فوز شارون وباراك يستقيل من زعامة العمل والكنيست

أكدت محطتا التلفزيون الإسرائيليتان العامة والخاصة فوز زعيم اليمين الإسرائيلي أرييل شارون على رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود باراك بأغلبية 59.5% مقابل 40.5% من أصوات المشاركين.
وقد اعترف باراك بالهزيمة في مؤتمر صحفي تحدث فيه إلى جمهور الناخبين. وقال إن شارون هاتفه وعرض عليه منصب وزير الدفاع في إطار وزارة وحدة وطنية. ولم يستبعد باراك قبوله المشاركة في تلك الوزارة. وقد أعلن باراك استقالته من زعامة حزب العمل ومن الكنيست.
وفي أول ردود فعل على هذه النتائج أعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أن الفلسطينيين يحترمون خيار الشعب الإسرائيلي الذي انتخب زعيم اليمين أرييل شارون رئيسا للوزراء. في حين أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن فوز شارون يشكل "حافزا قويا لاستمرار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي".
وهنأت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي في بيان أصدرته أرييل شارون بانتخابه رئيسا للوزراء, آملة في أن يمضي رئيس الحكومة الجديد قدما في "عملية السلام والحوار مع جميع الأطراف المعنية".
وقد بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات لاختيار رئيس للوزراء في إسرائيل 62%, وهي الأدنى في تاريخ إسرائيل, وفق متحدث باسم اللجنة المركزية للانتخابات.
شارون: لا تنازل عن القدس
وكان شارون قد وعد أثناء الإدلاء بصوته في القدس المحتلة بالاحتفاظ بالقدس كاملة والإبقاء عليها تحت السيادة الإسرائيلية في حال فوزه. وقال شارون "سأحرص على إبقاء القدس عاصمة أبدية للشعب اليهودي". وقال موجها نداءه للناخبين الإسرائيليين "إنها انتخابات تتعلق بمستقبل الدولة وبوحدة القدس، ومن يعتقدون أن القدس يجب أن تبقى جزءا من الإرث اليهودي يجب أن يصوتوا لي".
وسعى الزعيم اليميني المتشدد إلى تجميل صورته، حيث رفض في نداء أخير نشره في صحيفة "معاريف" اليوم الاتهامات الموجهة إليه بأنه رجل حرب وقدم نفسه على أنه رجل سلام. وقال شارون "إسرائيل بحاجة إلى السلام، ونحن جميعا نأمل في إنهاء الحرب ويجب أن نغير الأسلوب لتحقيق سلام حقيقي".
تخوف من فوزه
وفي السياق ذاته كان الفلسطينيون قد أعربوا عن قلقهم من احتمال فوز شارون بانتخابات رئاسة الحكومة في إسرائيل. وحذر وزير الإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه من مخاطر فوز شارون. وجاء تحذير عبد ربه أثناء دعوة غير مباشرة وجهها لعرب إسرائيل للتصويت لصالح باراك، الأمر الذي عده المراقبون خروجا على الموقف الرسمي الفلسطيني المتكتم.
وقال المفاوض الفلسطيني نبيل شعث إن فوز شارون قد يحدث حالة اضطراب في الشرق الأوسط، بيد أنه اتفق مع مسؤولين آخرين في السلطة الفلسطينية على ضرورة التعامل مع شارون إذا فاز في الانتخابات. وأضاف شعث أن الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية يشعران بالقلق نظرا لتاريخ شارون.
وقال زعيم حركة المقاومة الإسلامية حماس الشيخ أحمد ياسين إن أيدي كل من باراك وشارون ملطخة بدماء الفلسطينيين. وتعهد بمواصلة النضال بغض النظر عن الفائز في الانتخابات.
وكان رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل أكد أن فوز مرشح الليكود فيه مصلحة للعرب والمسلمين. وأشار إلى أن صعود هذه الشخصية المتشددة لرئاسة الوزراء في إسرائيل سيؤدي إلى توحيد الصفين العربي والإسلامي، وسيتسبب في خسارة التأييد الذي تحظى به إسرائيل على المستوى العالمي.
وقال المسؤول البارز في حركة فتح بالضفة الغربية مروان البرغوثي إن محادثات السلام ستكون عديمة الجدوى إذا فاز شارون في الانتخابات، وأعرب عن اعتقاده بأن الفلسطينيين لن يتصلوا بشارون ولن يتفاوضوا معه.
ووصف رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري فوز شارون بأنه سيكون انتكاسة لعملية السلام، وقال في مؤتمر صحفي في ختام زيارة رسمية قام بها إلى طوكيو إن "المجتمع الإسرائيلي الآن منقسم بين من يدعون للسلام ومن يعتقدون أن بإمكانهم تحقيق الأمن والاستقرار دون صنع السلام مع العرب". واعتبر أن التصو
يت لمرشح اليمين يعني فوز المعسكر الثاني.
وكان الحريري قد أعلن الشهر الماضي أن إسرائيل إذا انتخبت شارون فإن هذا سيعني دعوة إلى الحرب مع جيرانها العرب، لكنه لم يستبعد احتمال العمل معه.
فوزه يبعث على الأسى
ولم يقتصر التخوف من فوز شارون على المنطقة العربية فقط، فقد صرح وزير خارجية الدانمارك موغينز ليكتوفت بأن فوز شارون سيكون أمرا يبعث على الأسى، وأوضح أن فوز شارون الذي يبدو ممكنا سيشل عملية السلام في الشرق الأوسط.
وفي السياق ذاته قالت الإذاعة الإيرانية الرسمية اليوم إن فوز شارون لن يوقف الانتفاضة الفلسطينية. وذكرت الإذاعة الإيرانية في أول تعليق لها على الانتخابات الإسرائيلية أن الاختلاف الوحيد بين باراك وشارون سيكون في أساليب القهر التي يمارسها كل منهما. ويذكر أن إيران تعارض بشدة عملية سلام الشرق الأوسط التي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية.
اقرأ لمزيد من المعلومات:
الانتخابات الإسرائيلية والإجماع المفقود