عرفات يؤكد رغبة الفلسطينيين في استئناف المفاوضات
أكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أن الفلسطينيين مستعدون لمواصلة عملية السلام مع إسرائيل داعيا الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لحمل حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي على وقف "التصعيد" العسكري في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال عرفات في كلمته اليوم أمام المجلس التشريعي في غزة "أجدد الإعلان لشعبنا وللعالم أجمع أن خيارنا الاستراتيجي هو سلام الشجعان, السلام الدائم والعادل والشامل الذي بدأناه في مؤتمر مدريد للسلام، على أساس الأرض مقابل السلام، وطبقا لقرارات الشرعية الدولية، وعلى كامل المسارات العربية، وهذا الخيار لم يتغير ولن يتغير".
وأعلن عرفات استعداده لاستئناف المفاوضات فورا مع حكومة شارون، وقال "أعلن كذلك أننا على استعداد للشروع فورا لاستكمال المفاوضات التي بدأناها مع الحكومات الإسرائيلية السابقة وحتى آخر اللقاءات التي تمت في شرم الشيخ وطابا".
وأضاف "إن سلام الشجعان الذي دعوت إليه القادة الإسرائيليين على اختلاف ألوانهم -للمضي قدما على سبيله من أجل أبنائنا وأبنائهم ومن أجل مستقبلنا ومستقبلهم- يمكن أن يتحقق ويمكن أن يكون البديل الفعلي لحالة القتل اليومي".
وأكد عرفات أن مواصلة عملية السلام يجب أن تتم استنادا إلى "قرارات الشرعية الدولية 242 و338 و425 و194 يلتزم فيه الجميع بمبدأ الأرض مقابل السلام, مبدأ الانسحاب من جميع الأراضي العربية والفلسطينية التي احتلت عام 67 بما فيها القدس الشريف".
ودعا الرئيس الفلسطيني المجموعة الدولية إلى ممارسة ضغوط على إسرائيل لحملها على وقف "تصعيدها" العسكري ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال عرفات في كلمته أمام المجلس التشريعي "ينبغي على راعيي عملية السلام أميركا وروسيا والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي عمل كل جهد مع الجانب الإسرائيلي خاصة بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة لاتخاذ الخطوات السريعة للتعاطي مع متطلبات السلام".
وأضاف "وأول هذه الخطوات الاعتراف بمرجعيات وقرارات الشرعية الدولية ووقف التصعيد العسكري الذي بدأته الحكومة السابقة ضد شعبنا والحصار لمدننا وقرانا ومخيماتنا وإغلاق حدودنا مع مصر والأردن وعدم الدخول في دوامة المواجهات والحرب التي صعدها جنرالاتهم ووقف جرائم المستوطنين ضد شعبنا".
وجاء خطاب عرفات بعد ثلاثة أيام من تولي أرييل شارون مهام منصب رئيس حكومة إسرائيل. ولم يقدم شارون حتى الآن مؤشرات على رغبته في مواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين عند النقطة التي انتهت إليها كما طالب عرفات اليوم.
لكن وزير الشؤون البرلمانية في السلطة الفلسطينية نبيل عمرو اعتبر اليوم أن هناك مؤشرات "إيجابية" لاحتمال عقد لقاء بين عرفات وشارون مشددا على إنهاء إسرائيل حصارها للأراضي الفلسطينية أولا.
وقال عمرو للصحفيين بشأن احتمالات عقد اللقاء في هذه المرحلة "وفي تقديري فإن الإمكانات أعلى من السابق، وباستطاعتنا أن نقول إن الجانب الإيجابي بدأ يظهر".
وأضاف أن مثل هذا اللقاء "يجب أن يتم بعد إنهاء الحصار، وأن تكون الحالة الاستثنائية والظلم والعدوان ضد الشعب الفلسطيني قد انتهت". وقال "لا يمكن القول إن هناك ترتيبات، ولكن ومن خلال الرسائل بين الرئيس (عرفات) وشارون هناك ممهدات جدية".
لكن المتحدث باسم شارون رعنان غيسين قال إنه "لا توجد حاليا اتصالات ولا جهود" لعقد لقاء مع عرفات.
وكان عرفات وشارون تبادلا رسائل بعد تولي الأخير رئاسة الحكومة الإسرائيلية.
اجتماع التشريعي
وافتتحت اليوم في غزة الدورة السادسة للمجلس التشريعي الفلسطيني بعد ثلاثة أيام من تولي شارون رئاسة الوزراء في إسرائيل.
وأعلن رئيس المجلس أحمد قريع اكتمال نصاب المجلس بحضور 61 عضوا من الأعضاء البالغ عددهم 87. وأوضح أن إسرائيل منعت بسبب الحصار الذي تفرضه على الأراضي الفلسطينية حضور بقية الأعضاء.
ومن أبرز الغائبين أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي، وعضو اللجنة المركزية للحركة عباس زكي. وقال البرغوثي إن منعه من حضور جلسات المجلس "يمثل وقاحة" حالت بينه وبين ممارسة حقه الديمقراطي.
وأعاد المجلس انتخاب أحمد قريع لرئاسته. وقال وزير الشؤون البرلمانية نبيل عمرو إن اجتماع المجلس وهو الأول منذ اندلاع الانتفاضة يكتسب أهمية خاصة "لأننا بحاجة إلى توجيه رسالة سلام للعالم.. سلام عادل يحترم فيه كل طرف مصالح الطرف الآخر".
استشهاد ومواجهات
وعلى صعيد المواجهات الميدانية قالت مصادر فلسطينية إن فلسطينيا استشهد الليلة الماضية برصاص قوات الاحتلال بالقرب من معبر المنطار. وقالت المصادر نفسها إن قوات الاحتلال أطلقت قذائف الدبابات والرشاشات على المنطقة وقتلت الشاب زياد إياد (27 عاما) الذي تصادف وجوده هناك.
وجرح أمس نحو 40 فلسطينيا في مواجهات مع قوات الاحتلال بمدينة رام الله، كما أصيب راع فلسطيني بجروح خطيرة جراء اعتداء أحد المستوطنين عليه قرب مدينة الخليل بالضفة الغربية.