تطويق الطائرة الروسية المخطوفة وفرار 15 من ركابها
طوقت قوات الأمن السعودية الطائرة الروسية المخطوفة في أعقاب توقف عملية الإفراج عن الركاب، في هذه الأثناء أعلنت وكالة الأنباء السعودية أن 15 من الركاب تمكنوا من الفرار عبر الباب الخلفي للطائرة.
فقد ذكر مسؤول سعودي طلب عدم الكشف عن اسمه أن قوات خاصة سعودية طوقت الطائرة بعد أن توقف خاطفوها عن الإفراج عن الركاب، وقال إن الخاطفين سمحوا لنحو أربعين شخصا بمغادرة الطائرة معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن بالإضافة إلى جريح واحد ثم أوقفوا عملية الإفراج عن الباقين.
وأوضح المسؤول أن الخاطفين أربعة غير أنه لم يحدد جنسياتهم، كما ذكر أن عملية الإفراج تمت في شكل مجموعات صغيرة قبل أن تتوقف. وأضاف أن مسؤولا سعوديا صعد إلى الطائرة والتقى الخاطفين الذين أبلغوه بمطلبهم الرامي إلى وقف الحرب في الشيشان، ونفى أن يكونوا طلبوا المغادرة إلى أفغانستان أو أي جهة أخرى.
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف طالب أثناء محادثة هاتفية مع نظيره السعودي سعود الفيصل أن تعمل السلطات السعودية على تسليم الخاطفين إلى روسيا بعد اعتقالهم. وأضاف إيفانونف أن القيادة الروسية تتوقع أن تتخذ السلطات السعودية جميع الإجراءات الضرورية لضمان سلامة الركاب والطاقم وإعادتهم مع الطائرة إلى روسيا.
ومن جهتها نفت وكالة شيشان برس -التي تقول إنها مصدر بيانات المقاتلين الشيشان ومقرها جورجيا- أي علاقة للمقاتلين الشيشان بحادث الاختطاف. وجاء في بيان بثته الوكالة "لا توجد أي علاقة للهياكل الرسمية في الشيشان بهذا الحادث.. وسائلنا للقتال لا تشمل احتجاز الرهائن والابتزاز". وأضافت الوكالة أن الاختطاف ربما يكون من تدبير أشخاص يتحركون من تلقاء أنفسهم أو جزءا من حملة الدعاية الروسية المضادة للمقاتلين الشيشان. وأكد ذلك أيضا نائب مفوض الرئيس الشيشاني في الإمارات العربية محمد إسندر في اتصال هاتفي أجرته معه قناة الجزيرة قبيل منتصف الليلة.
وكانت السلطات السعودية قد بدأت مفاوضات مع الخاطفين عقب هبوط الطائرة في المدينة المنورة. وذكر مصدر سعودي أنه تم تشكيل لجنة لبحث إمكانية تزويد الطائرة بالوقود. ورفضت السلطات السعودية إرسال موسكو فرقة كوماندوز لاقتحام الطائرة وتحرير الرهائن.
ويرى مراقبون أن اختيار الخاطفين للمدينة المنورة يأتي في سياق قطع الطريق على تدخل أي قوات أجنبية لتحرير الركاب، حيث إنه لا يجوز وفقا للشريعة الإسلامية دخول غير المسلمين إلى المدينة.
وكان مراسل الجزيرة في موسكو أفاد أن قوات روسية خاصة تابعة لجهاز المخابرات الروسية هي الآن على أهبة الاستعداد لتحرير الرهائن. وقال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شكل فريقا برئاسة النائب الأول لرئيس جهاز الاستخبارات ونائب وزير الخارجية لمتابعة الأزمة. وفي تركيا نفى وزير النقل التركي أنيس أوكزوس أي دور تركي في اختطاف الطائرة.
وكانت مصادر ملاحية بمطار القاهرة ذكرت أن الطائرة المختطفة غادرت المجال الجوي المصري، وأبلغ قائدها برج المراقبة في القاهرة أنه يتجه صوب المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية دون أن يذكر تفاصيل أخرى.
واستولى الخاطفان على الطائرة بعد نصف ساعة من إقلاعها من مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول عند الساعة الحادية عشرة والنصف ظهرا بتوقيت غرينتش.
وكان أوكزوس أعلن أن شخصين يعتقد أنهما من الشيشان خطفا الطائرة. وأضاف الوزير أن أحد أفراد الطاقم الاثني عشر وهو مضيف طعن بسكين. وأعلن مدير الشركة مالكة الطائرة أن المضيف الجريح في حالة خطرة. يشار إلى أن الطائرة -وفقا لما ذكره متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية- من طراز تي يو 154 وتملكها شركة فنوكوفو الروسية، ويوجد على متنها 166 شخصا.
يذكر أن هذه هي الطائرة الخامسة التي تختطف من مطار تركي منذ عام 1998. وكانت آخرها طائرة مصرية اختطفت عام 1999 بعيد إقلاعها، واستسلم المختطف بعد هبوطها في هامبورغ بألمانيا.
كما يذكر أن مسلحين مؤيدين للقضية الشيشانية استولوا عام 1996 على عبّارة قبالة ساحل البحر الأسود في تركيا. واحتجز المسلحون وهم شيشانيان وستة أتراك وجورجي 200 شخص كانوا على متن العبّارة، احتجاجا على الحملة العسكرية الروسية على الشيشان. وقضت محكمة تركية بسجن كل منهم ثماني سنوات، لكنهم هربوا جميعا من السجن وسط اتهام للسلطات التركية بالتواطؤ معهم.
واتهمت روسيا مرارا تركيا بمساندة المقاتلين الشيشان، وأن المستشفيات التركية تقوم بعلاج الجرحى منهم. ووقع البلدان مؤخرا اتفاقا للتعاون في مجال مكافحة ما أسمياه بالإرهاب.