أوروبا: انسحاب واشنطن لن يعرقل اتفاقية كيوتو
جدد الاتحاد الأوروبي التزامه بتنفيذ اتفاقية كيوتو الموقعة عام 1997 القاضية باتخاذ تدابير واقية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. واستنكر قرار الرئيس الأميركي جورج بوش بالتراجع عن تطبيق الاتفاقية التي تدعو إلى خفض انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون.
وقال وزراء البيئة الأوروبيون إنهم ملتزمون بتطبيق الاتفاقية رغم انسحاب واشنطن المفاجئ هذا الأسبوع, وأضافوا أن الاتحاد مستعد للبحث عن حلول للمشكلة من دون الولايات المتحدة.
وكان بوش قال الأسبوع الماضي إن اتفاق كيوتو الذي يدعو للحد من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون يضر بمصالح بلاده الاقتصادية. واعتبر الكثيرون هذه الرسالة تجاوزا لتعهدات قطعها بوش على نفسه أثناء حملته الانتخابية التي قادته إلى كرسي الرئاسة في العشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي.
وكان ناطق باسم الرئيس الأميركي أعلن أن بوش قرر تجاهل اتفاق كيوتو، وأنه طلب من وزارة الخارجية البحث عن مخرج قانوني لامتناع الحكومة عن تنفيذ ما وقعت عليه، ويعتقد بوش أن الإجراءات التي تنص عليها الاتفاقية تشكل أعباء ثقيلة على الاقتصاد الأميركي. وقد اعتبرت المفوضية الأوروبية القرار الأميركي المتعلق بالبحث عن بديل لاتفاقية كيوتو بأنه يجعل المباحثات بشأن التغيرات المناخية أمرا "في غاية الصعوبة".
من جانبه قال وزير البيئة السويدي كييل لارسن، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد الأوروبي، إن "الاتفاق لايزال قائما", وإنه "لايحق لأي دولة أن تعلن أن الاتفاق قد ألغي". وأضاف أن الاتحاد سيسهم بصورة فاعلة في الاتفاق, وسيدعم استئناف خطة العمل العالمية للبيئة ببون في يوليو/ تموز المقبل. ومن المتوقع أن يبحث الاتحاد الأوروبي مع واشنطن عواقب القرار الأميركي، ومعرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك في مؤتمر بون أم لا.
يشار إلى أن خطوة واشنطن بالتراجع عن اتفاقية كيوتو أدت إلى توتر العلاقات الدبلوماسية مع دول الاتحاد الأوروبي, وقد اعترضت دول الاتحاد على الموقف الأميركي، واتهمت الولايات المتحدة بمحاولة تقويض أهداف مؤتمر كيوتو برفضها مقترحات تقدمت بها بريطانيا أثناء مؤتمر لاهاي. بيد أن الاتحاد الأوروربي أكد أن هذا التوتر لن يؤثر على العلاقات التجارية بين الجانبين.
ويهدف بروتوكول كيوتو إلى قيام 38 دولة متقدمة بالحد من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يسبب ظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة 5.2% في عام 2010 مقارنة بنسبتهاعام 1990. وكانت المفاوضات في هذا الخصوص قد انهارت في مؤتمر المناخ الذي عقد في لاهاي في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي.