كولومبيا : مقتل ستة جنود في هجوم للجبهة الثورية
قال الجيش الكولومبي إن ستة من جنوده قتلوا وجرح عشرة آخرون بينهم مدني في هجوم شنه مقاتلو الجبهة المسلحة الثورية على مركز للاتصالات كانوا يقومون بحراسته في جنوب غرب البلاد. في هذه الأثناء أعلنت ثاني أكبر الجماعات اليسارية المتمردة في كولومبيا تعليق محادثات السلام مع الحكومة احتجاجا على هجمات شنها الجيش على مواقعها مؤخرا.
وقال متحدث باسم الجيش الحكومي إن 200 عنصر من متمردي الجبهة المسلحة الثورية شنوا هجوما كبيرا على موقع اتصالات في مقاطعة فالي، كان نحو 50 من قوات البحرية الكولومبية يقومون بحراسته. وجرح في الهجوم تسعة جنود ومدني.
من جهة أخرى أعلن جيش التحرير الوطني عن تعليق المحادثات مع الحكومة، وقال الأب جورج مارتنيز أحد الكهنة الرومان الكاثوليك إن جيش التحريرالذي يبلغ عدد عناصره خمسة آلاف بعث برسالة إلى الحكومة يحتج فيها على الهجمات التي قام بها الجيش الكولومبي على قواعده قبل شهر في جنوبي مقاطعة بوليفار.
وتتوسط الكنيسة في المحادثات بين الحكومة الكولومبية وجيش التحرير الوطني المدعوم من كوبا والجارية منذ أكثر من عام والتي اقتربت من عقد اتفاق سلام. وأضاف مارتنيز "إن جيش التحرير الوطني قرر تعليق المفاوضات التي يجريها مع الحكومة بشكل مؤقت".
وكانت الحكومة الكولومبية قد دخلت في محادثات سلام مع فصيلي المتمردين الرئيسيين -وهما الجبهة الثورية المسلحة كبرى الجماعات الماركسية المتمردة وجيش التحرير الوطني- في محاولة لإيجاد تسوية لهذا النزاع المسلح الذي أودى بحياة أكثر من 35 ألف شخص أثناء عشر السنوات الأخيرة من الصراع المستمر منذ 37 عاما.
وتقول الحكومة الكولومبية إن الهجمات التي قام بها جيشها الشهر الماضي استهدفت مزارع الكوكا غير القانونية في المناطق الخاضعة لسيطرة جيش التحرير الوطني. وتخطط الحكومة الكولومبية لمنح جيش التحرير مناطق منزوعة السلاح في منطقة بوليفار على غرار تلك التي منحتها للجبهة الثورية المسلحة في جنوبي البلاد.
وعبرت السلطات الكولومبية عن أسفها لتعليق المحادثات وقال وزير التنمية أوغيستو رامريز إنه في الوقت الذي تعبر فيه الحكومة عن أسفها لذلك فإنها تحث جيش التحرير على استئناف المحادثات. وأضاف رامريز "الطريق للسلام مليء بالصعوبات لكننا نثق بأننا سنتخطى ذلك".
وذكرت الأنباء أن قتالا عنيفا اندلع أمس أسفر عن مقتل نحو 500 من قوات الجبهة الثورية المسلحة وستة من قوات الشرطة الكولومبية. وقالت تلك الأنباء إن الهجوم الذي وقع في قرية سان بابلو على الحدود مع الإكوادور استخدمت فيه قنابل محلية الصنع. كما قتل سبعة مدنيين في هجوم منفصل وقع في مدينة يولومبو شمال غرب إقليم أنطيوكيا.
ويقول المراقبون إن تجدد القتال يلقي مزيدا من الغموض على مصير لجنة من عشر حكومات أجنبية معظمها من الدول الأوروبية ودول أميركا اللاتينية، قالت الحكومة الكولومبية وحركة القوات المسلحة الثورية إنها ستشكل من أجل توفير دعم دولي لمفاوضات السلام التي بدأت قبل عامين.
وكان الجانبان قد أعلنا أنهما اختارا لجنة من بين سفراء 26 دولة حضروا الاجتماع الذي عقد في منطقة منزوعة السلاح جنوبي كولومبيا الخميس الماضي بين الحكومة والمتمردين اليساريين.
ومن المقرر أن تبدأ اللجنة -المكونة من كل من كندا وكوبا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والمكسيك والنرويج والسويد وسويسرا وفنزويلا- اجتماعاتها في الحادي والعشرين من الشهر الجاري.