الأمم المتحدة تهدد بوقف المساعدات لأفغانستان

undefinedقالت الأمم المتحدة إنها ستوقف برنامج توزيع الخبز على نحو خمس سكان كابل إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع حكومة طالبان يتيح لنساء كابل التعاون لإنجاح البرنامج، في الوقت الذي قال فيه مندوب أفغاني يزور واشنطن إن طالبان تحتاج لجهود خاصة من أجل تحسين صورتها الخارجية.

وقال بيتر غوسينز من برنامج الغذاء العالمي إن هناك تضاربا بين حاجة الأمم المتحدة إلى معرفة ما إذا كانت معوناتها تصل بالفعل إلى أشد الناس عوزا والقيود الشديدة التي تفرضها طالبان على حركة النساء، وهو ما قد يؤدي إلى وقف البرنامج الذي يمد أكثر من 300 ألف شخص بالخبز لعدة أشهر.

وحدد المسؤول الدولي نهاية مايو/ أيار القادم موعداً نهائياً لوقف البرنامج ما لم تسمح السلطات الأفغانية بإجراء المسح المطلوب. ويحتاج برنامج المسح إلى الاستعانة بنساء لأداء المهمة لأنهن يستطعن دخول المنازل والتحدث إلى النساء.

وسيترتب على وقف المعونات فقدان الخبز الرخيص الذي يباع بنحو 10% من سعره الحقيقي ويستخدم فيه دقيق يقدمه برنامج الغذاء العالمي. ومن شأن هذا الأمر زيادة المعاناة التي يعيشها الفقراء الذين يشكلون معظم سكان كابل البالغ عددهم 1.6 مليون نسمة.

كما أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستوقف توزيع الغذاء في المدينة على نحو 60 ألف شخص بعد انتهاء الشهر الجاري، لأن برامج المساعدة الطويلة الأجل تخرج عن نطاق عملها وبسبب مخاوف من وجود فساد.

إعلان

ومن جهة أخرى دافع أحد المسؤولين الأفغان عن حكومته الإسلامية ووصف الحملة الموجهة ضدها على أنها من صنع وسائل الإعلام المعادية.

واعترف المسؤول في وزارة الخارجية الأفغانية رحمة الله هاشمي أثناء لقاء في مجلس الأطلنطي في العاصمة الأميركية واشنطن، بضعف حكومة طالبان في مجال العلاقات العامة.

وأنحى المبعوث الأفغاني باللائمة على وسائل الإعلام الغربية التي تنفرد بتقديم المعلومات عن طالبان، مما يؤدي إلى تغذية الكراهية لها عند الآخرين.

وقال رحمة الله إن طالبان رفعت من شأن حقوق الإنسان في أفغانستان كما أنها قامت بـ"توحيد" البلاد بعد التمزق الذي أصابها نتيجة عقدين من الحرب بين فصائلها. وأضاف أن حقوق الإنسان في بلاده ليست كاملة، ولكنها كانت في وضع أسوأ قبل سيطرة طالبان على مقاليد الوضع هناك.

وقال إن أبرز حق من حقوق الإنسان وهو حق الحياة كان مهدورا قبل طالبان. وبشأن المرأة قال رحمة الله إنها كانت معرضة للاغتصاب في كل مكان من أفغانستان قبل أن تضع طالبان حدا لذلك.

وأبدت المستشارة السابقة للأمم المتحدة بشأن أفغانستان باولا نوبيرغ التي تولت التعليق على كلام رحمة الله موافقتها على تمتع أفغانستان حالياً بوضع أكثر أمنا، ولكنها قالت إن السبب يعود إلى سيطرة طالبان الأمنية وليس لأن المجتمع الأفغاني مجتمع مسالم أو يتمتع بالحرية.

وكان رحمة الله قد وصل إلى الولايات المتحدة بعد أيام من قرار حكومة طالبان هدم التماثيل الأثرية الموجودة في أفغانستان ومنها تمثالان كبيران وقديمان لبوذا أثار هدمهما استنكارا عالميا واسع النطاق.

undefined

وتطرق رحمة الله إلى مسألة التماثيل وقال إن طالبان تعرضت لإساءة كبيرة بعد أن قدم وفد أجنبي عرضا ماليا مقابل الحفاظ عليها في الوقت الذي يموت فيه الأطفال جوعا في أفغانستان.

وكشف تفاصيل اتصالاته بمجلس العلماء هاتفيا من واشنطن حول الموضوع وأن المجلس رد عليه بالقول "مادام العالم يقوم بتدمير حاضرنا ومستقبلنا (بسبب الحصار) فمن يعطيه الحق بالحديث عن ماضينا أو تراثنا".

إعلان

وأمضى رحمة الله شهراً في الولايات المتحدة التي لا تعترف بحكومة طالبان بعد أن حصل على تأشيرة تم ترتيبها بواسطة مجلس الأمن الدولي. وحمل رسالة إلى وزارة الخارجية الأميركية من حكومة طالبان تدعو إلى تطوير العلاقات ومواصلة الحوار، ولكنها لم تتطرق إلى الموضوع الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة وهو موضوع أسامة بن لادن.

وحول هذا الأمر قال رحمة الله "إن هناك أشخاصا كانوا يصنفون على أنهم أبطال الاستقلال ولكنهم تحولوا الآن إلى إرهابيين".

المصدر : رويترز

إعلان