إسرائيل تعلن الاستنفار تحسبا لمزيد من الهجمات
استشهد فلسطيني برصاص جنود الاحتلال في الضفة الغربية، في الوقت الذي عززت فيه الشرطة الإسرائيلية من إجراءاتها الأمنية لمواجهة تصاعد الهجمات الفلسطينية، بعد تهديدات فصائل فلسطينية بشن هجمات ضد أهداف إسرائيلية.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن جنود الاحتلال قتلوا مواطنا فلسطينيا عند أطراف مدينة جنين في ساعة متأخرة الليلة الماضية، وإنه استشهد أثناء تبادل لإطلاق النار بين مسلحين فلسطينيين وقوات الاحتلال.
وحسب المصادر الفلسطينية فإن الشهيد وهو في العشرينيات من عمره أصيب برصاصة في الرأس أدت إلى استشهاده.
وفي إسرائيل دفع هجوم نفذه فلسطيني أمس في بلدة نتانيا الساحلية وأسفر عن مصرع وجرح نحو 70 إسرائيليا إلى اتخاذ إجراءات أمن لم يسبق لها مثيل لمواجهة شبح الهجمات الفلسطينية، واضطرت موجة العمليات الفلسطينية القوات الإسرائيلية لتجنيد كل عناصرها بمن فيهم العاملون في مجال مكافحة الجرائم، وقالت الإذاعة الإسرائيلية "إن الشرطة ومفتشي الشرطة الذين يعملون في قضايا الجريمة سيقومون بدوريات أيضا في الشوارع والمجمعات التجارية في إطار الحملة".
وأعلنت الإذاعة أن القوات الإسرائيلية "ستزيد من دورياتها الراجلة، وستضع متاريس على الطرق في الأماكن الواقعة حول المدن".
ونجح رجال المقاومة الفلسطينية في تنفيذ 12 عملية تفجير ضد أهداف إسرائيلية تسببت في سقوط عدد من القتلى، ونشرت الرعب في أوساط الإسرائيليين.
مواجهة يومية
ووصف شلومو أهارونشكي قائد الشرطة الإسرائيلية المواجهة مع نشطاء المقاومة الفلسطينية بأنها "معركة يومية"، وأضاف في حديث للصحافيين "نستطيع أن نتوقع هجوما يوميا".
وقال أهارونشكي إن أجهزة الاستخبارات والشرطة تمكنت من إحباط عدد من الهجمات، وأضاف "في بعض الحالات وقعت إصابات، ولكننا نفعل ما في وسعنا للحد منها"، وأكد أن "طلبة الشرطة والمتطوعين" يشاركون في التعزيزات، لكنه اعترف بصعوبة السيطرة على عمليات التسلل عبر الخط الأخضر الفاصل بين الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وإسرائيل.
ودعا قائد شرطة تل أبيب الإسرائيليين إلى توخي الحذر، والإبلاغ عن أي شيء أو أي شخص مشتبه به لمراكز الشرطة المحلية.
وهدد الجهاز العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس بتنفيذ سلسلة هجمات ضد أهداف إسرائيلية فور تولي رئيس الوزراء اليميني المنتخب أرييل شارون مقاليد السلطة في إسرائيل، وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة في بيان لها إن عشرة من كوادرها مستعدون لشن هجمات في العمق الإسرائيلي.
وقالت قوات الاحتلال إن مسلحين فلسطينيين أطلقوا قذائف هاون ورصاص أسلحة رشاشة على أهداف إسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية، لكن تلك الهجمات لم تسفر عن أي إصابات في صفوف الإسرائيليين.
وقال مصدر عسكري إسرائيلي إن قذيفة هاون سقطت داخل مستوطنة نستاريم في قطاع غزة كما أطلقت نيران أسلحة رشاشة باتجاه حافلة إسرائيلية شمال أريحا بالضفة الغربية بالإضافة إلى عيارات نارية على مستوطنة بيت إبل بالقرب من رام الله في الضفة الغربية أيضا.
شارون يتهم وواشنطن تدين
واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب أرييل شارون الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالتقاعس عن منع الهجمات، وتعهد بعد هجوم نتانيا بإعادة الأمن بعد تولي حكومته السلطة في تل أبيب، وقال إن "الهجوم (في نتانيا) يظهر أن السلطة الفلسطينية لا تقوم بالخطوات اللازمة، نحن نعلم بشكل واضح أن القوات ولا سيما تلك الموالية للسيد عرفات تشارك في هذه الهجمات". واستدرك قائلا "من الواضح أنهم لا يتخذون أي خطوات لمنعها".
وفي واشنطن أدانت الولايات المتحدة بشدة الهجوم، ودعت الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى استئناف العلاقات الأمنية ومحاولة تسوية خلافاتهم سلميا.