إسرائيل تعتقل ثلاثة من فتح وتتهمهم بالتخطيط لعمليات
أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون اليوم اعتقال قوات الاحتلال لثلاثة عناصر من حركة فتح الأحد الماضي بالقرب من رام الله في الضفة الغربية لاتهامهم بالقيام بعمليات ضد إسرائيل. في غضون ذلك بدأ مجلس الأمن الدولي مناقشة طلب لإرسال مراقبين إلى الأراضي الفلسطينية تقدمت به الدول العربية وترفضه إسرائيل.
وذكر التلفزيون الإسرائيلي أن الموقوفين ينتمون إلى القوة 17 التي تمثل الحرس الشخصي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وأضاف البيان الذي أوردته وكالة الصحافة الفرنسية أن المعتقلين -وهم من سكان مخيم قلنديا للاجئين بين القدس ورام الله- شاركوا في عمليات أسفرت عن سقوط ثمانية قتلى وأكثر من عشرين جريحا في صفوف الإسرائيليين.
وأضاف بيان مكتب شارون أن الاعتقالات كانت من أسباب تشديد الحصار مؤخرا على رام الله والمدن والقرى الفلسطينية الأخرى.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلية قامت مؤخرا بحفر خنادق وإقامة سواتر ترابية لقطع جميع الطرق وعزل المدينة عن القرى المجاورة. وبررت قوات الاحتلال حصارها للمدينة التي تعد المركز الاقتصادي والطبي والثقافي في الضفة الغربية بأن لديها معلومات تشير إلى الإعداد لهجوم على أهداف إسرائيلية بسيارة مفخخة.
مراقبون دوليون
في هذه الأثناء بدأ مجلس الأمن الدولي مناقشة طلب لإرسال مراقبين غير مسلحين من الأمم المتحدة إلى الأراضي الفلسطينية تقدمت به الدول العربية وترفضه إسرائيل. وطالب مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة إيهودا لانكري المجلس برفض الطلب، وزعم أنه سيؤدي إلى تصعيد العنف، على حد تعبيره. ويأتي هذا التطور عقب الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز للأمم المتحدة، إذ جدد أثناءها رغبة إسرائيل في التفاوض، ولكنه اشترط وقف الانتفاضة.
ويستبعد مراقبون أن يتوصل المجلس إلى اتفاق حول إرسال المراقبين بسبب معارضة واشنطن للفكرة، لكن مندوب أوكرانيا الذي يرأس المجلس الشهر الحالي قال للصحافيين إن هناك احتمالا كبيرا بأن يتوصل أعضاء المجلس هذه المرة إلى قرار.
الاتحاد الأوروبي: دعم الفلسطينيين
في غضون ذلك دعا الاتحاد الأوروبي الدول العربية لتقديم الدعم إلى الفلسطينيين. وقال الموفد الخاص للاتحاد إلى الشرق الأوسط ميغيل أنخيل موراتينوس اليوم إن من مصلحة الاتحاد أن تشارك الدول العربية إلى جانبه في الجهود المشتركة لدعم السلطة الفلسطينية اقتصاديا.
وفي السياق نفسه أعلن مصدر أوروبي أن المساعدات المالية للفلسطينيين قد تحدد أثناء مؤتمر الدول المانحة الشهر الحالي. وكان وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث أعلن الثلاثاء الماضي أن الاتحاد الأوروبي وعد بتقديم مساعدات مالية للفلسطينيين قدرها 60 مليون دولار. وذكر وزير المالية الفلسطيني محمد زهدي النشاشيبي أن الفلسطينيين سيطلبون أثناء القمة العربية المرتقبة في الأردن مساعدات عاجلة بقيمة 320 مليون دولار أميركي من أصل مليار دولار تقرر تقديمها لهم أثناء القمة العربية الطارئة في القاهرة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
مواجهات ميدانية
وعلى صعيد المواجهات الميدانية قالت مصادر فلسطينية إن فتى فلسطينيا استشهد برصاص جنود الاحتلال، كما أصيب سبعة أطفال فلسطينيين بعد أن ألقى جندي إسرائيلي قنبلة صوتية باتجاههم.
وقد عثر صباح اليوم على جثة فلسطيني استشهد مساء أمس في مواجهات مع قوات الاحتلال قرب بلدة قلقيلية شمال الضفة الغربية، وفق ما أعلنته عائلة الشهيد الذي يدعى مرتجى عمرو (17 عاما).
وقال أفراد عائلة عمرو إن الشهيد قتل برصاصة أصابته في رأسه أثناء مواجهات مع قوات الاحتلال جنوبي قلقيلية.
وفي سياق متصل أصيب سبعة أطفال فلسطينيين اليوم جراء انفجار قنبلة صوت ألقاها أحد جنود الاحتلال في فناء مدرسة بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وقال شهود عيان إن الشرطي ألقى القنبلة في فناء مدرسة للتعليم الأساسي عندما كان التلاميذ يهمون بمغادرة المبنى. وأصيب أحد الجرحى بحروق في وجهه ونقل مع بقية المصابين الذين لم تعرف خطورة إصاباتهم إلى المستشفى.
عرفات.. خطر!
وعلى الصعيد السياسي هاجم متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وقال إنه خطر على استقرار المنطقة.
وقال المستشار الدبلوماسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي زلمان شوفال اليوم إن عرفات يشكل "خطرا" على استقرار المنطقة.
وأضاف شوفال -وهو سفير سابق لتل أبيب في واشنطن- قبل بضعة أيام من زيارة شارون إلى الولايات المتحدة إن "عرفات يشكل من دون شك خطرا على استقرار المنطقة، لأن إستراتيجيته تعزز العنف وتمارس ضغوطا على الرأي العام العربي مما يزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة".
وأضاف أنه "يلعب لعبة خطرة للغاية، ويجب أن توضح الولايات المتحدة والدول الأوروبية له أنها لن تسكت عن مثل هذه التصرفات".
وأدلى شوفال بتصريحه قبل انعقاد اجتماع بين شارون ومستشاريه من أجل التحضير لزيارة هذا الأخير إلى الولايات المتحدة في 20 مارس/ آذار الحالي، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي جورج بوش وأعضاء من الكونغرس.