افتتاح قمة منظمة الوحدة الأفريقية في ليبيا
افتتحت في سرت بالجماهيرية الليبية أعمال القمة الاستثنائية الخامسة لرؤوساء الدول الأعضاء في منظمة الوحدة الأفريقية والتي دعا إليها العقيد معمر القذافي لبحث الإسراع في إقامة اتحاد أفريقي.
ويشارك في القمة أكثر من 45 رئيس دولة وحكومة أفريقية من بينهم رؤساء الجزائر وجنوب إفريقيا ونيجيريا الذين شاركوا في المحادثات الخاصة بهذا المشروع الوحدوي. كما يشارك في القمة التي تستغرق يومين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس جنوب إفريقيا السابق نيلسون مانديلا كضيفي شرف.
وقال دبلوماسيون إن الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس التونسي زين العابدين بن علي تغيبا عن القمة المنعقدة في سرت التي تبعد 500 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس. ويمثل مصر في القمة وزير الخارجية عمرو موسى في حين يمثل تونس رئيس وزرائها محمد الغنوشي.
وتضم منظمة الوحدة الأفريقية 53 دولة، ويتعين موافقة ثلثي الدول الأعضاء على الأقل على الميثاق الخاص بالاتحاد قبل وضع هذه الخطة الطموحة موضع التنفيذ.
وقد وقعت 44 دولة على إعلان سرت، لكن لم يصادق عليه سوى 22 دولة فقط من بين الدول الموقعة حتى الآن. والاتحاد المقترح الذي يطور ميثاق تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية لا يرقى إلى حد إقامة كيان على غرار الولايات المتحدة الأميركية برئيس وكونغرس، وهو النموذج الأصلي الذي دعا إليه القذافي في قمة المنظمة التي عقدت في لومي بتوغو العام الماضي.
ويضم الاتحاد المقترح مجلسا من رؤساء الدول مع برلمان لعموم أفريقيا ومحكمة عدل. وتؤكد خطة الاتحاد عدم انتهاك الحدود التي خلفها الاستعمار بين الدول الأفريقية ولكنها تسمح للأعضاء بالتدخل في دولة عضو عندما تهددها حرب أهلية أو إبادة جماعية.
ويرى مراقبون أن الفقر يظل عقبة على طريق توحيد القارة. وتواجه ثماني دول على الأقل من الدول الأعضاء بمنظمة الوحدة الأفريقية -وهي من بين الدول الأكثر فقرا في العالم بينها غينيا والنيجر والصومال- تعليق عضويتها بالمنظمة وحقها في الحديث في الاجتماعات الرسمية لعجزها عن دفع حصتها في ميزانية المنظمة.
وتوقع مسؤولون أن تسدد ليبيا حصص هذه الدول في إشارة للتضامن على مستوى القارة. وأعرب آخرون بينهم بطرس بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة عن مشاعر تفاؤل. وقال غالي للصحفيين إنها خطوة إيجابية مشجعة وإطار جديد يرسم خطة توحيد القارة الأفريقية.