السلطة الفلسطينية تدعو شارون لاستئناف المفاوضات


وأكدت السلطة الفلسطينية تمسكها بالسلام كخيار استراتيجي، وشددت على ضرورة المشاركة العربية والدولية الكاملة في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وأوضح البيان أن المشاركة العربية والدولية الفاعلة في مفاوضات السنوات الماضية كان لها الفضل الأكبر في التوصل إلى الاتفاقات المتعددة بين الجانبين.
ومن المنتظر أن يصل إلى الأردن ومصر ودول خليجية مبعوث لرئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد لإجراء اتصالات وفق ما أعلنه مصدر مقرب من شارون. وأفاد المصدر أن مستشار شارون للشؤون العربية مجالي وهبي سيصل إلى الأردن اليوم لإجراء محادثات مع مسؤولين أردنيين بشأن الموقف الدبلوماسي بين البلدين. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن وهبي وهو عربي درزي قد يزور كلا من مصر ودولا خليجية في غضون الأيام القليلة القادمة.
تجنب الاستفزازات
وفي واشنطن دعا وزير الخارجية الأميركي كولن باول إلى تفادي الاستفزازات في أعقاب انتخاب رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد أرييل شارون. وذكر المتحدث باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر أن باول شدد أثناء اتصالاته بعدد من المسؤولين في الشرق الأوسط على ضرورة تفادي الاستفزازات والاستفزازات المضادة في هذه المرحلة التي وصفها بالحساسة. كما طالب الجميع بالتحلي بضبط النفس، ووعد بالتحدث إلى الحكومة الجديدة في إسرائيل بعد تشكيلها بشأن مستقبل مفاوضات السلام.
سوريا: التفاوض بشروط
وفي السياق ذاته قال الرئيس السوري بشار الأسد إن سوريا على استعداد للتفاوض مع إسرائيل ولكن بشروط. وقالت وكالة الأنباء السورية إن الأسد أكد أن سوريا لا تريد سلاما خاصا بها، بل شاملا لكل المنطقة. ونقلت الوكالة عن الأسد قوله "الجميع يدركون شروطنا للسلام… من يستطيع أن ينفذها فنحن جاهزون لمتابعة المفاوضات".
وأضاف الأسد أن سوريا ستقبل بالسلام إذا قبل به الفلسطينيون، بيد أنه شكك في أن يقبل الفلسطينيون باتفاق ينتقص من حقوقهم الكاملة التي يطالبون بها.
عقبات أمام شارون
وعلى الصعيد ذاته باشر رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب أرييل شارون تشكيل حكومته الجديدة وسط عقبات كثيرة. ويسعى شارون إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم خصومه في حزب العمل الذي سيتفاوض مع تكتل الليكود اليوم.
ويرى مراقبون أن شارون سيكتشف أن فوزه الساحق على باراك كان أسهل كثيرا من البقاء في السلطة في ظل وجود كنيست منقسم. ويتعين على شارون أن ينجز تشكيل ائتلاف حاكم قبل نهاية مارس/ آذار القادم، وإذا فشل في ذلك وفي إقرار ميزانية عام 2001 فسيضطر إلى إجراء انتخابات عامة.
وكان شارون ناشد حزب العمل مشاركته في محاولة التوصل إلى معاهدة سلام تاريخية مع الفلسطينيين، ودعا إلى توقف الانتفاضة الفلسطينية المستمرة منذ أربعة أشهر. ويقول محللون إن جهود تشكيل حكومة بمشاركة العمل لا تتوفر لها فرص النجاح الكاملة في ظل وجود هوة شاسعة بين حزب العمل الملتزم باتفاقات أوسلو 1993 وبين شارون الذي يعتبرها قديمة.