واشنطن مصرة على مقابلة الشيشان رغم اعتراضات موسكو
قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تخطط للاجتماع مع ممثل للثوار الشيشان في واشنطن رغم احتجاجات موسكو، وقالت الخارجية الأميركية إنها لا ترى ما يستدعي عدم عقد اللقاء، وهو الثاني من نوعه في غضون الأشهر الستة الماضية.
وقال المتحدث باسم الخارجية ريتشارد باوتشر في بيانه الصحفي اليومي إن من المتوقع أن يجتمع جون بيريل القائم بعمل مساعد وزير الخارجية لشؤون الدول المستقلة حديثا مع إلياس أحمدوف وزير خارجية حكومة الشيشان، وأضاف "عقدنا اجتماعات من قبل مع هذا الرجل، كما عقدنا اجتماعات مع عدد من الناس، وأنا لا أرى في ذلك شيئا غير عادي أو يسبب ضيقا".
وحذرت موسكو من أن الاجتماع سيعكر صفو علاقاتها مع واشنطن، وقال مسؤولون روس الأربعاء إن اتصالات بين مسؤولين أميركيين ومبعوثين من جمهورية الشيشان ستشجع على مزيد من العنف في الإقليم المضطرب، وتضر بالعلاقات بين موسكو وواشنطن.
لكن مسؤولا أميركيا آخر رفض الكشف عن اسمه قال إنه من غير المرجح أن يعقد الاجتماع في وزارة الخارجية مراعاة فيما يبدو لاعتراضات موسكو.
وكانت الاجتماعات مع ممثلي الشيشان في عهد الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون تعقد في فنادق بواشنطن.
وقال باوتشر "تحدثنا مع الروس بشأن الشيشان، وهو ما يؤكد قناعتنا بأن الشيشان جزء من روسيا، لكننا ناقشنا الموضوع مع أطراف أخرى لها صلة بما يجري، ومن بين هؤلاء السيد أحمدوف".
ودعا باوتشر موسكو للبحث عن حل سياسي في الشيشان وقال "إنهم بحاجة لاتخاذ خطوات تضع حدا للعنف هناك، إذ لا يوجد حل عسكري للصراع في الشيشان، لذا فعلى كلا الطرفين أن يبدآ حوارا لتحقيق استقرار سياسي".
وأطلقت روسيا حملة ضد المقاتلين الشيشان منذ 18 شهرا، هي الثانية منذ العام 1994 في محاولة لإخضاع الجمهورية لسلطة موسكو، ورغم أن القوات الروسية تسيطر على غالبية مناطق الجمهورية وأن حدة المواجهات قد خفت إلا أن المقاتلين الذين يتحصنون بالجبال الجنوبية يواصلون شن حرب عصابات ضد القوات الروسية في الجمهورية.
وأضاف المتحدث الأميركي "نشعر بقلق حقيقي تجاه أوضاع حقوق الإنسان في الشيشان، ونحن نهتم بالتقارير والأشخاص الذين يستطيعون إبلاغنا بأوضاع حقوق الإنسان هناك". وقال "نعتقد بوجود حاجة للتحقيق في هذه التقارير بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، ومحاسبة المسؤولين عنها".
وترفض روسيا السماح لمنظمات حقوق الإنسان بإجراء تحقيقات مستقلة في الشيشان، وتنفي صحة تقارير عدة تؤكد وجود انتهاكات على نطاق واسع لحقوق الإنسان.
وكان سيرغي ياسترجمبسكي مساعد الرئيس فلاديمير بوتين قال إن "روسيا ترى مثل هذه الاتصالات تشجيعا للإرهابيين والانفصاليين على أن بمقدورهم فعل المزيد"، "ومثل هذه الاتصالات إن جرت لن تفعل سوى إلحاق أضرار بالعلاقات الروسية الأميركية".
وكانت العلاقات بين الجانبين قد تعرضت لهزات منذ يناير/ كانون الثاني الماضي بسبب الجدل بين الجانبين حول الدرع الصاروخي الأميركي وتبادل الاتهامات بالتجسس، كما تصاعدت الانتقادات الأميركية مؤخرا لموسكو بسبب علاقات التعاون العسكري بينها وبين إيران.
وقال مسؤول روسي لوكالة إنترفاكس إن الاتصالات الأميركية مع الشيشان تناقض الموقف الأميركي بشأن مكافحة الإرهاب الدولي.