محكمة لاهاي تطالب بلغراد بتسليمها مجرمي الحرب
حذرت مصادر في محكمة جرائم الحرب الدولية من أن تعاون يوغسلافيا مع المحكمة لازال دون المطلوب. وطالبت المحكمة بلغراد باعتقال المطلوبين وتسليمهم لها في موعد أقصاه نهاية الشهر الجاري. وتواجه يوغسلافيا تهديدا أميركيا بفرض عقوبات اقتصادية عليها إن لم تتعاون مع المحكمة قبل نهاية الشهر في تسليم مجرمي الحرب المتهمين.
وقالت فلورنس هارتمان المتحدثة باسم رئيسة ممثلي الادعاء بالمحكمة كارلا ديل بونتي إن التعاون لا بد أن يعني اعتقال المشتبه بهم من مجرمي الحرب من الموجودين على الأراضي اليوغسلافية وتسليمهم للمحاكمة. وأضافت أن ممثلي الادعاء يتوقعون تحركا ملموسا وواضحا من جانب السلطات اليوغسلافية لتسليم المشتبه بهم قبل نهاية هذا الشهر.
وقالت هارتمان في ختام ندوة استمرت يومين وضمت مسؤولين من المحكمة وخبراء قانون يوغسلافا إن هذا الموعد يمثل التزاما دوليا على بلغراد الامتثال له من خلال تعاونها مع المحكمة.
ويقول مسؤولون كبار في الحكومة اليوغسلافية إن التعاون الذي تنشده المحكمة قد لا يكون ممكنا قبل إقرار قانون خاص يتيح التعاون مع تلك المنظمة الدولية، وإن هذا قد لا يتحقق قبل الحادي والثلاثين من هذا الشهر.
وأكد رئيس الوزراء اليوغسلافي زوران جينجيتش للتلفزيون الحكومي أنه من غير المحتمل تسليم الرئيس السابق سلوبودان ميلوسوفيتش قبل نهاية هذا الشهر. وقال إن طلب تسليمه في هذا الوقت غير واقعي كما أنه يشكل انتهاكا للقانون فضلا عن رفض التحالف الحاكم له مهما كانت النتائج المترتبة على ذلك.
وأعرب جينجيتش عن ثقته بقدرة حكومته على إقناع الغرب بقبول موقفها من خلال حملة ستقوم بها بلغراد في الأيام العشرة القادمة. وقال إن ما تحاول حكومته القيام به هو إخبار الأطراف الدولية بأن هذا هو أقصى ما نستطيع القيام به وأنه يمثل مصلحة للبلاد وإلا فسيكون هناك الكثير من المشاكل.
وتواجه بلغراد إمكانية فرض عقوبات أميركية اقتصادية حال فشلها في التعاون مع المحكمة التي أدانت ميلوسوفيتش وبعض مساعديه مع نهاية الشهر الجاري.
ودأبت بلغراد أثناء فترة حكم ميلوسوفيتش على تجاهل المحكمة باعتبارها معادية للصرب.
ومن جهة أخرى قال مصدر بارز في الائتلاف الحاكم في بلغراد إن الزعيم الصربي رادوفان كاراديتش وقائد القوات الصربية في البوسنة راتكو ملاديتش المتهمين بارتكاب جرائم حرب في البوسنة فرا من جمهورية الصرب إلى القطاع الصربي من جمهورية البوسنة المجاورة. وحسب المسؤول الصربي فإن الاثنين فرا بعد أن شعرا بصعوبة حصولهما على حماية حكام يوغسلافيا الجدد.
وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه "إن الرجلين تأكدا أنه لم يعد بإمكانهما أن يضمنا الحماية بعد أن ألقت السلطات القضائية القبض على رئيس الشرطة السرية لميلوسوفيتش وعدد من أعوانه الشهر الماضي".
ويرى مراقبون أن هذه التصريحات تدل على أن بلغراد بدأت تتحرك لتجنب مواجهة مع الغرب، بعد أن وجدت الحكومة الإصلاحية التي تولت الحكم في أعقاب إقصاء ميلوسوفيتش الثناء من المجتمع الدولي.
وكان ميلوسوفيتش قد وفر حماية كاملة لكاراديتش وقائده العسكري ملاديتش ضد الاعتقال بجمهورية الصرب في مواجهة المطالبة الدولية بمثولهما أمام محكمة جرائم الحرب في لاهاي. وتدور تكهنات بأن ملاديتش كان يعيش في بلغراد حتى وقت قريب، في حين ذكرت تقارير صحفية أن كاراديتش كان يعيش متنقلا بين البوسنة وجمهورية الصرب وجمهورية الجبل الأسود تحت حماية أنصاره.
يذكر أن محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة وجهت إلى كاراديتش وملاديتش تهم ارتكاب عمليات إبادة جماعية وجرائم بحق الإنسانية إبان حرب البوسنة بين عامي 1992 و1995.