رئيس مجلس الشعب الاستشاري يحث واحد على التنحي

حث رئيس مجلس الشعب الاستشاري الإندونيسي أمين ريس الرئيس عبد الرحمن واحد على التنحي عن السلطة لتجنب عدم الاستقرار والغموض الذي قد تخلفه محاولات عزله بسبب الفضائح المالية المثارة ضده، في الوقت الذي تواصلت فيه مظاهرات مؤيدي الرئيس ومعارضيه في جاكرتا.
فقد قال أمين ريس وهو أحد حلفاء واحد الرئيسيين الذين انشقوا عنه مؤخرا إن الرئيس الإندونيسي فقد الدعم الشعبي ويواجه تقريعا من البرلمان. وأضاف أن "الوقت قد فات على الرئيس في طلبه الصفح من الشعب.. فالشعب لن يسامحه بعد اليوم".
وأكد ريس أن أغلب الأحزاب السياسية مستعدة لقبول نائبة الرئيس في منصب الرئاسة إذا تنحى واحد عن السلطة سلميا. وأعرب عن اعتقاده أن الشعب قد لا يطيق إجراءات العزل الطويلة مما قد يضع البلاد على شفا اضطرابات واسعة.
وكان نجم ريس قد بزغ بعد أن قاد تظاهرات شعبية عارمة قبل أعوام أدت للإطاحة بالرئيس السابق سوهارتو. ويعتبر مجلس الشعب الاستشاري أعلى سلطة تشريعية في إندونيسيا. ويتكون المجلس من جميع أعضاء البرلمان البالغ عددهم حوالي 500 عضو إضافة إلى أكثر من 200 آخرين ينتخبهم الشعب ممثلين عن الأقاليم المختلفة. وفي العادة يجتمع المجلس مرة واحدة في العام.
ولم تعلن نائبة الرئيس الإندونيسي عن موقفها من الأزمة الحالية، لكن أحد قادة الحزب الديمقراطي الذي تتزعمه قال إن ميغاواتي تحاول تجنب أي تدخل في هذه القضية رغم الضغوط الشديدة من داخل حزبها. ونفى رئيس المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي دورناليز لاي أن تكون ميغاواتي تنوي الاقتداء بما حدث في الفلبين حيث تولت نائبة الرئيس السلطة بعد أن انقلبت عليه.
ويرى المحللون أن الرئيس واحد قد ينجو لبعض الوقت نظرا لمعطيات كثيرة تتمثل في غياب البديل وطول إجراءات العزل وتعقيدها وقلق الجميع من وقوع أعمال عنف في الشوارع. ومما يزيد من حالة الغموض أن ميغاواتي تفتقر إلى المهارات التي تؤهلها لقيادة رابع أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان في حالة تخلي واحد عن الحكم.
وكان الرئيس واحد الذي تنتهي ولايته عام 2004 قد نفى بشدة ارتكاب أي مخالفات للدستور ورفض التنحي عن السلطة معبرا عن ثقته في ولاء نائبته ميغاواتي سوكارنو التي تتزعم أكبر الأحزاب السياسية في البلاد.
في هذه الأثناء تظاهر أنصار الرئيس الإندونيسي لليوم الثالث على التوالي في جاوا الشرقية، أحد معاقل جماعة نهضة العلماء المؤيدة لواحد، تعبيرا عن دعمهم له في صراعه مع معارضيه.
وقالت الشرطة إن نحو عشرة آلاف شخص مزودين بالخناجر والعصي اجتاحوا مكتبا لحزب الرئيس الإندونيسي الأسبق سوهارتو في جاوا.
وكانت هذه المظاهرات قد شهدت مواجهات بين أنصار واحد ومؤيدي المعارضة، في حين أعلنت حالة التأهب وسط قوات الشرطة في العاصمة جاكرتا تحسبا لمواجهات محتملة بين أنصار الحكومة والمعارضة في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة التوتر بين الجانبين.
يذكر أن الحكومة الإندونيسية الحالية تواجه عقبات كبيرة في سعيها لمعالجة مشكلات البلاد الرئيسية المتمثلة في نزعات الانفصال وتدهور الاقتصاد وذلك منذ تولي واحد، وهو أول رئيس منتخب، السلطة في البلاد قبل 15 شهرا.
غرق مركب
من جهة أخرى لقي نحو 20 لاجئا إندونيسيا مصرعهم غرقا عندما تحطم المركب الذي كانوا يستقلونه عائدين إلى ديارهم التي فروا منها بسبب الاضطرابات في جزر الملوك.
وقالت مصادر في ميناء تورنتي إن المركب الذي يقل أكثر من 70 راكبا و25 طنا من الحمولة قد اصطدم بالصخور على بعد 15 ميلا عن الميناء الواقع في شرق البلاد. وقد تم إنقاذ نحو 54 شخصا بينما انتشلت 11 جثة.
وتشهد جزر الملوك الإندونيسية اضطرابات بين المسلمين والمسيحيين مما أدى إلى فرار الآلاف من القتال هناك.