واشنطن: صدام يزداد ثقة بنفسه
قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جورج تينت إن الرئيس العراقي صدام حسين يزداد ثقة بنفسه بسبب قدرته على الاستمرار في السلطة، وادعى أنه يسعى إلى تطوير برامج لإنتاج أسلحة الدمار الشامل الكيميائية والجرثومية.
وأضاف تينت فى شهادة أدلى بها أمام مجلس الشيوخ أمس أن الجهاز الأمني للرئيس العراقي "يتيح له عن طريق التخلص من معارضيه الاستمرار في فرض سلطته والظهور بمظهر من لا يمكن قهره".
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن صدام حسين يعمل على فتح ما اعتبره ثغرات في نظام العقوبات وتحسين علاقات بغداد مع باقي الدول العربية. لكنه أكد أن منطقتي الحظر بشمالي وجنوبي العراق تحدان من قدرة الرئيس العراقي العسكرية، إضافة إلى أن القوات العراقية تلاقي صعوبات لوجستية بسبب استمرار الحظر المفروض على العراق منذ اجتاحت قواته أراضي دولة الكويت في الثاني من آب/أغسطس 1990.
العراق يطالب عنان بالتدخل
في هذه الأثناء طلبت بغداد من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان تحديد موقف المنظمة الدولية من قرار الإدارة الأميركية تخصيص مبلغ أربعة ملايين دولار للمعارضة العراقية لمساعدتها على الإطاحة بالرئيس صدام حسين، وقالت بغداد إن ذلك "ينتهك القانون الدولي".
وتساءلت صحيفة الثورة الناطقة باسم حزب البعث الحاكم في بغداد "هل يصح سيادة الأمين العام, أن تقرر دولة عظمى تدعي أنها مسؤولة عن حماية الأمن والاستقرار في العالم كله تخصيص أربعة ملايين دولار لزعزعة دعائم الأمن والاستقرار في دولة أخرى مستقلة, عضو مؤسس في الأمم المتحدة؟".
واعتبرت الصحيفة أن الموقف الأميركي "يجافي قواعد القانون الدولي ويتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة ويجسد مدى استهتار الدولة العظمى واستهانتها بكل الأعراف والمواثيق الدولية" ودعت عنان إلى التدخل في هذه القضية.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت الأسبوع الماضي وللمرة الأولى منذ خمسة أعوام تمويل أنشطة المعارضة داخل العراق بالرغم من أنها قدمت أموالا لتعزيز نشاط المؤتمر الوطني العراقي.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن ممثلين عن المعارضة العراقية بدؤوا الأسبوع الحالي سلسلة لقاءات مع دبلوماسيين أميركيين لبحث سبل إزاحة الرئيس العراقي صدام حسين عن السلطة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر إن المؤتمر الوطني العراقي "يبقى عاملا مهما وهو جزء من سياستنا إزاء بغداد".
لكن المتحدث الأميركي أوضح أن أي قرار عملي لم يتخذ بعد، وقال "إننا نبحث كل الخيارات السياسية إزاء العراق ولم نتخذ بعد قرارات بشأن العديد من القضايا المثارة".