إصابة حوالي 200 مدني ألباني في قصف القوات المقدونية
أصيب حوالي مئتي مدني بجروح إثر تعرض القرى القريبة من الحدود مع كوسوفو الليلة الماضية لقصف القوات المقدونية. وذكر متحدث باسم قوات حفظ السلام التابعة للناتو إن القوات المقدونية استخدمت الأسلحة الثقيلة عندما رد المسلحون الألبان بإطلاق نيران أسلحتهم الخفيفة.
من جهتها حملت موسكو حلف الناتو مسؤولية تفجر الموقف, وقال بيان لوزارة الخارجية الروسية إن العمليات العسكرية التي شنتها قوات الناتو على يوغسلافيا عام 1999 هي التي أدت إلى هذا الوضع المتفجر.
وكان مدنيان قتلا برصاص القوات المقدونية بالقرب من تيتوفو أمس الخميس، وقالت مصادر مقدونية إن الرجلين كانا داخل سيارة وهددا بإلقاء قنبلة على موقع للجيش المقدوني. واندلع قتال عنيف بين القوات الحكومية المقدونية ومسلحين ألبان بعيدا عن جبهة تيتوفو وبالقرب من العاصمة سكوبيا. وقال متحدث باسم الشرطة المقدونية إن شرطيا أصيب بجروح في تبادل لإطلاق نار في قرية غرانكاني على بعد 15 كيلومترا شمالي غربي سكوبيا.
وفي هذه الأثناء بدأت القوات المقدونية الحكومية تدك معاقل المسلحين الألبان المتحصنين بالتلال المحيطة بمدينة تيتوفو على الرغم من عرض الثوار وقف إطلاق النار.
وأكدت السلطات المقدونية أن عملية دحر المسلحين الألبان أصبحت حاليا في يد الجيش المقدوني. وقال المتحدث باسم الحكومة أنطونيو ميلوسوفسكي إن قرارا سياسيا اتخذ بهذا الخصوص. وأضاف أن أي قرار في النزاع من الآن فصاعدا سيعتمد على قرارات القيادات العسكرية في الميدان. وأوضح أن الحكومة لجأت إلى ذلك القرار عقب شن المسلحين الألبان هجمات متكررة في مناطق متفرقة من مقدونيا في الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وكانت القوات المقدونية استأنفت أمس إطلاق النار على مرتفعات تيتوفو شمالي غربي مقدونيا، بعد ساعات من انتهاء مهلة الإنذار الذي وجهته حكومة سكوبيا إلى المسلحين الألبان للاستسلام أو مغادرة البلاد، أو مواجهة هجوم شامل.
وبدأت القوات الحكومية صباح أمس قصفا استمر ساعة بقذائف الهاون على التلال المشرفة على تيتوفو. وقالت مصادر في المدينة إنها آخر عملية لتنظيف القطاع قبل شن القوات المقدونية هجومها الشامل.
واستهدف القصف حصن كالي المطل على مدينة تيتوفو التي يقطنها 130 ألف نسمة والذي استخدم في الأيام الماضية مركزا متقدما لمقاتلي جيش التحرير الوطني لألبان مقدونيا المعارض للقوات الحكومية المقدونية. كما استهدف أيضا مجموعة من المساكن يشتبه في أنها تؤوي المقاتلين الألبان.
ويتأهب جيش حكومة مقدونيا وقوات شرطة وزارة الداخلية لشن هجوم شامل على مواقع المقاتلين في الجبال بين مدينة تيتوفو وحدود كوسوفو.
مساع دبلوماسية
وفي السياق نفسه وصل إلى مقدونيا اليوم وفد أوروبي على مستوى عال ليقوم بأحدث مبادرة دبلوماسية لإنهاء النزاع. وتترأس الوفد وزيرة خارجية السويد آنا ليندا التي تتولي بلادها حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. ويضم الوفد مسؤول الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، ومفوض العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كريس باتن، ووزير الخارجية البلجيكي لويس مايكل.
وقال سولانا إن الوفد جاء لبحث الوضع وأوضح أنه يأمل أن يتمكن الجانبان من وضع حد للمواجهات المسلحة. وسيعقد الوفد محادثات مع الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي ورئيس الوزراء ليوبكو جورجفسكي ووزير الخارجية سريغان كريم.
ومن المقرر أن يلتقي الوفد أيضا قيادات المسلحين الألبان. وقال بيان لوزارة الخارجية السويدية إن الوفد سيسعى لدفع الأطراف المعنية لرفض العنف. وقال مسؤولون أوروبيون إن الوفد سيزور برشتينا ليطلع على الأوضاع من قوات حفظ السلام الدولية، قبيل لقاء قيادات ألبان كوسوفو إبراهيم روغوفا وهاشم تقي وراموش هاراديناي. وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في بروكسل غونار فيغاند إن الوفد سيضغط على قيادات ألبان كوسوفو لإصدار بيان يدين ممارسات المسلحين الألبان في مقدونيا.
وعلى الصعيد نفسه أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أنها ستزيد من عدد مراقبيها في مقدونيا. وقال رئيس المجلس الدائم للمنظمة ليفيو بوتا إن عدد المراقبين التابعين للمنظمة في مقدونيا سيرتفع من ثمانية إلى ستة عشر مراقبا لمتابعة التطورات في المنطقة الحدودية بين مقدونيا وكوسوفو.