هجرة العقول تهدد التنمية في جنوب أفريقيا

تعالت الأصوات المحذرة من نزيف هجرة العقول من جنوب أفريقيا خاصة بعد تزايدها في السنوات الست الأخيرة بين المواطنين البيض، بينما حذر خبراء من تأثيرها السلبي على مستقبل التنمية في البلاد في المرحلة المقبلة.
وبينما قدرت إحصاءات رسمية بجنوب أفريقيا عدد المهاجرين بحوالي أربعة آلاف سنويا فإن خبراء في الهجرة قالوا إن الرقم الحقيقي أكبر من ذلك بنحو ثلاث مرات على الأقل.
ومن بين المهاجرين نخبة من الخبراء في تكنولوجيا المعلومات والمهندسين والأطباء ورجال الأعمال والمدرسين والممرضات. ووصف جون غامبرانا المستشار في الاتحاد الدولي للهجرة بجنوب أفريقيا ما يجري بقوله "لقد فقدنا أفضل عقولنا".
وأشارت دراسة صدرت مؤخرا عن جامعة كيب تاون إلى أن المهاجرين يتوجهون في الأغلب إلى خمس دول، هي أستراليا وبريطانيا وكندا ونيوزلاندا والولايات المتحدة الأميركية، إذ أن ما يقرب من ربع مليون شخص توجهوا إلى هذه الدول بين عامي 1989 و1997.
ويقول خبراء بالهجرة إن عدد المهاجرين الراغبين في الهجرة تزايد عقب انتهاء نظام الفصل العنصري الذي كان قائما في البلاد ووصول المواطنين السود إلى السلطة عام 1994 وما ترتب على ذلك من مخاوف بين المواطنين البيض الذين يقولون إنهم قلقون من التعرض لتمييز عنصري من قبل سكان البلاد الأصليين.
ورغم أنه لم تصدر تحليلات دقيقة عن الأثر الاقتصادي لهجرة العقول فإن خبراء قالوا إن ذلك يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد المضطرب بعد عقود من الحكم العنصري للبيض.