مقتل جندي إسرائيلي في مواجهات قرب رفح

قتل جندي إسرائيلي في تبادل لإطلاق النار على الحدود المصرية الفلسطينية. وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت بالدبابات مخيم رفح جنوبي غزة. ويأتي هذا التصعيد الخطير عشية انتخابات رئاسة الحكومة الإسرائيلية.
وأعلنت مصادر أمنية فلسطينية أن الإسرائيليين أبلغوهم بإغلاق معبر رفح ومطار غزة الدولي والطريق الرئيسي الواصل بين غزة وجنوب القطاع. وأوضح الشهود أن الدبابات الإسرائيلية قصفت مخيم رفح الحدودي عقب الحادث بالقذائف والأسلحة الثقيلة. وأضاف السكان أن قوات الاحتلال أطلقت أكثر من عشرين قذيفة على المخيم مما أدى إلى احتراق منزل أحد المواطنين ومحول الكهرباء الرئيسي بالمخيم.
وأعلن مصدر طبي فلسطيني أن صبيا فلسطينيا أصيب بجروح خطيرة عقب إصابته برصاص جنود إسرائيليين شمالي قطاع غزة. واندلعت المواجهات عقب تشييع جثمان الشهيد شادي الكحلوت (24 عاما) الذي استشهد برصاص جنود الاحتلال ليلة الأحد بالقرب من معبر كيسوفيم شرقي غزة. وزعمت متحدثة باسم قوات الاحتلال أن الفلسطينيين فتحوا النار على الجنود الإسرائليين بالقرب من رفح ومستوطنة غوش قطيف.
ومن ناحية أخرى سمعت أصوات إطلاق نيران في مدينة الخليل بالضفة الغربية، وفي عدد من المستوطنات اليهودية في المنطقة، كما خرجت مظاهرات في نابلس تندد برئيس الوزراء المستقيل ومرشح حزب العمل إيهود باراك ومنافسه مرشح الليكود اليميني أرييل شارون.
في هذه الأثناء توفيت فلسطينية في الخامسة والستين من عمرها عقب إصابتها بأزمة قلبية في الضفة الغربية. وقال ناصر عشتاوي إن والدته لم تتمكن من الوصول إلى المستشفى بسبب نقاط التفتيش الكثيرة التي نصبتها قوات الاحتلال في الطريق. وأضاف أنه قضى ثلاث ساعات حتى وصل إلى مستشفى قلقيلية الذي كان يصل إليه في الظروف العادية في ربع ساعة.
ويذكر أن السلطات الإسرائيلية شددت حصارها على الضفة الغربية وقطاع غزة وفرضت قيودا على حركة المواطنين الفلسطينيين عشية الانتخابات الإسرائيلية.
وعلى الصعيد ذاته أعادت مجموعة من المستوطنين اليهود اليوم احتلال نقطة استيطان عشوائية جنوب الضفة الغربية. وكانت قوات الاحتلال أخرجت المستوطنين من المنطقة في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1999.
الجهاد تتوعد إسرائيل
من جانب آخر توعدت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بتوجيه ضربات موجعة إلى أهداف داخل إسرائيل خلال الأيام القادمة. ويأتي تهديد حركة الجهاد في أعقاب قتل جنود الاحتلال لأحد عناصر الحركة أمس، عندما كان يهم بزرع عبوة ناسفة بالقرب من هدف إسرائيلي.
وأكدت الحركة في بيان حمل توقيع (سرايا القدس) الجناح العسكري للحركة أن: "عملياتنا ستستمر وستتصاعد وسننزل أقصى الضربات بهذا الكيان المجرم خلال الأيام المقبلة".
وأعلنت السلطات الإسرائيلية أنها تنظر بجدية إلى ما أسمته بالتهديدات الفلسطينية. وذكرت أنباء صحفية إسرائيلية أن قوات الاحتلال تخشى من وقوع هجمات في إسرائيل، وتنوي فرض إغلاق محكم على الأراضي الفلسطينية.
وفي سياق آخر بدأت اليوم محاكمة فلسطينيين أمام المحكمة العسكرية الإسرائيلية في بيت إيل بتهمة المشاركة في ضرب مجندين إسرائيليين حتى الموت في الثاني عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. والفلسطينيان هما رائد الشيخ (26 عاما) وعلي حمدان (24 عاما) وهم ضمن مجموعة من عشرة متهمين اعتقلتهم قوات الاحتلال في رام الله.
لقاء أميركي فلسطيني قريبا
في غضون ذلك أعلنت مصادر فلسطينية أن لقاء أميركيا فلسطينيا على مستوى عال سيعقد في غضون أسبوع. وقال الأمين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني أحمد عبد الرحمن إن وفدا فلسطينيا سيتوجه إلى واشنطن لعقد أول لقاء مع الإدارة الأميركية الجديدة.
وجرى أول اتصال رسمي أميركي فلسطيني في الرابع والعشرين من الشهر الماضي عندما تلقى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأميركي كولن باول. وقد أكد باول في ذلك الاتصال أن الولايات المتحدة الأميركية ستواصل التزامها بعملية سلام الشرق الأوسط بصورة متوازنة.
تضارب حول التعامل مع شارون
وبينما أكدت بعض المصادر الفلسطينية استعدادها للتعاطي مع زعيم اليمين الإسرائيلي أرييل شارون إذا فاز في انتخابات رئاسة الوزارة الإسرائيلية، استبعد آخرون أي اتصال معه. فقد استبعد مسؤول حركة فتح البارز مروان البرغوثي الاتصال أو التفاوض مع شارون في حال فوزه. وقال إن الطريقة الوحيدة للتعامل معه هي الانتفاضة والمقاومة.
وفي الخصوص ذاته قال الأمين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني إن الفلسطينيين مستعدون للتعامل واستئناف المفاوضات مع أي رئيس وزراء إسرائيلي قادم، وسينتظرون ليروا ماذا سيفعل شارون، وسيحاكمونه على ما يقدمه إذا أصبح رئيسا للوزراء. وأكد أن الفلسطينيين لن يقبلوا إعادة النظر فيما أنجز من عملية السلام.