بلير يدافع عن سياسة حكومته إزاء الحمى القلاعية
قلل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير من دقة الصورة التي تنقلها وسائل الإعلام حول انتشار وباء الحمى القلاعية، لكنه اعترف بصعوبة السيطرة على الوباء، من جهة أخرى يواصل الاتحاد الأوروبي جدله حول اعتماد التطعيم خيارا لمواجهة المرض.
وقال بلير إنه غير متأكد من قدرة الحكومة على السيطرة على الوباء الذي وصلت حالات الإصابة به إلى نحو 700 حالة. وأوضح في خطاب أمام رجال الأعمال أن الزوار الأجانب تأثروا بالصور التي يبثها التلفزيون لعمليات الإبادة الجماعية لقطعان الماشية، والملصقات التي تحذر من الاقتراب، مما يعطي انطباعا بأن المرض اجتاز كل الحدود مضيفا أن ذلك لم يكن صحيحا، إذ إن الغالبية العظمى من البريطانيين لم يتأثروا بالمرض.
وحذر مسؤولون في مجال السياحة رئيس الوزراء البريطاني من الآثار المدمرة للوباء على هذه الصناعة التي تخسر نحو 100 مليون دولار أسبوعيا قابل للزيادة إلى نحو 250 مليون دولار في أشهر الصيف التي أصبحت على الأبواب.
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني أن بقاء البريطانيين بعيدا عن المناطق التي انتشر فيها المرض كان بطلب من الحكومة، وقال إن الحكومة بذلت جهودا كبيرة للسيطرة على الوباء.
ويعارض المزارعون البريطانيون سياسة الحكومة البريطانية القائمة على التخلص من الحيوانات السليمة في المناطق التي انتشر فيها الوباء، وطالبوا باستخدام التطعيم كأحد وسائل السيطرة على المرض.
لكن جدلا لا زال يحتدم على المستوى الأوروبي إزاء استخدام عمليات التطعيم في مواجهة انتشار المرض بدل عمليات القتل الجماعي المعتمدة حاليا للحيوانات غير المصابة.
وقال دبلوماسيون أوروبيون إنه لا توجد سياسة تطعيم موحدة للحكومات الأوروبية، وهي سياسة يخشى الأوروبيون من أن تؤدي إلى شلل في صادرات اللحوم الأوروبية بشكل كامل لأشهر إذا لم يكن لسنوات.
من جانبه قال وزير الزراعة الفرنسي إنه رغم أن التطعيم ليس حلا للأزمة الراهنة لكن استخدامه لا يجب أن يستبعد محذرا من الآثار المدمرة لسياسة التطعيم على صناعة اللحوم.
في هذه الأثناء تم الكشف عن المزيد من حالات الإصابة بالوباء في هولندا وإيرلندا وفرنسا والولايات المتحدة واليابان وروسيا في الوقت الذي حظرت فيه العديد من الدول استيراد اللحوم الأوروبية.