الفلسطينيون في الأراضي المحتلة ولبنان يحيون يوم الأرض
استشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب عدد آخر بجراح نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي على متظاهرين كانوا يحيون ذكرى يوم الأرض في الضفة الغربية. وخرج الفلسطينيون في مظاهرات عقب صلاة الجمعة في عدد من مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة إحياء للذكرى واشتبكوا مع جنود الاحتلال.
وأحيا فلسطينيون ولبنانيون في لبنان يوم الأرض ونظموا تظاهرات جماهيرية واعتصامات بعد يوم واحد من دعوة وجهها أمين عام حزب الله الشيخ حسن نصر الله بالتظاهر تضامنا مع الانتفاضة الفلسطينية.
وقالت وكالات الأنباء إن محمد الواوي (21 عاما) استشهد نتيجة إصابته برصاصة في رأسه أطلقها عليه جنود الاحتلال أثناء مظاهرة فلسطينية قرب رام الله. وشارك حوالي ألفي شخص في التظاهرة التي أحرق أثناءها المتظاهرون أعلاما إسرائيلية وصورا لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون وسلفه إيهود باراك. ورفع المتظاهرون أعلاما فلسطينية ورددوا هتافات معادية للاحتلال الإسرائيلي. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن خمسة فلسطينيين أصيبوا بجراح في هذه المظاهرة.
وقالت الأنباء أيضا إن فلسطينيين آخرين لم تعرف هويتهما بعد استشهدا برصاص الاحتلال أثناء مظاهرة أعقبت صلاة الجمعة في نابلس شمالي الضفة الغربية.
وفي الخليل أصيب فلسطينيان بجراح نتيجة إصابتهم برصاص مطاطي وقنابل مسيلة للدموع أطلقها جنود اسرائيليون لتفريق مظاهرة في المدينة. وهاجم حوالي 500 فلسطيني تظاهروا بمناسبة "يوم الأرض" جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة.
وتعرض يهود للرشق بالحجارة اليوم الجمعة من داخل الحرم القدسي وهم يصلون عند حائط المبكى, حسبما أفاد مصور وكالة فرانس برس. من جهة أخرى رشق عشرات الشبان الفلسطينيين عناصر من الشرطة الإسرائيلية بالحجارة بالقرب من بوابة الأسباط في القدس الشرقية قبل أن يتوجهوا إلى المدينة القديمة ومنها إلى الحرم القدسي.
وأضاف المصدر أن عناصر من وحدة المستعربين الخاصة أوقفت العديد من المتظاهرين على طريق درب الآلام في المدينة القديمة. وأصيب شرطيان بجروح طفيفة أثناء المواجهات, حسبما أفاد ميكي ليفي قائد شرطة القدس, مضيفا أن "الهدوء عاد إلى المدينة القديمة في القدس".
وكان تحالف من 14 منظمة فلسطينية تضم خصوصا حركة فتح التي يرأسها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وحركتي حماس والجهاد الإسلامي, قد دعا السكان العرب في القدس الشرقية إلى إعلان الإضراب المفتوح وتأدية صلاة الجمعة في المسجد الأقصى بهذه المناسبة.
وفي قطاع غزة تظاهر آلاف الفلسطينيين بمناسبة ذكرى يوم الأرض مهددين بحرق الأرض تحت أقدام شارون والجيش الإسرائيلي إذا اقتحم الأراضي الفلسطينية. وشارك أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني في تظاهرة وسط مدينة غزة تلبية لدعوة اللجنة العليا للقوى الوطنية والإسلامية يتقدمهم عشرات المسلحين من حركة فتح وعناصر من حركتي حماس والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية ورددوا هتافات تحذر الجيش الإسرائيلي من مغبة اقتحام المناطق الفلسطينية.
وقال أحد المسلحين الملثمين "سنحرق الأرض تحت أقدام شارون وجيشه إذا حاول اقتحام أراضينا". وتابع وسط هتافات التكبير "ستكون غزة مقبرة له (شارون) إذا فكر في دخولها".
وشارك الشيخ أحمد ياسين زعيم حماس الذي أحيط بحرس مسلحين في واحدة من المسيرات التي انطلقت من مخيم الشاطئ لتلتحم مع المسيرات الأخرى في ميدان فلسطين وسط غزة.
وأحرق عدد من المشاركين أعلاما إسرائيلية وأميركية ودمية لشارون ومجسما لصاروخ ودبابة ومجسما كبيرا ملفوفا بعلم إسرائيل يرمز لدولة إسرائيل كما رفعوا أعلاما فلسطينية ورايات الفصائل الفلسطينية وحزب الله اللبناني والعشرات من صور "شهداء انتفاضة الأقصى".
وشارك أكثر من ألفي فلسطيني في تظاهرة مماثلة في مخيم النصيرات جنوب مدينة غزة، وأحرقوا أيضا أعلاما إسرائيلية وأميركية. ودعا المتظاهرون إلى "استمرار الانتفاضة حتى تحرير فلسطين" ورفعوا لافتات كتب على إحداها "أيها الصهاينة ارحلوا عن أرضنا".
مظاهرات في لبنان
وفي مخيم عين الحلوة القريب من مدينة صيدا الساحلية شارك نحو أربعة آلاف شخص في مظاهرة جابت شوارع المخيم واختتمت باعتصام ألقيت أثناءه كلمات حيت الانتفاضة وشددت على دعمها ودعت إلى تشديد المقاطعة العربية لإسرائيل، كما نددت بحق النقض الذي مارسته الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي لمنع الاتفاق على مشروع قرار يقضي بإرسال قوة دولية إلى الأراضي الفلسطينية.
وفي بيروت تظاهر العشرات من أنصار ومؤيدي الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أمام مقر الأمم المتحدة في الوسط التجاري لبيروت وهم يحملون أعلاما فلسطينية ولافتات تدعو للتضامن مع الانتفاضة.
ووجه المعتصمون مذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان تطالبه بالعمل على فك الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال على مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني، وإلى "اتخاذ خطوات واضحة في مجلس الأمن الدولي لإرسال قوة حماية دولية إلى فلسطين لوقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني".
وفي مدينة صور الساحلية الجنوبية أقام فلسطينيون ولبنانيون اعتصاما مماثلا أمام مقر قوات الطوارئ الدولية شارك فيه العشرات حاملين الأعلام الفلسطينية ولافتات منددة بالاحتلال الإسرائيلي. وسلم المعتصمون نسخة عن المذكرة الموجهة إلى عنان إلى مسؤولين في القوات الدولية.
وفي مدينة زحلة بوادي البقاع شرقي لبنان اعتصم المئات من طلاب الجامعة اللبنانية تضامنا مع الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي للمطالبة بالاستقلال وعودة اللاجئين إلى ديارهم.
وكان الأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله دعا اللبنانيين للتظاهر تأييدا للشعب الفلسطيني وانتفاضته في الأراضي المحتلة.
ويتم الاحتفال بيوم الأرض في الثلاثين من مارس/ آذار من كل عام تخليدا لذكرى انتفاضة قام بها الفلسطينيون المقيمون في إسرائيل بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة أراضيهم عام 1976 وقد أدت تلك المواجهات إلى استشهاد ستة فلسطينيين.
عريقات يرد على بوش
وفي أول رد فعل فلسطيني على تصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش أمس، اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات واشنطن بتوفير الحماية للممارسات الإسرائيلية عندما عارضت إرسال قوة مراقبين دوليين لحماية المدنيين الفلسطينيين.
وقال صائب عريقات لإذاعة القاهرة "يبدو أن واشنطن قررت توفير الحماية للدولة المحتلة أي إسرائيل وهي تتنكر لحاجة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال للحماية الدولية"، ووصف عريقات الفيتو الأميركي بأنه "من قبيل الاستخفاف بالموقف العربي والعرب".
وأعرب "عن خشيته من أن يكون هذا الفيتو قد شكل بالنسبة للإسرائيليين ضوءا أخضر لتصعيد عدوانهم على شعب فلسطين".
وكان الرئيس الأميركي جورج بوش دعا إلى وقف الانتفاضة، وذلك قبل البدء في أي مشاورات حول عملية السلام في المنطقة.
وانتقد بوش في مؤتمر صحفي عقده أمس في واشنطن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ودعاه ليعلن بصوت عال و"بلغة يفهمها شعبه" وقف الانتفاضة، وقال "الإشارة التي أرسلها للفلسطينيين هي أوقفوا العنف، ولا أستطيع أن أكون أكثر وضوحا من هذا".
و"تمنى" بوش أن يسمع عرفات نداءه "عاليا وواضحا"، وأضاف "سيسمعها مرة ثانية في الهاتف اليوم" في إشارة إلى اتصال باول، وقال الرئيس الأميركي الذي بدا غير راغب بالانخراط في عملية السلام في المنطقة منذ تقلد مهام منصبه في العشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي "هذه ليست أول مرة تنقل فيها هذه الرسالة، من المهم أن نوقف العنف في الشرق الأوسط لإفساح المجال أمام النقاش حول السلام".