شارون يهدد بفرض حصار كامل على الأراضي الفلسطينية
هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بفرض حصار كامل على الأراضي الفلسطينية مجددا في حال تصاعد المواجهات، في وقت دعا فيه وزير الخارجية شمعون بيريز الفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة. وعلى الصعيد الميداني عثر على جثة طفل فلسطيني مقتولا في مستوطنة يهودية قرب القدس، وأصيب فلسطينيان برصاص جنود الاحتلال في قطاع غزة.
وقد هدد شارون في رسالة بعث بها إلى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بفرض حصار كامل على الأراضي الفلسطينية مجددا في حال تصعيد ما وصفه بأعمال العنف.
وقال شارون إن إجراءات تخفيف الحصار "ستلغى" في حال استغلها الفلسطينيون لإعادة إطلاق ما أ سماه بأعمال العنف في المناطق التي طالتها إجراءات تخفيف الحصار.
ونفى مسؤولون فلسطينيون أنباء تحدثت عن تخفيف الحصار، وقال هؤلاء إن ما تدعيه إسرائيل من إدخال تسهيلات على حركة تنقل المواطنين والبضائع على المعابر غير صحيح، وقال وزير الإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه إنها محاولة لتضليل الرأي العام الدولي الذي أبدى قلقا إزاء عواقب الحصار على الاقتصاد الفلسطيني.
وكان ناطق باسم شارون قال إن المجلس الوزاري الأمني المصغر اتخذ قرارات عدة بشأن تخفيف الحصار المفروض على أراض فلسطينية يشعر القادة العسكريون بأن الوضع الأمني فيها يسمح بذلك.
من جهة أخرى يجري الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات محادثات في القاهرة مع الرئيس حسني مبارك في إطار جولة عربية لحشد التأييد للفلسطينيين قبل القمة العربية التي ستعقد في عمّان أواخر الشهر الحالي.
وكان عرفات وصل إلى القاهرة في ساعة متأخرة أمس الجمعة قادما من المغرب، قالت مصادر فلسطينية إن عرفات سيطلع مبارك على آخر تطورات الانتفاضة الفلسطينية استعدادا للقمة العربية التي تعقد يومي 27 و28 مارس/آذار.
دعوة لاستئناف المفاوضات
من جهة أخرى قال وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز في تصريح للإذاعة الإسرائيلية إن على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي العودة إلى المفاوضات دون شروط. ويقول الفلسطينيون إنهم مستعدون لاستئناف المفاوضات من النقطة التي انتهت إليها المحادثات مع الحكومة الإسرائيلية السابقة، بما فيها التي جرت في شرم الشيخ وطابا.
واتهم بيريز الرئيس عرفات بارتكابه خطأ كبيرا برفضه الأفكار التي طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك. وكان باراك طرح على الفلسطينيين دولة على معظم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة باستثناء القدس الشرقية، لكنها تعثرت بسبب عدم الاتفاق على مصير اللاجئين الفلسطينيين والسيادة على القدس.
وطالب الوزير الإسرائيلي الرئيس عرفات باتخاذ خطوات للحد من المواجهات، لكنه اعترف بأن عرفات ربما لا يملك سيطرة كاملة على جميع الأراضي الفلسطينية.
ودعا عرفات إلى اتخاذ إجراءات رادعة بحق مسؤول أمني فلسطيني زعم بأن له علاقة بخلايا فلسطينية مسلحة، وقال "لست واثقا من أن عرفات كان على علم أن قائد القوة 17 متورط، لكنه بات يعرف ذلك الآن وسنرى أي إجراءات سيتخذها في حقه".
وتقول السلطات الإسرائيلية إنها اعتقلت ثلاثة فلسطينيين للاشتباه في تدبيرهم هجوما على أهداف إسرائيلية، وقالت إن الثلاثة أعضاء في قوات الأمن الفلسطينية المكلفة بحراسة عرفات، وإنهم كانوا يخططون لتفجير قنبلة بالقرب من مقر الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وأفادت صحيفة هآرتس العبرية إن العناصر الثلاثة اعترفوا أن قائد القوة 17 في رام الله في الضفة الغربية محمود ضمرة كان يدربهم وأشرف على عدد من الهجمات قاموا بتنفيذها على أهداف إسرائيلية.
استشهاد طفل فلسطيني
في غضون ذلك عثر على جثة طفل فلسطيني في العاشرة من عمره مقتولا في مستوطنة نيفيه يعقوب عند المدخل الشمالي لمدينة القدس. وعثر أفراد من عائلة الطفل محمد نصار التي تقيم في ضاحية البريد إلى الشمال من القدس على جثة ابنهم ملقاة بجانب سور المستوطنة القريبة من منزل الشهيد. وقالت العائلة إن آثار الضرب كانت بادية على رأس الطفل الذي اختفى الجمعة.
أصيب فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في حادثين منفصلين بقطاع غزة. وقالت مصادر طبية إن أنور سليمان أبو دية (21 عاما) أصيب برصاصة من النوع المتفجر في الحوض وأن "حالته متوسطة".
وأكد شهود عيان أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار من أسلحة رشاشة من موقع عسكري قرب مستوطنة دوغيت في بيت لاهيا شمالي القطاع تجاه أبو دية رغم عدم وقوع مواجهات أو سماع إطلاق نار.
وفي الحادث الثاني أصيب الفتى رائد مرعي (16 عاما) برصاصة في ساقه أطلقها جنود الاحتلال لدى مروره قرب مستوطنة نتساريم جنوبي غزة وقد وصفت حالته بأنها خطيرة. ولم تشر المصادر إلى وقوع مواجهات. وفي مدينة غزة شيع آلاف الفلسطينيين جثمان الشهيد محمد أبو عون (17 عاما) إلى مثواه الأخير، وكان أبو عين قتل برصاصة في صدره في مواجهات وقعت أمس قرب معبر المنطار في قطاع غزة.