أميركا تحذر من انفجار الوضع في الأراضي المحتلة
استشهد أربعة فلسطينيين برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي بينهم طفلان أحدهما في التاسعة والآخر في الثالثة عشرة. وحذر السفير الأميركي في تل أبيب مارتن إنديك من خطر انفجار الوضع في الأراضي المحتلة في حال انهيار الاقتصاد الفلسطيني وتفكك سلطة الرئيس عرفات.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الصبي عدي دراج وهو في التاسعة من عمره قتل برصاصة أطلقها جنود إسرائيليون واخترقت صدره بينما كان جالسا في منزله في مدينة البيرة في الضفة الغربية. وأضافت أن ستة فلسطينيين آخرين أصيبوا بعد أن فتحت قوات الاحتلال النيران على فلسطينيين قالت إنهم أطلقوا النيران على مستوطنة بساغوت اليهودية المجاورة.
وفي مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين، أفادت مصادر طبية باستشهاد فلسطيني برصاص جنود الاحتلال في مواجهات وقعت في المخيم الواقع بين رام الله والقدس في الضفة الغربية. وقالت المصادر إن عبد الكريم عيسى (24 عاما) قتل برصاصة في بطنه، كما جرح فلسطينيان آخران برصاص جنود الاحتلال خلال المواجهات.
وفي هذه الأثناء أعلن في قطاع غزة عن استشهاد صبي في الثالثة عشرة من عمره ويدعى محمد حلس متأثرا بجروح أصيب بها في رأسه الثلاثاء الماضي برصاص جنود الاحتلال بينما كان عائدا من المدرسة.
وكان فلسطيني في الأربعين من عمره قد استشهد صباح الجمعة برصاص الاحتلال عند إحدى الطرق في غزة. ادعت القوات الإسرائيلية أنها قتلته بينما كان يضع عبوة متفجرة كانت تستهدف إسرائيليين. وقد وقعت الحادثة على الطريق الذي يربط بين مستوطنة نتساريم ومعبر كارني المؤدي إلى إسرائيل، والتي كانت نقطة تفجر لمواجهات عنيفة في الأشهر الخمسة الماضية من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية.
ونفى قائد الأمن الوطني في شمالي قطاع غزة العميد صائب العاجز المزاعم الإسرائيلية، وقال إن الشهيد مصطفى الرملاوي وهو من سكان مخيم البريج شخص مختل عقليا ومعروف للجميع في المنطقة، كما أنه معروف لدى جود الاحتلال في المنطقة. وأدان الاعتداء الإسرائيلي وقال إنه يأتي في إطار سياسة الاغتيالات التي تتبعها إسرائيل ضد الفلسطينيين العزل.
ويأتي استشهاد الفلسطينيين الأربعة، بينما وضعت الشرطة الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى في أعقاب مقتل إسرائيلي وإصابة 9 آخرين في انفجار شحنة ناسفة قبل موعدها على ما يبدو، داخل سيارة أجرة في بلدة أم الفحم داخل الخط الأخضر الخميس.
وقد أعلنت جماعة فلسطينية تطلق على نفسها اسم كتائب العودة مسؤوليتها عن الهجوم الذي قالت إنها شنته ردا على القصف الإسرائيلي للقرى الفلسطينية.
وندد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بمقتل الطفلين الفلسطينيين، وقال للصحفيين لدى عودته من ليبيا إثر مشاركته في قمة سرت الأفريقية إن الإسرائيليين كشفوا عن وجههم الحقيقي باستخدام الأسلحة المحظورة وإطلاق النار على الأطفال.
وأضاف "إنها وسائلهم وقد كشفهم الرأي العام العالمي على حقيقتهم باستخدامهم الأسلحة المحرمة دوليا كما ثبت ذلك في كثير من لجان التحقيق ولجان حقوق الإنسان".
واشنطن تحذر
وحذر السفير الأميركي لدى تل أبيب مارتن إنديك من خطر انهيار الاقتصاد الفلسطيني وتفكك سلطة الرئيس عرفات "مما ينذر بخطر انفجار أكبر".
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى السلطة الفلسطينية تيري رود لارسن حذر من خطر إراقة الدماء وعدم الاستقرار ما لم يتحسن الوضع المالي للسلطة الفلسطينية.
وأبلغ إنديك حشدا من رجال أعمال إسرائيليين ودبلوماسيين أجانب أن الموقف المتفجر ينطوي هو نفسه على احتمال قوي للغاية بحدوث انفجار أكبر. وقال إن ذلك قد يقود إلى متاعب أكثر على الحدود الشمالية لإسرائيل والتي قد تستغل من جانب قادة أمثال الرئيس العراقي صدام حسين.
وفرضت إسرائيل حصارا على المناطق الفلسطينية منذ سبتمبر/أيلول الماضي مما ألحق أضرارا باقتصادها على نحو خطير.
وفاة فلسطيني في ظروف مريبة
من جانبها أعربت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان ومقرها في واشنطن عن قلقها العميق للسلطة الفلسطينية بشأن وفاة فلسطيني في ظروف مريبة بعد اعتقاله على أيدي أجهزة الأمن الفلسطينية.
وقالت إنها بعثت برسالة بهذا الصدد إلى الرئيس عرفات، وكان الفلسطيني سالم الأقرع قد قتل في 27 فبراير/شباط الماضي في مدينة نابلس بالضفة الغربية بعد أيام من قيام ضباط من المخابرات الفلسطينية بنقله إلى المستشفى.
وقالت المنظمة إن هذا هو الشخص الثالث والعشرون الذي يتوفى في ظل ملابسات تثير الريبة وهو رهن الاعتقال في سجون السلطة الفلسطينية منذ عام 1994.