معارك غربي مقدونيا والقوات اليوغسلافية تدخل المنطقة العازلة
قالت إذاعة مقدونيا الرسمية إن اشتباكات عنيفة استخدمت فيها المدفعية الثقيلة اندلعت بين قوات الأمن المقدونية والمسلحين الألبان في منطقة جبلية غربي مقدونيا، في حين انتشرت القوات اليوغسلافية في المنطقة العازلة جنوبي صربيا.
وذكرت الإذاعة أن تلك المعارك التي اندلعت قرب منطقة تيتوفو القريبة من الحدود مع إقليم كوسوفو أسفرت عن جرح ما لا يقل عن ثلاثة من قوات الشرطة المقدونية، إلا أنه لم يرد تأكيد على ذلك من مصادر حكومية.
ووصف متحدث باسم وزارة الداخلية المقدونية في مؤتمر صحفي الوضع في المنطقة بأنه متوتر جدا، موضحا أن مجموعتين منفصلتين من المسلحين الألبان هاجمتا دوريتين للشرطة، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وأكد المتحدث أن القوات الخاصة المقدونية تتقدم نحو مواقع المسلحين. وتتخوف الحكومة المقدونية من تغلغل أعمال العنف إلى منطقة تيتوفو التي تقطنها أكثرية ألبانية تشكل ثلث سكان مقدونيا.
يشار إلى أن جنودا أميركيين بالتعاون مع القوات اليوغسلافية كانوا قد أخرجوا مسلحين ألبانيين الأسبوع الماضي من قرية تانيوسيفيتش شمال غرب مقدونيا على الحدود مع إقليم كوسوفو بعد نحو شهر من استيلائهم عليها. وقد أسفرت الاشتباكات بين المسلحين الألبان والقوات المقدونية منذ اندلاعها عن مقتل أربعة جنود مقدونيين.
وتزامنت الاشتباكات الأخيرة مع تجمع آلاف الألبان المقدونيين في تيتوفو تأييدا للمسلحين الذين يطلقون على أنفسهم جيش التحرير الوطني. ويقول هؤلاء إنهم يقاتلون من أجل نيل حقوق الأقلية الألبانية نافين السعي لإقامة ما يسمى بألبانيا الكبرى. وتحولت مسيرة التأييد إلى أعمال عنف قام أثناءها المتظاهرون بالاعتداء على فريق تابع للتلفزيون المقدوني.
انتشار القوات اليوغسلافية
من جانب آخر أعلن ضابط يوغسلافي كبير أن القوات اليوغسلافية بدأت الانتشار في المنطقة العازلة جنوبي صربيا قرب حدود كوسوفو. ويأتي ذلك بعد يومين من موافقة جمهورية الصرب على وقف لإطلاق النار مع المقاتلين الألبان في المنطقة.
وقال الجنرال أوبراد ستيفانوفيتش إن القوات اليوغسلافية بدأت عبور الخط الخارجي للشريط العازل بين كوسوفو وصربيا في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء. وكان يتحدث من نقطة قريبة من المنطقة العازلة التي أقيمت عام 1999 للفصل بين القوات الصربية وقوات حفظ السلام الدولية بقيادة حلف شمال الأطلسي والتي حلت محل القوات اليوغسلافية في إقليم كوسوفو.
وكان حلف الأطلسي سمح للقوات اليوغسلافية أن تنتشر في أجزاء محددة من المنطقة العازلة عند التقاء الحدود مع مقدونيا بهدف الحد من نشاط المقاتلين الألبان الذين تضاعفت هجماتهم في الشهرين الماضيين. ووقع المقاتلون الألبان داخل المنطقة العازلة اتفاقا لوقف إطلاق النار مع القوات الصربية يوم الإثنين الماضي.
وتمتد المنطقة العازلة خمسة كيلومترات حول كوسوفو، وجرى استحداثها بداية لمنع الاحتكاك المباشر بين القوت الدولية وقوات نظام الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش، ولكن حركة من الأغلبية الألبان في جنوبي صربيا دخلت إلى هذه المنطقة حيث سيطرت على نحو 200 كلم مربع واشتبكت مرارا مع قوات الحكم الجديد في بلغراد.
مهاجمة مركز شرطة
من جهة أخرى أعلن مسؤول في القوات الدولية العاملة بكوسوفو أن حشدا من الصرب في مدينة ميتروفيتشا هاجم مركزا للشرطة وأثار شغبا، مما أسفر عن إصابة 12 شخصا بينهم أحد أفراد الشرطة التابعة للأمم المتحدة وجندي في قوات حفظ السلام الدولية.
وأحرق المهاجمون الصرب سيارة تابعة للشرطة وألقوا قنبلة على أحد المنازل وأضرموا النار في منزل آخر. وقال المسؤول إن أعمال الشغب المشار إليها شارك فيها أكثر من 150 صربيا، واندلعت عقب إلقاء الشرطة القبض على اثنين من الصرب في الجزء الذي يسيطرون عليه في ميتروفيتشا بشبهة مهاجمتهم لاثنين من عناصر الشرطة الدولية.