منصة البترول البرازيلية بدأت تغرق ثانية
قالت شركة بتروبراس البرازيلية اليوم إن منصتها الضخمة لاستخراج البترول بدأت تغرق من جديد بعد أن كانت الآمال قد تزايدت أمس بإمكانية إنقاذها بعد سلسلة انفجارات وقعت على متنها وأدت إلى مصرع عشرة أشخاص، وإصابة آخرين بجروح.
وأعلن متحدث باسم الشركة أن المنصة المكونة من أربعين طابقا، وهي الأكبر من نوعها في العالم، ما زالت تغوص في المحيط، ولكن بسرعة أقل بفضل الجهود التى يبذلها المهندسون لتثبيتها، وأضاف أن المنصة غاصت في ساعات الليل الفائت بمقدار 40 سنتيمترا، ومن المتوقع أن تغوض أكثر.
وبدأ المهندسون أمس السبت بضخ 200 ألف ليتر من النيتروجين في الأجزاء المغمورة من المنصة التي بدأت تنحني بشكل خطر بعد يومين من الانفجارات التي وقعت على متنها.
ومازال ثمانية من ضحايا الحادث في عداد المفقودين، غير أن السلطات قالت إن فرص العثور على أحياء بينهم تكاد تكون معدومة.
وقال مسؤول في الشركة اليوم "مازال من المبكر معرفة كم ستستغرق جهود تعويم المنصة"، إذ تشير التقارير إلى أن الأمواج واضطراب البحر يعيقان ذلك. وتحاول فرق الإنقاذ تفريغ الطوافات العملاقة التي امتلأت بحوالي سبعة آلاف طن من الماء، والتي تقوم عليها المنصة بارتفاع 120 مترا وعرض 100 متر، وأوضح بيان للشركة أن الضخ يتم بتأن حتى لا تزداد مشكلة الانحناء خطورة.
لكن الشركة البرازيلية بدت متشائمة حيال فرص إنقاذ المنصة على الرغم من تدخل البحرية البرازيلية بأكثر من 300 رجل مع سفينتين ومروحية وقاطرة وفرق من الغواصين المتطوعين، إلى جانب فرق أميركية ووصول معدات أوروبية إلى الموقع للمساعدة في منع غرق المنصة.
وقد توجه أحد عشر فنيا من شركة سميت الهولندية المتخصصة في تعويم السفن الغارقة إلى مكان المنصة في الوقت الذي بدأ فيه شحن 50 طنا من المعدات إلى مدينة ماكاي على ساحل ولاية ريو دي جانيرو التي تقع المنصة على بعد 120 كلم عنها.
وقال كارلوس فراغا مدير التنقيب والإنتاج في الشركة "من غير المرجح كثيرا أن نتمكن من تجنب غرق المنصة". وغاصت المنصة بمقدار 4.4 مترا منذ وقوع الانفجارات على متنها.
واستنادا إلى معهد البيئة البرازيلي فإن على متن المنصة حاليا قرابة مليون ونصف المليون ليتر من النفط الخام ستتسبب في كارثة بيئية إن غرقت.
لكن رئيس الشركة هنري فيليب رايشستول أعلن أمس السبت أن الشركة قامت بوضع ثماني سفن حول المنصة مع حواجز عملاقة من الطوافات للسيطرة على تسرب النفط وعدم انتشاره إذا غرقت المنصة.
وتزايدت متاعب الشركة المملوكة للدولة عندما أعلنت نقابات عمال التنقيب عن استعدادها لتنظيم احتجاجات للمطالبة بتأمين حماية أكبر، واتخاذ احتياطات أمنية أكثر لحماية العاملين على منصات الحفر.
وقالت النقابات إنها ستقلص -إلى الحد الأدنى- عدد العاملين على منصات الحفر الخمسين في حقل كامبوس باسين الضخم الذي يؤمن نحو 80% من إنتاج البلاد من النفط.
وأعلن متحدث باسم النقابات أن الاحتجاجات تهدف "لحماية حياة العمال وصحتهم، والحفاظ على ذكرى زملائهم الذين قضوا في حوادث مماثلة".