا هدد استقرار مقدونيا.
كما أدان هاشم تاتشي القائد السابق لجيش تحرير كوسوفو قيام المجموعة باستخدام القوة. ودعت الحكومة الألبانية مقدونيا إلى توخي ضبط النفس.
يذكر أن المجموعة الألبانية المسلحة تدعي أنها تقاتل من أجل حقوق الألبان في مقدونيا الذين يشكلون ربع سكانها، وتحاول القوات المقدونية الدخول إلى القرية منذ حوالي ستة أسابيع دون جدوى، بينما رحل العديد من المدنيين عنها.
وأغلقت مقدونيا في وقت سابق الحدود مع كوسوفو ووضعت حراسة أمنية خارج المباني الاستراتيجية في العاصمة سكوبيا وسط أزمة قالت إنها قد تزعزع استقرار كل من البلدين وأوروبا.
وقالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أنها ستؤيد استخدام القوة بشكل معقول من جانب قوات الأمن المقدونية ضد الجماعات المسلحة. وأشارت إلى أنها تأمل أن تتحرك مقدونيا بالتعاون مع قوة حفظ السلام الموجودة في كوسوفو.