متوكل يؤكد استئناف طالبان تدمير التماثيل البوذية
أكد وزير خارجية طالبان وكيل أحمد متوكل إن حركة طالبان استأنفت الخميس تدمير تمثالي بوذا الضخمين بولاية باميان بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك. وأضاف أنه لم يعرف لحد الآن نسبة ما دمر من التماثيل. بيد أن مصادر أجنبية مطلعة أكدت أن التمثالين الضخمين في باميان لايزالان على حالهما.
وقد تضاربت الأخبار بشأن مصير التمثالين, إذ قالت مصادر رفضت الإعلان عن هويتها إن الحركة استخدمت كميات كبيرة من المتفجرات استعدادا لتدمير الجزء العلوي لأحد التمثالين، لكنها لم تنفذ العملية حتى الآن. أما تحالف الشمال المناوئ لحركة طالبان فقد أعلن أن التمثالين دمرا تماما باستخدام الديناميت.
وكانت الجمعية العمومية للأمم المتحدة المؤلفة من 189 عضوا قد شجبت بالإجماع الجمعة فتوى زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر بتدمير التماثيل، وأصدرت الجمعية بالإجماع قرارا يدعو الحركة الأفغانية إلى وضع حد لتدمير التماثيل التاريخية.
وأعربت الجمعية عن "قلقها العميق وذهولها للأمر الذي أصدرته حركة طالبان في 26 فبراير/شباط الماضي والقاضي بتدمير جميع التماثيل في أفغانستان". وقالت في قرارها إن تدمير تماثيل بوذا في باميان وسط أفغانستان سيكون "خسارة لا تعوض للإنسانية جمعاء".
لقاء بين متوكل وعنان
من ناحية أخرى قال وكيل أحمد متوكل إنه سيلتقي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ليبحث معه عددا من القضايا من بينها مصير التماثيل التاريخية التي بدأت الحركة بتدميرها في أفغانستان. وأعلن متوكل أنه سيسافر إلى إسلام آباد غدا الأحد من أجل مقابلة عنان الذي يصل اليوم إلى باكستان.
وأضاف أنه سيناقش مع عنان معاناة الشعب الأفغاني الذي يرزح تحت وطأة العقوبات المفروضة عليه من قبل الأمم المتحدة والتي وصفها بأنها غير عادلة, إلى جانب إجراء مراجعة عامة للأزمة الأفغانية.
وقال إنه سيخبر الأمين العام أن قضية التماثيل هي شأن ديني داخلي ولا تنوي حركة طالبان من خلالها مواجهة العالم. وتابع "سأحاول أن أوضح اللبس, وأقول لعنان إن طالبان لم تنو الإساءة إلى الديانة البوذية".
وكانت موجة من الاحتجاجات قد تفجرت في أعقاب إعلان حركة طالبان عزمها تدمير التماثيل التاريخية في البلاد، ومن بين أبرز تلك التماثيل تمثالان ضخمان لبوذا نحتا في الصخر في إقليم باميان وسط البلاد.
وأضاف متوكل أنه التقى وفدا برلمانيا يابانيا عرض عليه نقل التمثالين خارج أفغانستان, وقال إنه أخبر الوفد أنه لا يتمكن من تغيير الفتوى لأنها إسلامية وليست سياسية. وأضاف أنه سيخبر الوفد الباكستاني الكلام نفسه وأنه لن يغير شيئا منه.
وكانت باكستان أعلنت أن وزير الداخلية معين الدين حيدر سيرأس وفدا باكستانيا سيتوجه إلى أفغانستان للاجتماع مع زعيم طالبان الملا محمد عمر وزعماء آخرين في الحركة بمدينة قندهار الواقعة جنوب البلاد. وقال البيان إن الوزير الباكستاني سيحاول إقناع السلطات الأفغانية بعدم تنفيذ قرارها استجابة لروح التسامح التي يحث عليها الإسلام وأيضا استجابة للمشاعر الدولية.