شرودر وبوش يختلفان حول اتفاقية كيوتو
قال المستشار الألماني غيرهارد شرودر إنه اتفق مع الرئيس الأميركي جورج بوش في جميع القضايا عدا اتفاقية كيوتو المتعلقة بظاهرة الاحتباس الحراري في العالم. وحذر مسؤولون أوروبيون في وقت سابق الرئيس الأميركي من أن علاقات بلاده مع بقية دول العالم قد تتأثر بسبب قراره التراجع عن الاتفاقية الموقعة عام 1997.
وقال شرودر في البيت الأبيض حيث كان مجتمعا مع بوش "اتفقنا عمليا على كل شيء عدا اتفاق كيوتو". واجتمع الزعيمان بعد يوم من إعلان الإدارة الأميركية أن بوش يعارض كلية معاهدة كيوتو التي تهدف إلى خفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بمعدل 5.2% عن مستويات عام 1990 بحلول عام 2012 لتفادي تغيرات مناخية خطيرة في العالم.
والولايات المتحدة هى أكبر منتج لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الإنسان والتي يقول العلماء إنها السبب الرئيسي للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وتنبعث الغازات من مصانع الطاقة والسيارات وصناعات أخرى.
الاتحاد الأوروبي يحذر
في غضون ذلك قالت رئيسة وكالة حماية البيئة في الاتحاد الأوروبي مارغوت والستروم "إن اتفاقية كيوتو ليست موضوعا هامشيا يمكن تجاهله أو الانتقاص منه". وأضافت في مؤتمر صحفي أنه "موضوع يتعلق بالتجارة والاقتصاد".
وقالت إنها ستتوجه الأسبوع المقبل إلى واشنطن مع وفد أوروبي للحصول على توضيحات بشأن موقف الإدارة الأميركية. وأضافت أنه ليس هذا هو الوقت المناسب للبدء بالتهديد، وشددت على أنه "ليس هناك تهديد" من قبل الاتحاد، لكن الاتحاد يبحث اتخاذ "رد فعل واضح وجدي" تجاه الموقف الأميركي.
وسيبحث الاتحاد الأوروبي مع واشنطن عواقب القرار الأميركي ومعرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك في المؤتمر المقرر عقده في بون في يوليو/ تموز المقبل لمتابعة اتفاقية كيوتو أم لا.
وفي السياق نفسه وصف وزير البيئة البريطاني مايكل ميتشر إعلان الإدارة الأميركية بأنه "خطير للغاية"، وقال "إننا نتحدث عن العلاقات عبر الأطلنطي وعولمة السياسة الخارجية". وأضاف أن الاحتباس الحراري يعد التحدي المرعب والأكثر خطورة على الإنسانية في الأعوام المائة القادمة.
وكان ناطق باسم الرئيس الأميركي أعلن أن بوش قرر تجاهل اتفاق كيوتو وأنه طلب من وزارة الخارجية البحث عن مخرج قانوني يسمح للحكومة بالتنصل من تنفيذ ما وقعت عليه. ويعتقد الرئيس الأميركي جورج بوش أن الإجراءات التي تنص عليها الاتفاقية تشكل أعباء ثقيلة على الاقتصاد الأميركي.
ورأت المفوضية الأوروبية في القرار الأميركي المتعلق بالبحث عن بديل لاتفاقية كيوتو أنه يجعل المباحثات حول التغيرات المناخية "في غاية الصعوبة". كما حثت اليابان واشنطن على إعادة النظر في قرارها.
من جهة أخرى قالت السويد التي تشغل في الوقت الحالي رئاسة الاتحاد الأوروبي إن تصريحات واشنطن المتعلقة بتنفيذ اتفاق كيوتو "استفزازية وغير مقبولة".
ويهدف اتفاق كيوتو إلى مشاركة 38 دولة من الدول الصناعية المتقدمة في جهود الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. وكانت مفاوضات لتطبيق الاتفاق عمليا قد انهارت في مؤتمر المناخ الذي عقد في لاهاي العام الماضي.