قضايا الخلاف تتصدر مباحثات بوش مع تشين غدا
يواجه الرئيس الأميركي جورج بوش يوم غد الخمس أكبر تحد له حتى الآن على المستوى الخارجي كرئيس للولايات المتحدة عندما يلتقي نائب رئيس الوزراء الصيني، إذ يشير مراقبون إلى أن قضايا الدرع الصاروخي الأميركي وتايوان وملف حقوق الإنسان في الصين ستتصدر مباحثات المسؤولين.
ويعتقد المحللون أن لقاء بوش مع تشين هو أهم لقاء له منذ توليه السلطة في البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني الماضي، إذ يأتي في الوقت الذي يجهز بوش جدول أعماله لزيارته المرتقبة إلى آسيا التي ينظر إليها المحللون على أن تكون أكثر عملية من سلفه الديمقراطي بيل كلينتون ولكنها في نفس الوقت أقل تورطا في القارة.
ففي قضية تايوان أكد تشين في خطاب ألقاه في نيويورك الثلاثاء الموقف الصيني من قضية تايوان والقائم على مبدأ صين واحدة مشيرا إلى أن قضية تايوان تعتبر القضية الأكثر حساسية وأهمية في العلاقات الأميركية الصينية.
يشار إلى أن الحزب الجمهوري الذي يملك غالبية ضئيلة في الكونغرس متحمس جدا لإمداد تايوان بالمعدادت العسكرية اللازمة لها. وتريد بكين من واشنطن أن تبقى على موقفها السابق القاضي بعدم إقامة علاقات رسمية مع تايبيه وخفض بيع الأسلحة إلى تايوان إلى حده الأدنى.
وتحاول الصين الحيلولة دون حصول تايوان على أسلحة أميركية متطورة، لا سيما مدمرات حربية من طراز إيغيس المزودة بصواريخ كروز توما هوك.
وكانت تايبيه طلبت من واشنطن تزويدها بأربع مدمرات من هذا الطراز في غضون ثلاث سنوات غير أن واشنطن رفضت الطلب التايواني. لكن أوساطا في الكونغرس تواصل الضغط لبيع تلك الأسلحة لتايبيه بحجة وجود 300 صاروخ صيني موجهة إلى الجزيرة، وتزداد بمعدل 50 صاروخا في العام.
وطبقا لقانون العلاقات الأميركي مع تايوان عام 1979 فإن الولايات المتحدة ملتزمة ببيع تايبيه أسلحة إذا كانت بحاجة للدفاع عن نفسها.
وسيتطرق بوش وكيان كذلك إلى قضية نظام الدفاع الصاروخي الأميركي المثير للجدل، والذي تعارض بكين تطويره لأنه يهدد بإطلاق سباق تسلح جديد في العالم.
ويتوقع المراقبون أن يثير بوش مع تشين في المقابل ملف حقوق الإنسان في الصين، والذي انتقدته واشنطن مرارا, وتقول واشنطن إن سجل بكين في حقوق الإنسان تدهور العام الماضي، كما أنها تؤيد صدور قرار يدين الصين أثناء اجتماع جنيف لحقوق الإنسان.
كما سيبحث بوش مع المسؤول الصيني الأرفع الذي يلتقيه منذ انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الوضع الاقتصادي العالمي ودخول الصين منظمة التجارة العالمية.
وكان بوش الذي سيزور الصين في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل قال في حملته الإنتخابية إنه يعتزم تحويل السياسة الأميركية تجاه الصين، مشيرا إلى الاقتصاد القوي المتنامي للصين سيكون منافسا استراتيجيا لا كما كان يعتقد سلفه كلينتون على أنه شريك.