مانيلا تعرض على المسلمين حكما ذاتيا حقيقيا
قال نائب الرئيسة الفلبينية ووزير الخارجية تيوفيستو غونغونا إن الحكومة الفلبينية ستعرض منح ما أسماه حكما ذاتيا حقيقيا للمسلمين جنوبي البلاد عقب موافقة أكبر مجموعة إسلامية مسلحة على استئناف محادثات سلام مع الحكومة.
واستبعد غونغونا في مؤتمر صحفي عقده في مانيلا منح المسلمين الاستقلال أثناء المحادثات المزمع استئنافها في العاصمة الماليزية كولالمبور في أبريل/ نيسان المقبل بين الحكومة وجبهة تحرير مورو الإسلامية، وأوضح أن على الفلبينيين العيش جيرانا جنبا إلى جنب داخل مناطق الحكم الذاتي.
وأشار المسؤول الفلبيني إلى أن الحكم الذاتي الذي تعرضه مانيلا يشمل إدارة الشؤون المالية لمنطقة الحكم الذاتي واستغلال الحكومة المحلية للمواد، وحق ممارسة الشعائر الدينية والحفاظ على الهوية الثقافية، وطريقة الحياة الخاصة بهم، لكنه قال إن أحد الموضوعات التي يجب تسويتها في المفاوضات تتعلق بتنفيذ قوانين الشريعة الإسلامية في منطقة الحكم الذاتي.
وأكد أن الحكومة لن تعرض إعادة المعسكرات التي استولت عليها من جبهة تحرير مورو الإسلامية في جزيرة مندناو إبان حكم الرئيس المخلوع جوزيف إسترادا بما في ذلك المعسكر الرئيسي للجبهة المسمى "معسكر أبو بكر" والذي تبلغ مساحته نحو عشرة آلاف هكتار وهو أكبر بعدة مرات من سنغافورة. وكانت الرئيسة غلوريا أرويو قد قالت إنها ستحيل المعسكر أراضي زراعية.
وكانت أرويو أعلنت موافقتها على استئناف مباحثات السلام في ماليزيا مع جبهة تحرير مورو الإسلامية. كما رحبت الجبهة بقرار أرويو, وأعلنت أمس الثلاثاء وقف عملياتها العسكرية وأبلغت الحكومة أنها ستقوم بتسمية فريقها التفاوضي في القريب العاجل.
وكانت مانيلا وافقت على إجراء مباحثات سلام مع مقاتلي جبهة تحرير مورو الإسلامية في بلد محايد، بعد مفاوضات أولية بين ممثلين عن الجبهة والمفوض الفلبيني لعملية السلام إدواردو إرميتا في كوالالمبور من 21 إلى 24 مارس/ آذار الجاري.
وقال متحدث باسم جبهة تحرير مورو إن ممثلين من منظمة المؤتمر الإسلامي سيحضرون المفاوضات بين الجبهة وحكومة مانيلا. وكانت منظمة المؤتمر الإسلامي قد تمكنت عام 1996 من التوسط بين الحكومة الفلبينية وجبهة تحرير مورو الوطنية بزعامة نور ميسواري لتوقيع اتفاق سلام بينهما.
من ناحية أخرى اتخذت الحكومة الفلبينية إجراءات أمن مشددة جنوبي البلاد استعدادا لزيارة الرئيسة الفلبينية إلى جزيرتي غولو وباسيلان، وتصر أرويو على زيارة المنطقة رغم تهديدات من جماعة أبو سياف بقتلها.
على صعيد آخر أعلن متحدث باسم الجيش الفلبيني أن مقاتلين إسلاميين ربما يكونون وراء هجوم شن على مركب حكومي لنقل البضائع في جزيرة باسيلان الواقعة جنوبي البلاد رغم الهدنة المعلنة من طرف الحكومة.
وأضاف المتحدث أن مسلحين، ربما ينتمون إلى جبهة مورو أو جماعة أبو سياف كانوا يستقلون زورقا، أطلقوا النار من بنادق أوتوماتيكية على المركب التابع لشركة الطاقة الوطنية الحكومية. وقالت تقارير إذاعية إن المقاتلين ألقوا كذلك قنابل يدوية على مجموعة من الحرس بعد فترة قصيرة من تبادل إطلاق النار.