السودان ينفي أي علاقة له بتفجير السفارتين الأميركيتين

نفى وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل اتهامات وردت على لسان أحد الشهود في قضية تفجير السفارتين الأميركيتين في إفريقيا والتي تنظرها إحدى المحاكم الأميركية لليوم الثاني. ويحاكم في هذه القضية أربعة أشخاص تقول الولايات المتحدة إنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة التابع لأسامة بن لادن.
وقال الوزير في مكالمة هاتفية مع قناة الجزيرة "لست منزعجا من هذة الاتهامات والمعلومات التي وردت أو التي سترد في هذه المحاكمة، فنحن نقر أن بن لادن عاش في فترات سابقة في السودان وكانت له نشاطات وعلاقات واستثمارات". وأضاف "هذة المحاكمة والمعلومات التي سترد تغطي مرحلة تاريخية سابقة، والكثير من المتغيرات حدثت في السودان ولا وجود لابن لادن أو نشاطات ذات صلة به في السودان". ووصف الوزير السوداني الشاهد الذي أدلى بالمعلومات كما وردت في حيثيات المحكمة بأنه "شخص محتال وسارق ولا مصداقية له ولأقواله".
وشدد الوزير السوداني بأن حكومته على استعداد لتقديم أي إيضاحات أو استفسارات تصل بطريقة رسمية، مؤكدا أن سياسة السودان تقوم على "إدانة الإرهاب الذي مازالت تكتوي بناره، والسودان ينادي بتعاون دولي لمحاربة الإرهاب"، نافيا أن يكون قد تم أي اتصال بين الحكومة السودانية والأميركية منذ بداية المحاكمة.
وقال إسماعيل إن الإدارة الأميركية هي التي رفضت لجنة تقصي الحقائق لبحث الادعاءات الأميركية حول مصنع الشفاء للأدوية. موضحا أنه "بالرغم من ذلك فإن أي معلومات تصلنا بطريقة رسمية فإننا مستعدون للتعاطي معها".
وذكرت تقارير صحفية أن الشاهد كان قد اختلس أموالا من جماعة الزعيم الإسلامي السوداني حسن الترابي وأنه مطلوب للمحاكمة في الخرطوم.
من ناحية أخرى قال متحدث باسم تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن في اتصال خاص مع قناة الجزيرة، إن الشاهد المذكور اختلس أموالا من التنظيم وهو مطلوب للقضاء السوداني.
وكانت المحكمة استمعت إلى السوداني جمال أحمد الفضل الشاهد الأول في القضية والذي يحظى بحماية واشنطن منذ انشقاقه عن تنظيم القاعدة، فقد أدلى الفضل بشهاده مثيرة قد تؤدي إلى اتساع فصول المحاكمة حيث تركزت حول إثبات دور الحكومة السودانية في التفجيرين.
فقد قال الشاهد للمحكمة بأنه رأى بأم عينيه رسالة من الرئيس عمر البشير موجهة إلى فرد في تنظيم القاعدة يبلغه فيها أن الخرطوم لن تتقاضى أي رسوم على دخول حاويات تخص التنظيم ولن تقوم بتفتيشها. وتحدث جمال الفضل عن أن تنظيم القاعدة وبعد انتقال أسامة بن لادن إلى السودان تعاون بشكل وثيق مع أجهزة الاستخبارات السودانية، كما استخدم مختبرا في ضاحية بالخرطوم لمحاولة صنع أسلحة كيماوية، وذلك في إشارة قد يقصد بها مصنع الأدوية الذي قصفته الولايات المتحدة عام 98. كما تحدث عن فتاوى أقرها تنظيم القاعدة تبيح قتل المدنيين الموجودين عرضا قرب أهداف أميركية.
وجاءت شهادة الفضل موافقة إلى حد كبير لسياسة واشنطن التي بادرت إلى قصف المصنع السوداني ومواقع في أفغانستان عقب الانفجارين اللذين وقعا في سفارتي أميركا بكينيا وتنزانيا وراح ضحيتهما 224 قتيلا بالإضافة إلى آلاف المصابين.
يذكر أن اثنين من المتهمين الأربعة يواجهان عقوبة الإعدام، فيما يواجه المتهمان الآخران السجن مدى الحياة إذا تمت إدانتهما، ولا تزال السلطات الأميركية تسعى لاستلام ثلاثة مطلوبين على ذمة القضية مسجونين في بريطانيا، والقبض على 14 آخرين على رأسهم المنشق السعودي أسامه بن لادن.