أوغندا: استطلاعات الرأي ترجح فوز موسوفيني
نفى الرئيس الأوغندي يوري موسوفيني لجوء أنصاره إلى أسلوب تخويف الناخبين وتوقع بالمقابل فوزه في الانتخابات القادمة في وقت رجحت فيه استطلاعات الرأي إعادة انتخابه لفترة رئاسية أخرى غداً الاثنين.
واتهم موسوفيني الذي كان زعيماً لإحدى المليشيات في السابق, أنصار منافسه كيزا بيسيجي بتخويف الناس في الانتخابات، ومحاولة إعادة أنصار كل من الرئيس السابق عيدي أمين وميلتون أوبوتي إلى الحكم.
وكان موسوفيني قد وصل إلى سدة الحكم عام 1986 بعد أن نجح في إسدال الستار عن موجات العنف والقمع والفوضى الاقتصادية التي شهدتها أوغندا في ظل حكم الرئيسين السابقين والتي دامت 14 عاما.
وأثار الاتهام الذي وجهه موسوفيني إلى منافسه بيسيجي دهشة المراقبين نظرا لأن بيسيجي, وهو ضابط متقاعد برتبة عقيد, كان الطبيب الخاص لموسوفيني أثناء فترة حرب الأدغال التي شنها ضد الحكم السابق، ولأنه كان في فترة التسعينات العقل السياسي المدبر للحركة التي كان يقودها موسوفيني.
وطالما اشتكى بيسيجي من الاضطهاد خصوصاً بعد مقتل أحد أنصاره عندما فتح الجنود النار على تجمع مؤيد له، وبعد فرار أحد مستشاريه الانتخابيين من البلاد في أعقاب تحقيق الاستخبارات معه.
وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم الأحد قال بيسيجي إن الانتخابات الرئاسية ستجرى في ظل حالة من التخويف والتهديد والمخالفات التي يرتكبها الساعون لإعادة انتخاب الرئيس الحالي. وأشار إلى أنه في ظل وضع كهذا سوف يدرس كل الخيارات التي يمكن له اتخاذها بما في ذلك الانسحاب من السباق الانتخابي.
ويقول فريق الحملة الانتخابية لموسوفيني إن منافسه بيسيجي يخشى خسارة الانتخابات، ولهذا فهو يضع المبررات سلفا لهذه الخسارة. وأكد مسؤول في الحملة أنه "ليس لأحد القدرة على التلاعب بالانتخابات". وأضاف "إذا خسرنا فسوف نسلم السلطة، ونحن متأكدون أن القوات المسلحة في أوغندا لن تتدخل. إنهم واعون ويعرفون القوانين في أوغندا".
وقاد بيسيجي انشقاقاً عن موسوفيني في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد اتهامه الحكومة الحالية بالفساد والاحتكار السياسي الذي يمنع الأحزاب، وحاز بالتالي على تأييد العديد من رموز المعارضة الذين يرون فيه إصلاحياً كبيراً. واتخذ بيسيجي شعارا لحملته الانتخابية "الإصلاح الآن.. كيزا بيسيجي رئيس يستمع للرأي الآخر".
ولا ينكر الرئيس موسوفيني وجود فساد واسع في الحكم، ولكنه يلقي باللوم في ذلك على جهاز "الخدمة المدنية" الذي يعارض الحكومة التي يقول عنها إنها تحارب الفساد، ولكن "لا يوجد بيدها عصا سحرية".
وتثور مخاوف لدى بيسيجي ومراقبين مستقلين للانتخابات من حصول عمليات تلاعب في عملية تسجيل أصوات الناخبين. إذ سجل للآن أكثر من 11.4 مليون ناخب أصواتهم للتصويت في وقت يتفق فيه الجميع أن العدد المطلوب للتصويت هو تسعة ملايين ناخب فقط.
وتوضح استطلاعات الرأي تقدم موسوفيني على منافسه كيزا بيسيجي بأكثر من عشر نقاط مئوية. ونظرا لنفوذ موسوفيني الكبير في الريف فمن المتوقع أن يزيد الهامش النهائي على ذلك إلا أن فوزه لن يكون كاملا. ويخوض الانتخابات خمسة مرشحين آخرين. ويتعين على موسوفيني الحصول على أكثر من 50% من الأصوات لتجنب انتخابات الإعادة.
نشر القوات في العاصمة
وحاولت السلطات تفسير أسباب قرار اتخذ مؤخرا بنشر قوات من الشرطة العسكرية في العاصمة كمبالا، حيث قال متحدث باسم الجيش الأوغندي إن ذلك يهدف إلى ضمان وجود قوة مناسبة متاحة في حالة الحاجة لذلك.
من جهة أخرى أشار عدد من المراقبين إلى أن الرئيس الأوغندي يوري موسوفيني اضطر إلى اتخاذ موقف يتسم بالمصالحة والواقعية فيما يتعلق بموضوع الكونغو، لأنه يواجه منافسة قوية من بيسيجي.
وبدأت أوغندا بالفعل هذا الشهر بسحب كتيبتين من جمهورية الكونغو الديمقراطية، كما بدأ موسوفيني يتحدث عن مهمة أوغندا في الكونغو وكأنها أصبحت منتهية. لكن محللين آخرين أبدوا تخوفا من أن سحب تلك الوحدات لم يكن إلا بسبب وجود حاجة إليها في الداخل، في إشارة إلى التخوف من عدم وقوف الجيش على الحياد.