كابيلا يعلن استعداده للحوار مع المعارضة
أعلن جوزيف كابيلا رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية استعداده لبدء حوار سياسي مع خصومه العسكريين والسياسيين، وحثهم على أن يبادلوه نفس الموقف دون تحفظات. ودعا كابيلا في مقر الأمم المتحدة بنيويورك إلى نشر قوات دولية لحفظ السلام في الكونغو، ووعد بأن تتعاون بلاده معها، لكنه شدد على ضرورة رحيل القوات الرواندية والأوغندية عن بلاده قبل انسحاب القوات الأجنبية الأخرى.
ولم يوضح كابيلا خلال كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي ما إذا كان سيتعاون مع مبعوث بوتسوانا كيتوميلي ماسيري، الذي اختارته القوى الأفريقية الإقليمية للوساطة في النزاع الكونغولي أم لا.
وقال الرئيس الكونغولي إنه لا يستبعد احتمال وجود مؤامرة خارجية تقف وراء اغتيال والده الرئيس الراحل لوران كابيلا الشهر الماضي، لكنه أشار إلى أن التحقيقات ما تزال جارية.
في هذه الأثناء أعلنت ألمانيا استعدادها لدعم سياسة المصالحة التي أطلقها الرئيس جوزيف كابيلا، ورحبت باعتماده سياسة حوار ومصالحة، وتنشيط اتفاقيات لوساكا، وتعزيز التنسيق مع بعثة السلام التابعة للأمم المتحدة.
ومن ناحية أخرى دعت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا إلى عقد اجتماع قمة للسلام في الكونغو الديمقراطية في وقت قريب، واعتبرت زيارة كابيلا لواشنطن الأسبوع الماضي علامة إيجابية.
وكان كابيلا قد أجرى مباحثات مع رئيس رواندا بول كاغامي بواشنطن، في محاولة لإحياء اتفاق لوساكا الذي أبرم عام 1999 والمتعلق بإنهاء النزاع المستمر في الكونغو الديمقراطية منذ 30 شهراً. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن اللقاء بين الرئيسين كان ضروريا من أجل إعادة الثقة بينهما، وتفهم كل منهما للآخر.
وقال كابيلا عقب لقائه وزير الخارجية الأميركي كولن باول إنه سيسعى للقاء مع كاغامي "من أجل السلام". ويعد لقاء كابيلا وباول أول اتصال بين رئيس الكونغو الجديد والإدارة الأميركية.
وتناولت مباحثات كابيلا مع المسؤولين الأميركيين تطبيق اتفاقية لوساكا، وموضوع نشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الكونغو، والجمود في الموقف العسكري على الأرض. ولم تنشر الأمم المتحدة سوى نحو 200 مراقب، من بين بعثة كان من المقرر أن تضم 5537 فردا.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر إن باول أعرب لكابيلا عن استعداد الولايات المتحدة لمساعدة الأمم المتحدة من أجل تنفيذ اتفاق لوساكا. وأضاف أن الوزير الأميركي أكد لكابيلا على الأهمية الكبيرة التي توليها الإدارة الأميركية والرئيس جورج بوش للمشاكل الأفريقية.
لكن الرئيس الكونغولي دعا إلى إعادة التفاوض حول الاتفاق الذي يدعو أطراف النزاع الكونغولي إلى الاحتفاظ بما لديها من الأراضي، إلى حين التوصل لاتفاق داخلي، ونزع سلاح الجماعات الخارجة عن القانون، وتشكيل قوات مشتركة لمطاردة الذين ارتكبوا جرائم قتل، وقاموا بانتهاك حقوق الإنسان أثناء النزاع.
وتولى كابيلا الابن الرئاسة في الكونغو أواخر الشهر الماضي، بعد اغتيال والده الذي رفض التفاوض مع الثوار ومع المبعوث الأفريقي، مما عرضه لانتقادات بأنه يطيل أمد الحرب.