اليسار يفجر زلزالا تحت أقدام شيراك
حقق اليسار فوزا مزدوجا في الانتخابات البلدية في معقلين لليمين باريس وليون، اعتبر بمثابة زلزال للرئيس الفرنسي جاك شيراك. غير أن الحكومة الاشتراكية برئاسة ليونيل جوسبان تنفست الصعداء في بقية أنحاء البلاد.
واعتبر المحللون نتائج الانتخابات بمثابة رسائل موجهة إلى رئيس الوزراء الاشتراكي ليونيل جوسبان والرئيس اليميني جاك شيراك، مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية عام 2002.
ولدى الإعلان عن فوز لوائح السيناتور الاشتراكي برتران ديلانوي، تجمع الآلاف في باحة مقر بلدية باريس وسط العاصمة الفرنسية للاحتفال بالفوز التاريخي لليسار، رافعين المفاتيح دلالة على انتزاع السيطرة على العاصمة من اليمين ومن التجمع من أجل الجمهورية الذي تولى رئاسة البلدية منذ عام 1977.
وبدت أحزاب اليمين واعية لأهمية الحدث، وكان رئيس حزب الديمقراطية الليبرالية ألان مادلين أول من علق على الأمر واصفا سقوط الشيراكية في باريس بالزلزال.
وسيتسلم رئيس البلدية الجديد في باريس برتران ديلانوي مسؤولياته في الخامس والعشرين من مارس/ آذار الجاري خلال الاجتماع الأول للمجلس البلدي الجديد، ليخلف بذلك الشيراكي جان تيبيري الذي أعيد انتخابه مع ذلك في معقله في الدائرة الخامسة من باريس.
وفازت لوائح اليسار في 12 من الدوائر الباريسية العشرين التي تضم مليوني نسمة، وحازت على 92 من أصل 163 مقعدا في المجلس البلدي لباريس.
وفي المقابل تقدم اليمين على اليسار بحسب عدد الأصوات، إذ حصل على 50.4 في المئة مقابل 49.6 في المئة من الأصوات، مما دفع مرشح اليمين الخاسر فيليب سيغان إلى القول إن نظام الانتخاب عبر اللوائح "ظالم".
وفي ليون ثالث مدن فرنسا, كانت المنافسة حادة بين اليمين واليسار في الانتخابات البلدية، وفازت أخيرا اللوائح الاشتراكية ليصبح جيرار كولومب أول رئيس بلدية اشتراكي في المدينة منذ إدوار هيريو الذي انتخب عام 1905 وبقي في منصبه حتى وفاته عام 1957.
وفي البلاد عموما انتقلت رئاسة البلدية في 42 مدينة كبيرة من اليسار إلى اليمين، في حين انتقلت رئاسة البلدية في 18 مدينة بينها باريس وليون وديغون من اليمين إلى اليسار.
وخسر العديد من الوزراء في حكومة جوسبان في الانتخابات بينهم جاك لونغ (التربية الوطنية)، وإليزابيت غيغو (العمل)، وبيار موسكوفيتسي (الشؤون الأوروبية)، كذلك خسرت وزيرة البيئة دومينيك فواني، ووزير النقل الشيوعي جان كلود غيسو من الدورة الأولى في الانتخابات في 11 مارس/ آذار.
ووجهت صحيفة "لومانيتيه" الناطقة سابقا بلسان الحزب الشيوعي تحذيرا للحكومة مطالبة بالتعاطي بجدية مع نتائج هذه الانتخابات. ورأت الصحيفة أن الفوز في باريس وليون لن يخفي الدرس القاسي الذي تلقته الغالبية البرلمانية في المناطق قبل عام من الانتخابات التشريعية والرئاسية الفرنسية.